علي عكس ما فهم البعض خطأ، فإن قرار محكمة التمييز الأردنية الذي صدر مؤخرا بحق الإخوأن لا يعد ضربة قضائية جديدة وجهت لهم، قد تساعد في حظر الجماعة في بلد عربي جديد هو الأردن، وتشجع الإدارة الأمريكية علي إصدار قرار تلوح به منذ أكثر من عامين باعتبار الإخوان جماعة إرهابية.. بل إن القرار يصب في مصلحة الإخوان ليس في الأردن وحدها وإنما في خارجها أيضاً!. ففي إطار الانشقاقات التي شهدتها جماعة الإخوان بالأردن التي تأسست عام 1945 برعاية الجماعة الأم في مصر، تقدم المراقب العام الأسبق للجماعةً عبد المجيد الذنيبات في بداية عام 2015 بطلب تسجيل فرع جديد سمي بجمعية الإخوان المسلمين. وعلي إثر ذلك سحبت السلطات الأردنية الترخيص القانوني من جماعة الإخوان الأصلية، والتي بالتالي مقارها وبعض أموالها إلي جمعية الذنيبات، وإن كانت السلطات الأردنية أبقت علي ترخيص حزب جبهة العمل الإسلامي، الواجهة السياسية لجماعة الإخوان الأصلية بالأردن، حتي تبقي أمام الإخوان سبيلا مفتوحا للعمل والنشاط السياسي، خاصة وأن جمعية الذنيبات التي حملت اسم الإخوان آثرت الابتعاد عن مجال العمل السياسي. غير أن قادة الإخوان في الاْردن لجأوا إلي محكمة التمييز بها، وهي محكمة قرارتها نهائية، ليطعنوا في شرعية جمعية المراقب العام الأسبق ( الذنيبات )، التي تمكنت من وضع يدها علي مقرات وممتلكات وأموال للجماعة، وحصلوا مؤخرا علي حكم منها بعدم شرعية تلك الجمعية، وهو ما سوف يمكنهم من استرداد مقرات جماعتهم التي وضعت جمعية الذنيبات يدها عليها، هي وأموال وممتلكات أخري.. والأهم أنهم حصلوا علي حكم يمنح جماعتهم في الأردن مظلة قانونية جديدة تحميها الآن من الحل، وبالتالي تعطل انضمام الأردن للدول العربية التي اعتبرت تلك الجماعة وتنظيمها الدولي واحدة من الجماعات الإرهابية.. بل إنها تعزز أيضا موقف المعارضين في أمريكا ادماج تلك الجماعة ضمن القائمة الأمريكية للجماعات والتنظيمات الإرهابية وهكذا لقد كسب الإخوان معركة جديدة لهم علي الساحة العربية بمناورة قانونية وقضائية، ولم يخسروها، كما فهم بعض من تعجلوا قراءة حكم محكمة التمييز الأردنية.. وإذا أضفنا إلي ذلك ما يقوم به الغنوشي وجماعته في تونس، وما تقوم به جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي في ليبيا بدعم تركي، ومحاولات إخوان السودان للعودة مجددا، فإننا يجب أن نحتفظ بأقصي قدر من اليقظة تجاه الإخوان الذين يعتبرون مصر، مثلما قال أحد ممثلي المحافظين الجدد في أمريكا، هي الجائزة الكبري، ولذلك لم يتوقفوا عن السعي لتمكينهم من حكمها والسيطرة عليها.