انتهي موسم التسول، واختفت إعلاناته من الفضائيات، وكأن عمل الخير أوجمع التبرعات مقصورة علي شهر رمضان، باستغلال ما فيه من روحانيات عالية، وطاعات وقربات يتقرب بها العبد من ربه، وإذا كنا نعلم وندرك أن عمل الخير من المظاهر التي يحرص الإسلام عليها، لإقامة مجتمع قويّ متماسك، تسوده المحبة والوئام والترابط والتكافل، لذا فإنه يشجع علي عمل الخير في مختلف الميادين، كما يشجع علي التنافس في البذل والعطاء بين أبناء المجتمع في أي وقت. وجاءت النصوص الشرعية الإسلامية تؤكد علي عمل الخير، سواء في القرآن الكريم، أوالسنة النبوية الشريفة، بل جسّد الرسول صلي الله عليه وسلم عمل الخير نموذجاً عملياً في سيرته العطرة، وكذلك كان عمل الخيرالصفة العامّة للصحابة رضوان الله عليهم فكانوا نموذجاً حياً لعمل الخير، لما فيه من إغاثة المحتاجين، وإنقاذ المضطرين، كما فيه رقي المجتمع وتقدمه، وتحقيق نهضته واستقراره، وهو رسالة واضحة للإسلام العظيم، والتي لخصها حديث رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم بقوله : »مثَلُ المؤمنينَ في توادِّهم وتعاطفِهم وتراحُمِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ إذا اشتَكي منْهُ عضوٌ تداعي لَهُ سائرُ الأعضاءِ بالحمَّي والسَّهَرِ». ومع هذا فإننا، وكما يقول القاريء العزيز المهندس الاستشاري نادر خميس ( من الإسكندرية) حولناها إلي أسلوب شحاتة وتسول، بينما الأصل فيها الكرامة والواجب، مثلا هناك محظوظون - من دون داع - بجمع التبرعات بالمليارات، دون حاجة إليها كما حدث مع مستشفي الأورام، وكما يحدث مع مستشفيات الحروق، وما تعرضه من حالات تثير الألم والحزن والغثيان أيضا في نفوس الناس، بينما الحقيقة أن هناك مستشفيات عامة كثيرة تحتاج إلي التبرع، يطلبون القليل من أجل جهاز أشعة مثلا أو جهاز قياس أمراض القلب، أو جهاز غسيل كلوي، لدينا مستشفيات حكومية تحتاج أسرة وشاشا وقطنا ومطهرا ومعقما، ولا ينظر إليها أحد ولا يهتم بها أحد، بينما يسارع نجوم المجتمع وشيوخه إلي مستشفيات بعينها بما يؤكد سوء توزيع التبرعات حسب الاحتياج. وللحديث بقية إن كان في العمر بقية دعاء: اللهم أعنا علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك