امتلأت شوارع القاهرة والمدن الكبري بمصر بالسيارات من كل نوع وشكل ولون واختلفت أعمار هذه السيارات وحالتها الفنية اختلافا" كبيرا". وكثير من هذه السيارات يجري في شوارع المدينة أو يزحف والكثير منها يقبع فوق الأرصفة كمنطقة انتظار أو للعرض للبيع كسيارات جديدة وبعضها مات منذ زمن بعيد ولم يجد من يدفنه. ورغم هذا الازدحام الكبير لشوارع وميادين العاصمة ومدن مصر بل وقراها فإن الكثير من معارض بيع السيارات يحتل أرقي الأماكن وأهم الأرصفة ويسد الشوارع في وجه المرور. هل أحصي أحد عدد محلات بيع السيارات مثلا" في مصر الجديدة أو في مدينة نصر أو وسط البلد أو المهندسين أو الجيزة ولو أحصاها أحد لذهل من كثرتها وما تسببه من ازدحام وضيق للناس. ولو استطعنا أن ننشئ سوقا" كبري للسيارات علي غرار سوق العبور للخضراوات والفاكهة علي إحدي الطرق الصحراوية أو بجوار إحدي المدن الجديدة تنقل إليها كل معارض السيارات الجديدة ومخازنها وكذلك كل أسواق السيارات المستعملة. والذي يريد شراء سيارة لن يضار لو ذهب مثلا" إلي الشروق أو بدر علي طريق السويس لشراء سيارة جديدة أو مستعملة أو إجراء الصيانة والإصلاح اللازم. وعند تجميع معارض السيارات الجديدة والقديمة في مكان واحد ستتواجد بالطبع ورش علي أحدث طراز وبأرقي الأجهزة لصيانة وإصلاح وتجديد السيارات وكذلك مرافق الخدمات اللازمة من استراحات ومطاعم ومقاهي ومدن صغيرة لملاهي الأطفال وخلافه. وقد نصبح مثل الدول المتقدمة ونقيم مقبرة للسيارات بمدينة السيارات تجمع فيها السيارات الكهنة والخردة التي تملأ شوارع القاهرة الكبري منذ سنوات ولا يتحرك أحد لإخلائها لتيسير المرور خاصة في المناطق المزدحمة وقد يجد من يريد شراء قطعة غيار سيارة نادرة ضالته في مقبرة السيارات التي تلقي فيها أيضا" سيارات الحوادث. ومدينة السيارات المقترحة ستعطي الفرصة للمواطن المصري للخروج لرؤية المدن الجديدة والطرق السريعة ورؤية الصحراء الواسعة شرقا" وغربا" وسيعرف المواطن المختنق من الزحام أن أرض الله واسعة وعليه أن يراها مهما كانت الأسباب. العربات القديمة والكهنة كثيرة جدا وملقاة في كل شوارع العاصمة وكل مدن الجمهورية وهي تمثل أرضاً ميتة يمكن أن تنتظر فيها عربة صالحة أو تحقق سيولة مرورية. وحوادث السيارات كثيرة جداً تفرز لنا كل يوم عشرات السيارات الجديدة المحطمة وشبه الجديدة المحطمة أيضاً تلقي هذه السيارات في أي مكان مثل القمامة والمخلفات الصلبة. وفي الدول المتقدمة يخصصون أماكن علي الطرق السريعة لإنشاء وتشغيل مقابر للسيارات تسلم فيها السيارة الكهنة أو المحطمة بأوراق رسمية مثبت فيها رقم الموتور والشاسيه وصاحب السيارة مع استخراج شهادة إعدام للسيارة. تقوم الشركة المديرة للمقبرة بفك قطع الغيار الصالحة وبيعها للجمهور بأسعار أقل كثيراً من أسعارها في المحلات وقد تجد في مقبرة للسيارات قطعة غيار نادرة. نتمني للإدارة العامة للمرور في مصر تبني هذه الفكرة والتشجيع لإنشاء أكثر من شركة لهذا الغرض مع الزام هذه الشركات بأسلوب قانوني صحيح لاستلام السيارات وتخريدها بعد أخذ قطع الغيار الصالحة منها. بإنشاء مقابر للسيارات علي الطرق السريعة سيختفي عنصر من عناصر القبح في شوارعنا وستحقق سيولة نسبية في المرور ولنجرب ولو بإنشاء مقبرة واحدة علي طريق القاهرةالسويس أو القطامية السخنة وأخري علي طريق الواحات البحرية.