يحل قداسة البابا فرانسيس بابا روما، ضيفاً عزيزاً علي مصر التي وصفها صادقاً بأنها أم الدنيا التي كانت قبل ألفي عام ملاذاً وملجأ للعائلة المقدسة هرباً من الاضطهاد. كان الرجل شجاعاً وهو يرفض تأجيل زيارته ويصر علي القيام بها في موعدها، ليقول إن أرض الأنبياء هي دار للأمان وليؤكد ان كل المؤمنين بالحق والسلام والمحبة لابد أن يتوحدوا في مواجهة ما أسماه »العنف الأعمي» وليعطي رسالة إيجابية بالمشاركة في مؤتمر الأزهر الشريف من أجل السلام واللقاء بفضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، والبابا تواضروس الثاني وليؤكد علي الموقف الذي أعلنه الفاتيكان بأن الإرهاب ليس له دين وأن الحوار بين القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية ضروري لمواجهة العنف والكراهية والإرهاب. وسوف يجد البابا فرانسيس في مصر شعباً حارب الإرهاب بمفرده وقدم أغلي التضحيات، وبلداً عاش آلاف السنين وهو يدرك أن وحدته الوطنية هي قدس الأقداس وصمام الأمان لوجوده. وسوف يسمع البابا فرانسيس من فضيلة الإمام الأكبر ومن قداسة البابا تواضروس ومن باقي قيادات الكنائس المسيحية الانجيلية والكاثوليكية ما يؤكد له أن مصر تمضي جبهة واحدة في الدفاع عن وطن عاش علي التسامح والمحبة ضد إرهاب لا دين له، وأن كل رهان علي ضرب الوحدة الوطنية في مصر هو رهان فاشل في النهاية. وسوف يسمع يقين الجميع بما أكده البابا تواضروس بالأمس مرة أخري من أن تفجير الكنيستين لم يكن يستهدف الأقباط وحدهم بل كان يستهدف قلب مصر الذي يتسع لجميع أبنائها. إننا إذ نرحب بزيارة قداسة بابا روما للقاهرة في هذا الوقت بالذات حاملا رسائل المحبة والسلام، فإننا ندرك أن أمامه معركة قاسية يخوضها ضد تطرف آخر ينشر الكراهية ضد الإسلام بين شعوب أوروبا والغرب، ويترجم نفسه في حركات فاشية أصبح لها- للأسف الشديد- وجود سياسي يهدد بالوصول لحكم أعرق الديمقراطيات الغربية، بينما هو الوجه الآخر لإرهاب الدواعش والإخوان. المعركة واحدة.. وتوحيد الجهود ضد قوي العنف والكراهية فريضة علي الجميع. الإرهاب لا دين له. وكل الأديان هي دعوات للمحبة ورسائل للسلام.