وسط تدابير أمنية مشددة، وأجواء احتفالية رفيعة المستوى، تستقبل القاهرة مساء الجمعة المقبلة، البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، الذي يزورها تلبية لدعوة شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب. ورغم التوترات التي شهدتها البلاد مؤخرا، إلا أن البابا لم يشأ إلغاء الزيارة، أو تأجيلها، وأصر على الحضور، تأكيدا على دور الفاتيكان في نشر السلام والمحبة، ودعما لمصر بأزهرها وكنيستها، التي تضرب المثل دوما في التعايش السلمى واحتواء الآخر، فضلا عن تأييدها في حربها على الإرهاب. قال أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك المطران كريكور أوغسطينوس كوسا: إن زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لمصر، تستغرق 26 ساعة، مشيرا إلى أن برنامج الزيارة يتضمن لقاءات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وبابا الكنيسة المصرية الأرثوذكسية تواضروس الثانى، فضلا عن المشاركة في مؤتمر دولى للسلام. "أغسطينوس" شدد في تصريحات ل"فيتو" على أن بابا الفاتيكان أصر على القدوم إلى القاهرة، رغم الحوادث الإرهابية التي وقعت مؤخرا، ليبعث رسالة سلام للعالم أجمع من أرض مصر، مشيرا إلى وجود تنسيق بين رئاسة الجمهورية والفاتيكان لتأمين تحركات البابا. ونوه إلى أن زيارة البابا للقاهرة، تحمل عددا من الرسائل وعلى رأسها بعث رسالة سلام للعالم أجمع من أرض السلام وبخاصة منطقة الشرق الأوسط التي تعانى حروبًا شعواء واضطهادا ممتدا، كما تهدف إلى إثبات روح التعايش المشترك بين أبناء الوطن الواحد «مصر» رغم اختلاف الديانات، وربط الشعوب بعضها البعض. وبدوره.. قال أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك: إن زيارة البابا تهدف أيضا إلى إعلاء رسالة القديس بطرس الرسول، لإخوته في الإيمان ولتكون الكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية، وليدرك كل مواطن مسيحي، أن عليه رسالة للوطن الذي يعيش فيه بالشرق الأوسط، وهنا أؤكد أن الجميع وبخاصة المسيحيين بالشرق الأوسط يعيشون داخل الوطن ومع الوطن، ولا يمكن أن نبتعد عن الوطن الذي نعيش فيه أو ننفصل عنه. وعن برنامج الزيارة، كشف " أغسطينوس" عن أنها سوف تستغرق 26 ساعة فقط، تبدأ بالاستقبال الرسمى للبابا في مطار القاهرة الدولى الجمعة المقبلة، وبعدها يتوجه لقصر الاتحادية للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، ثم يتوجه إلى مشيخة الأزهر للقاء الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ومنها إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية للقاء البابا تواضروس الثانى ولفيف من أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية، وفى العاشرة من صباح اليوم التالى يرأس البابا قداسا، داخل ستاد رياضى – ليستوعب حضور ممثلى كافة الإيبارشيات والكنائس، وبعدها يلتقى مع البطاركة والأساقفة من عموم الكنائس والطوائف، ثم يشارك في فعاليات «مؤتمر السلام» الذي دعا إليه الأزهر الشريف، ويلقى كلمة خاصة ويستمع لكلمة الرئيس السيسي وبعدها يتوجه للمطار ويغادر القاهرة. واختتم أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك تصريحاته مؤكدا أن الكنائس المصرية ستبدأ صلوات لأجل نجاح مؤتمر السلام وتبدأ بكنائس الأرمن الكاثوليك من الخميس المقبل. من جانبه.. قال النائب الرسولى للأرمن الكاثوليك في مصر المطران عادل زكى ل"فيتو": إن زيارة البابا إلى القاهرة تحمل نوعًا من التضامن والتعضيد لمكانتها، باعتبارها أرضا للسلام والمحبة والتعايش المشترك، واصفا البابا بأنه "رجل داعم وداع للسلام ورافض للعنف وسفك الدماء "، مشددا في الوقت ذاته على أن هذه الزيارة ليست للكاثوليك فحسب، بل تدعم، في المقام الأول، مسيرة مصر المحبة للسلام، والمقاومة لجميع صور الكراهية والعنف، وتأييدا للأزهر الشريف في رسالته الإنسانية التي لا ينكرها سوى جاحد أو جاهل. ولفت إلى أن البابا سوف يصلى برفقة البابا تواضروس الثانى ولفيف من القيادات الكنسية بالكنيسة البطرسية التي تم تفجيرها قبل شهور قليلة، وبعدها يلتقى الرهبان والراهبات والشمامسة، ليحثهم على العمل الدائم لصناعة الرحمة والسلام في جميع مجالات الحياة.