«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في البحث عن مارية القبطية
حاطب والمغيرة في المرقسية وقايتباي (1 6)
نشر في آخر ساعة يوم 05 - 11 - 2013

بشكة إبرة دخلت المسيحية مصر ومن منزل إنيانوس الإسكافي المتألم في تصليح صندل مرقس الرسول ظهرت الكنيسة المرقسية (بوكاليّا باسم منطقتها مراعي البقر) وبعد 7 سنوات أصبح هو البابا الثاني وأول بابا مصري وبها أول مدرسة دينية (لاهوتية) للقديس يسطس البابا الثالث (الإكليريكية حاليا) واستمرت الكنيسة القبطية الوحيدة بالإسكندرية حتي عام 1920 (عهد الملك فؤاد) ثم زاد العدد إلي 35 علي مدي 85 عاما ثم أضاف المحافظ محمد علي المحجوب (2006 م) 20 كنيسة ليصل العدد حاليا 55 واستمرت الكنيسة المرقسية علي مدي ألفي عام منارة للعالم المسيحي. وقد تعرضت للتدمير والحريق ثم التجديد 6 مرات آخرها تجديدات الأنبا شنودة الثالث 1990م كما تجدد واجهتها كل عامين حسب قرار التنظيم في الإسكندرية لوقوعها في مسافة 500م من البحر وإلي مكانها التاريخي (شارع الكنيسة القبطية بالعطارين حاليا) المكتظ بالبشر والمحلات التجارية كانت زيارتنا لموقع أساسي في حياة السيدة مارية القبطية.
(التالتة تابتة) فقد تهت عن الكنيسة مرتين ولم أكتشف بابها وصليبه الحديدي الصغير أعلاه وسط بضائع واجهات محلات العمارات الأربع القديمة المطلة علي الشارع علي يمين ويسار الباب وملابس غسيل شرفاتها المطل بعضها أيضا علي الحوش الداخلي للكنيسة فغلفتها مع باقي المباني المطلة علي شارع النبي دانيال (الخلفي) وقد ذابت في الزحام والضجيج بلا لافتة أو اسم.
بعد خطوات في مدخلها البسيط الضيق ومكتبتها الدينية الصغيرة يتسع حوشها يتص دره مبني الكنيسة في المواجهة بمبناها الحجري المصقول علي هيئة قوس نصر (عقد أو آرش بيضاوي بعمارة رومانية) وواجهتها تتجه للقدس شرقا وعلي الواجهة عقد زخرفي دائري من العنب بعرض 35 سم رمز المسيح الذي قال (أنا الكرمة) وفي الأعلي صليب كبير وفي الخلفية منارتا الأجراس (برونز إيطالي) بقمتهما المثلثة عليهما صليب (رمز برج المراقبة في سفينة النجاة) ويدقان في القداس والجنازات وزيارة رجال الدين وأمامك سلالم مدخلها الرخامية الصاعدة علي مرحلتين إلي مستطيلين يستوعبان زحام المصلين وأعمدتها (3 في كل جانب) وأبوابها الخشبية الثلاثة الكبيرة وهي من توسعات الأنبا شنودة بضم المدخل القديم وحديقة ونافورة ليضاعف المساحة والمصلين يقودك سجادها الأحمر في صحنها بين الدكك البنية التي تستوعب ألفي فرد إلي المذبح في صدارة عمقها ويبدأ بمرتفع لكورال ألحان القداس يتوسطه حامل خشبي عليه نوته موسيقية وعلي يساره مقعد جديد كبير له قبه صغيرة عليها صليب في بطن ظهره رسم للقديس مرقس وأمامه أسدان (رمز القديس مرقس). وقد وصل الكنيسة بالصدفة عقب وفاة الأنبا شنودة فنقل الكرسي القديم للمقر البابوي والقبة رمز السماء المرفوع لها المسيح وفي نهاية العمق حائط رخامي بأيقونات القديسين مصنوع في إيطاليا علي الطراز البيزنطي لأن الطراز القبطي ينفذ بالخشب المعشق وبه رسم للمسيح مصلوبا وبالكنيسة 7 مذابح (مائدة مقدسة ترمز للمسيح وصليبه) 3 منها في نهاية البهو.. لمرقس في الوسط (المذبح الرئيسي - العرش) وحوله مار جرجس والملاك ميكائيل (يحرم إقامة أكثر من قداس علي مذبح واحد) وفي الممرين العلويين مذبحا مارمينا العجايبي والأنبا أنطونيس ومذبح أبنوب في الكنيسة الصغيرة في بدروم الكنيسة الذي به أيضا مذبح للأنبا برام حبيب الفقراء.. في ناحية المقر البابوي علي حوائط الكنيسة.. رسومات فنية للقديسين ونجفة كبيرة تتوسط سقفها.
وعلي يمين الدخول من الباب الرئيسي رماله من صينية نحاسية كبيرة بها رمل لتثبت شموع الأماني والدعاء ولها قبه نصف كروية لمنع كربون الاحتراق من تلطيخ السقف (هناك 4 أخريات يمين ويسار الجزءين القديم والتوسعات) خلفها وجدت لوحة رخامية بارتفاع الحائط (3.5 م) محفور عليها أسماء القديسين المدفونين في الممر السفلي بطول الكنيسة (37م) وعددهم (55 بطريركا) تبدأ باسم مرقس الرسول الشهيد 68م وتنتهي باسم البابا خرستوزولس (800 - 820م) فأتوقف عند رقم 38 للأنبا بنيامين معاصرالفتح الإسلامي ومات (تنيح) في 33 يناير 662 م ودليلي في الزيارة المهندس نجاتي أنطاكيا مؤرخ الكنيسة الذي يقودني إلي باب ألوميتال ثم سلم رخامي دائري هابط علي جدرانه رسومات (موزاييك - فسيفساء) ملونة لمراحل حياة ماري مرقس ينتهي عند مدخل رخامي معتم فخلعنا أحذيتنا لنعبر ممره إلي مستطيل مضاء في واجهته رسم بالفسيفساء للقديس المسجل اسمه باليوناني علي قبره في اليسار بواجهة رخامية رمادية أسفلها باب ألوميتال أبيض بواجهة زجاجية شفافة و فتحه أعلاه كصناديق البريد خلفها أوراق صغيرة تحمل أمنيات الزائرين (يا رب سهل لي وظيفة أشفي يا رب والدتي - أرشدني يا رب عن حقيقة خطيبي - شكرا يا رب لرجوع عربتي المسروقة) والتي تجمع علي فترات وتحرق مثلما يتكرر في كنيسة مار جرجس بالفسطاط منذ 684م ليعود المصريون لأصولهم الفرعونية في قرابين الإله إيمحوتب الطبيب ومهندس هرم زوسر في الأسرة الثالثة ويأخذونه في إسلامهم لرسائل الإمام الشافعي بالقاهرة (820 م).
علي يمين الخروج مبني عتيق للمدرسة المرقسية (الإكريليكية) وبدرومه مقر البطريركية.. ودوره الأول للمدرسة والثاني لقاعتي كبار الزوار والمؤتمرات وولائم المحبة (الأغابي) ثم استراحة وكيل البطريرك وكنيسة صغيرة وخلف المبني توجد المدرسة المرقسية الثانوية (نقلت الحضانة وحتي الإعدادي إلي مقر جديد في محرم بك) وفي الدور العلوي مقر اجتماع مجلس الكهنة الأسبوعي يوم السبت وهي الاستمرار لمدرسة القديس يسطس والتي أنشأها لأن الإسكندرية كانت مدينة الفلاسفة فقرر تدريس الفلسفة والمنطق والرياضة والفلك والموسيقي ورئيسها يلي البطرك في الأهمية وتخرج منها كل البطاركة بعد ذلك ويرأسها حاليا الأب إبرام بشندي كاهن كنيسة مار جرجس في منطقة النزهة).
وعلي اليسار مبني الخدمات في دوره الأرضي مكاتب المجمع الكنسي ومكتب جريدة المجتمع الكنسي الإعلانية وتوزع مجانا يوم الأحد ثم منفذ لبيع منتجات الأديرة وفي الدور الاول قاعة للعزاء وفي الثاني مكاتب للتوظيف وللمشورة الاجتماعية وقاعة لاجتماع مدارس الأحد والثالث ناد للأطفال.
وخلف الكنيسة يمتد بالعرض المبني الحضاري رقم 66 شارع النبي دانيال بشكل مربع ضلعه 40 م يقال أقامه المالطيون كمقر لحكمهم ثم استخدم كسكن للأهالي ومنذ سنوات تعرض للتصدع الشديد فتم إزالة دورين وإخلاء أربعة وصنفته الآثار كمبني حضاري لكنه مهدد بالانهيار وبلا ترميم ليستخدم كسكن أو متحف أو مزار.

الكنيسة المرقسية أنشئت 65 م علي يد مرقس أول بطريرك وكانت طفولته في القدس وأحد 70 رسولا للتبشير بالمسيحية واستقر في الإسكندرية لوجود جنسيات متعددة بها وكتب إنجيله الذي بدأه بصرخة يوحنا المعمدان أنا الصوت الصارخ في البرية فأصبح رمزه الأسد و(يقام له بها احتفالان وقداسان 3مايو و8 نوفمبر) ويقال كانت تقع علي شاطئ البحر الذي يبعد حاليا 500 م وقد أقيمت بالحجارة وسقفها من الخشب الذي استمر حتي الحملة الفرنسية فنزعوه لتدفئة جنودها فجدد بالحجارة وحتي الآن مساحتها الحالية (962 م - 37 *26) وارتفاعها 20م وارتفاع منارتيها 33 م في بدرومها في توسعات 1990 مكاتب للكهنة وكنيسة للأطفال باسم العذراء ومذبح للقديس أبانوب الذي استشهد في سن 12 سنة ومركز للكمبيوتر ومكتبة صوتية ومقر بابوي جديد وتسجل رخامة جدارها (تم توسيع هذه الكاتدرائية في عهد صاحب القداسة الأنبا شنودة الثالث. وقد افتتحها وصلي فيها عيد الغطاس 19 يناير 1990- 11 طوبة 1706 وأشرف علي العمل وكيل البطريك القمص شنوده عبد المسيح وقام بالتنفيذ وفيق يوسف أنيس).
علي مدي التاريخ دمرت الكنيسة 6 مرات وأعيد تجديدها بعدها من الفرس 617 م والفتح العربي 642م ومالطا.. ودخول العثمانيين 1517 م والحملة الفرنسية 1798 م والاحتلال الانجليزي 1882.
وتسجل لوحة رخامية علي جدارها اسم (المهندس المعماري يوسف أنيس يوسف 1950) منفذ أشهر تجديداتها السابقة وتمت في عهد الأنبا يوثاب الثاني الذي سمح بتعيين أول بطريرك للكنيسة الأثيوبية (1951) المرتبط بكنيسة الإسكندرية من 330 م (علي مدي 620 سنة) مما مهد لانفصالها عام 1959 ويعتبره الأثيوبيون قديسا وقد عزله المجلس الملي والمجمع المقدس عام 1958 ويروون أن بعض الأقباط المعارضين له خطفوه عام 1953، وكان البكباشي جمال عبد الناصر آنذاك وزيرا للداخلية عقب قيام ثورة يوليو 52 فقال لايمكن أن يكون عبد الناصر وزيرا للداخلية ويخطف بابا القبط وشكل لجنة خاصة أحضرته بعد ساعتين (رواها لي نجاتي بفخر) ويرأس الكنيسة حاليا الأب رويس مرقس وكيل البطريرك ومثله في الأبراشيات (المحافظات) الأخري يسمي (أسقف) لكن لأن بابا القبط يسمي بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فيسمي رئيس كنيسة الإسكندرية (وكيل البطريرك).
وقد استمرت الكنيسة مقراً بابوياً 617 سنة وتنقل بعدها 6 مرات بين الفسطاط والقاهرة منذ ولاية عبد العزيز بن مروان (65 - 685م) علي مدي 1280 سنة فاستقر مرتين في الفسطاط (الكنيسة المعلقة ثم كنيسة أبو سيفين) و4 مرات في القاهرة (كنيستي العذراء بالجمالية و الدرب الأحمر والكنيسة المرقسية بالسيدة زينب وبالأزبكية ثم كاتدرائية العباسية 1964م. ويتنقل البابا بين مقريه في القاهرة والاسكندرية.

في الفناء الصغير أشاغب الأستاذ نجاتي بأن الانبا بنيامين في هروبه 10 سنوات بأديرة الصعيد لم يظهر له يهوذا وأخذ يفشي سره كما حدث مع المسيح يضحك ويقول المصريون لا يخونون رجال دينهم فاتعمد مفاجاة سؤالي للرد التلقائي هل السيدة مارية وقد أرسلها المقوقس الملكاني كانت علي مذهبه أم قبطية؟ رد علي الفور وبحماس.. قبطية مصرية تتبع الكنيسة المرقسية (مننا).
وماذا عن دور الفتيات في موسيقي الكنيسة وأري أنها وشقيقتها سيرين متميزتان في ذلك؟.. قال كل أعضاء الكورال ذكور اللهم في كورال الأطفال الذي يضم فتيات.
وهل أقام الصحابيان حاطب والمغيرة في هذه الكنيسة؟.. فأوضح أنه لاتوجد أماكن ضيافة في الكنيسة وقد تكون في مكان آخر مخصص لذلك.
وهل كانت الكنيسة المرقسية آنذاك تحت سلطة المقوقس أم الأنبا بنيامين؟.. فقال بحكم سلطة الحاكم كانت تتبع المقوقس خاصة وأننا في بداية اعتناق الرومان للمسيحية كانت كنائسنا وقديسينا واحد ولم يختلف الأمر إلا بعد ظهور المذهب الملكاني وانشقاق الكنيستين القسطنطينية والمصرية.
وعن علاقة المسلمين بالكنيسة قال اعتدنا أن يزور الكنيسة للبركة العديد من الإخوة المسلمين والمحجبات يوقدن شمعة ويجلسن يتمتمن (آيات من القرآن ودعوات).. ونرحب بهن دائما.
هل تجار محلات الكنيسة أقباط؟ فاندهش.. أبدا كثيرهم مسلمون نعتمد عليهم في احتياجاتنا ومرتبطون بهم منذ آبائهم بل وأحيانا جدودهم وبينا عشرة وجيرة ومودة ومحبة وأكمل معي ما رددته في الآية 40 من سورة (وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ).

الصحابي حاطب بن أبي بلتعة هو سفير النبي إلي المقوقس الروماني في مصر 7 ه وتلاه الصحابي (بعد ذلك) المغيرة بن شعبه الذي جاء مع وفد ثقيف لإفشال نجاح مهمة حاطب وقد استضافهم المقوقس في الكنيسة كما في المراجع الإسلامية لكن بتلر في كتابه الفتح العربي لمصر يقول أنه كان هناك فندق خاص للغرباء علي جزيرة فاروس وكان يقع بين كنيستين فظن المؤرخون أنهم أقاموا في الكنيسة والموقع المذكور هو حاليا موقع قلعة قايتباي في شمال الإسكندرية وهي القلعة التي بناها السلطان قايتباي 884 ه. علي مساحة أكثر من 17 ألف م مربع في موقع فنار الإسكندرية الذي تهدم في زلزال 702 ه.

وفي المكتبة الصغيرة في يمين مدخل الكنيسة أتوقف طويلا مع التاريخ في كتبها وغيره

دخلت المسيحية مصر بالألم وصاحبها طويلا..
من الرومان الوثنيين لمدة 270 سنة ومن الرومان أيضا عندما اعتنقوا المسيحية ولمدة 300 سنة ومنه عام 68بعد 7 سنوات من المسيحية في احتكاكات الوثنيين تم سحل القديس مرقس وبعده بأربعين عاما قتل البطريرك الرابع كردونوس ثم القديسة صوفيا، التي نقل جثمانها في عهد قسطنطين إلي القسطنطينية وشيدت لها كنيسة آيا صوفيا وزاد الاضطهاد عندما تدخلت السياسة في الدين لتفسد كل شيء كالعادة.. ليصبح للإمبراطور هرقل دين أو مذهب واحد يوحدالامبراطورية الضخمة متعددة الاجناس والديانات ويعطي للمسيح سلطة إلهية مطلقة يكتسبها الامبراطور من بابا القسطنطينية فيفعل ما يشاء بلا اعتراض.. لكن المصريين بعند قومي رفضوا الانصياع لمذهبه وأطلقوا عليه ملكاني لأنه من الملك وليس من الله وأطلقوا علي أنفسهم أرثوذكس باليوناني تعني الإيمان المستقيم وتحملوا الفظائع للحفاظ علي استقلالهم الوطني الديني فعفريت المصريين أن يقترب أحد من عقائدهم أو شرف نسائهم أوأرضهم أما ما عدا ذلك فهم قادرون بالزمن علي تطويعه حتي تصبح ثقافة المحتل بعد تنقيحها وتمصيرها جزءا من تراثهم ونجحوا دوما في تذويب المحتل في نسيجهم فتفخر أجيالهم الجديدة بأنهم مصريون ولم يتوقف الاضطهاد إلا مع الفتح الاسلامي وإن عاني الأقباط في بعض الفترات من ظلم بعض الخلفاء والولاة لكن التاريخ يكشف أنهم قاموا بثورة كبري في بلبيس 109 ه بعد مائة عام تقريبا من الحكم الإسلامي لكنهم عام 216 ه بعد مائتي عام ثاروا هم والمسلمون والقبائل العربية ضد الظلم وسوء قياس الأراضي وتزايد الجزية وامتنعوا عن دفعها مما استلزم مجيء الخليفة المأمون بجيشه لإخضاع كل من هم علي أرض مصر مشتركين جميعا في واقع أنهم مصريون.
وكما قالت د. سيدة إسماعيل الكاشف (أنه لم يحدث في التاريخ أن تنازلت أمة عريقة عن لغتها لصالح لغة شعب أقل منها حضارة وجعلت لغتها القبطية للكنائس.. لكن بعد سنوات أصبحت مصر زعيمة العالم الإسلامي كله).

وكجزء أساسي من طبيعة المصريين كانت الأخلاق المسيحية عاملاً مهما لانتشارها ضد التفسخ الأسري الوثني واستقرت الأسر بالتزام الزوج والزوجة وتوفير حياة كريمة للأطفال خاصة أن المسيحيين الأوائل كانوا من البسطاء،
وكان الرومان لايهتمون بديانات المصريين القديمة ماداموا يقدسون الإمبراطور فجاءت المسيحية بإله يسقط كل الآلهة الوثنية وتقديس الإمبراطور خاصة في الطبقات الفقيره الموعودة بملكوت السما ولم تكن كذلك بعيدة عن العقلية المصرية من الثالوث المصري المقدس (أوزوريس وإيزيس وحورس) يقابله الأب والابن والروح القدس والأيقونات المسيحية الأولي صورت العذراء مريم وابنها الطفل يسوع في المراحل الأولي للفن القبطي بصورة إيزيس وهي ترضع طفلها حورس كما أن الصليب يشابه مفتاح الحياة (عنخ) كما دخل في مواضيع فنية جديدة في فن النحت والنسيج المرسوم. وقد ساهمت الموسيقي المصرية القديمة في تطوير الموسيقا الأوروبية وقد بدأ التبشير المسيحي في المدن باللغة اليونانية ولم يكن المصريون يفهمونها.. فاستخدمت العامية المصرية لكن النصوص كتبت بالحروف اليونانية كتبت بها كل الأناجيل في مصر فضاعت اللغة القبطية حتي ترجمها الفرنساوي شامبليون في الحملة الفرنسية وهي رابع وآخر صيغة للغة القديمة بعد الهيروغليفي (للكتابات المقدسة) والهيراطيقي (للأقل رسمية) والديموطيقي (صيغة شعبية) "قبطي" باليوناني "ايجيبتوس - الأرض السوداء.. ومنها إيجبت ثم جبطي أو قبطي وبعد الفتح العربي تم تعُريب بعض الطقوس خاصة القداس لتتلي بالقبطية والعربية وخلقت الديانة المسيحية عداوة للثقافة المصرية القديمة كوثنية فدمرت معابد فرعونية وبطلمية منها معبد سيرابيس وتحولت معابد لكنائس والأنبا شنوده الأول أشهر من عادي ودمر الآثار.
❊ سمي الأقباط، فترة ديوقليسيانوس "عصر الشهداء" وجعلوا تاريخ جلوسه علي العرش في 29 أغسطس 284م بدايه للتقويم القبطي الفرعوني الأصل في حساب مواسم الزراعة والحصاد وحتي الآن.
❊ تبدأ السنة القبطية في 11 سبتمبر لليوم الأول من شهر توت. ويحتفل بعيد الميلاد في 7 يناير، وصوم القبط ويبلغ 210 أيام في السنة منفصلة بالامتناع عن تناول أية منتجات حيوانية.
وفي مجمع خلقيدونية 452م رأي الرومان أن للمسيح طبيعة واحدة (الإلهية)، بينما الكنيسة القبطية تؤمن أن المسيح كامِل في لاهوته (ألوهيته)، وكامِل في ناسوته (إنسانيته)، بطبيعتين مُتَّحِدَتين في طبيعة واحدة. فلم يقبل البطريرك الإسكندري ولا مسيحيو مصر القرار وأطلقوا علي أنفسهم "الأرثوذكسيين" وهي كلمة يونانية تعني اتباع الإيمان المستقيم فأرسل هرقل المقوقس إلي الإسكندرية 631م لفرض المذهب الملكاني فتم الاضطهاد الاكبر وهرب البطريرك القبطي بنيامين حتي الفتح العربي
❊ المذهب الملكاني حاليا هم طائفة مسيحية بيزنطية منتشرة في مصر وسوريا وفلسطين. ويتكلم معظمهم العربية وكنيستهم تسمي كنيسة الروم ، ويرأسهم بطريرك أنطاكية و يقيم في دمشق والقاهرة. ومنهم من يعترف برئاسة بابا روما ويسمون الروم الكاثوليك ومنهم من لا يعترف برئاسته ويسمون الروم الأرثوذكس ومقرها الرئيسي الإسكندرية ويرأسها البطريرك بيتروس السابع ويتبعها في مصر 12 كنيسة منها مار جرجس في مصر القديمة ولها و فروع في السودان وإثيوبيا وليبيا وتونس والجزائر والمغرب، وجوهانسبرج ورأس الرجاء الصالح وزائير والكاميرون وزيمبابوي وكينيا، ولها كلية للاهوت في نيروبي بكينيا.
ولم يحل الخلاف إلا في مجمع خلقيدونية في 12 فبراير 1988 بعد 1527 سنة ، بالتوصل إلي صيغة : نؤمن بأن ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الكلمة المتجسد، هو كامل في لاهوته وكامل في ناسوته، وجعل ناسوته واحداً مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولا تشويش، ولاهوته لم ينفصل عن ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين، وفي الوقت نفسه نحرم تعاليم كل من نسطور وأوطيخا. (وقد تم التوقيع في مصر). ورغم ذلك أضاف المصريون:
❊ ترجمة الكتاب المقدس من اليونانية إلي القبطية ووضع أول تقويم للأعياد وموعد عيد الفصح من التقويم الفرعوني.
❊ بناء أول كنيسة فوق سطح الأرض بالإسكندرية باسم مريم العذراء في عهد البابا ثيوأنس الثالث (282 - 300) وكان المسيحيون يتعبدون في الأنفاق والكهوف.
❊ وضع قوانين وشروط الرهبنة عام 285 علي يد القديس أنطونيوس وبولا و الأنبا باخوم مؤسس الرهبنة الجماعية والتي أخذها العالم عنهم ففي المقاومة السلبية عاد الأقباط لنسك رهبنة الديانات المصرية القديمة بالاعتكاف في الصحراء فتأسس أول دير 151م بوادي النطرون والدير الأبيض بسوهاج وقامت 3 أنواع للرهبنة، رهبنة النساك في الأديرة، والزهاد في الصوامع الصحراوية والمتبتلين في المدن ويمتنعون عن الزواج . وكان الرهبان زعماء الشعب والجيش الروحي للبطريرك فكما كانت مصر تلتف حول كبير كهنة آمون - رع في طيبة، التف الأقباط حول بطاركتهم ونقل القديس بندكت نظام الرهبنة إلي أوروبا.؛ ثم طور نظام الرهبنة القديس شنودة ومارمينا، أما الرهبنة النسائية، فقد برزت من القرون الأولي،علي يد القديسة كاترين الإسكندرانية والقديسة دميانة، ومريم القبطية وغيرهنّ.
إنشاء "مجلس الكنائس العالمي".وهي عضو في "مجلس كل كنائس أفريقيا" و"مجلس كنائس الشرق الأوسط".
❊ فكرة رعاية أقباط المهجر مع البابا كيرلس السادس عام 1954 (بعد قيام ثورة يوليو بعامين و تولي عبدالناصر الحكم وكان يهتم بالسياسة الخارجية ووجود مصريين في كل العالم يؤثرون علي صناع القرار) وتأسست أول كنيسة قبطية في كندا 1964وتلاها كنائس في نيويورك ونيوجرسي ولوس أنجلوس وفرجينيا وتكساس وساو باولو في البرازيل و سانتا كروز في بوليفيا، سيدني وملبورن بأستراليا وفرانكفورت بألمانيا.
لعب بطارِكة وبابوات الإسكندرية دوراً هاما ضد الحركات الدينية المنحرفة عن المسيحية وضد التدخل في شئون الكنيسة وقد وقف البابا ديوسقوروس في وجه الإمبراطور ماركيانوس"ليس لديك أي دخل بالكنيسة!" فالبطريك هو الشخص الوحيد الذي لم يعينه الاستعمار وينتخبه الشعب.
المجلس الملّي تأسس في عهد الخديو إسماعيل 1874 ويتكون من 12 عضوًا منتخبًا ومثلهم من النواب القبط وذلك للمشاركة في إدارة شؤون الكنيسة، و انتخاب البابا ونقل الشكاوي من رجال الدين إلي المجمع المقدس، ومراقبة طرق صرف الأموال وإدارة ألأوقاف والهيئات الخيرية والمدارس التابعة لها.
❊ ينظم انتخاب البابا بقانون من مجلس الشعب أو رئيس الجمهورية،و آخر تعديل كان في عهد جمال عبد الناصر عام 1957. بأن يحمل الجنسية المصرية وراهبًا لم يتزوج و تجاوز الأربعين ووقضي في الرهبنة خمسة عشر عامًا
❊ يجتمع المجمع المقدس (يتألف من الأساقفة والمطارنة ورؤساء الأديرة) خلال شهرين من تاريخ خلو منصب البابا لانتخاب البابا الجديد، ويتقدم المرشحون بطلباتهم للقائم بأعمال البطريرك مؤيدة من 6 أساقفة أو 12 عضوًا من المجلس الملي العام (النصف)؛ ويتقدم لها مدنيون من وجهاء القبط ويشارك مملثون عن مجموعة من الكنائس المتحدة مع الكنيسة القبطية.
وتنفذ علي مرحلتين، باجتماع المتقدمين في البطريركية بالقاهرة للإدلاء بأصواتهم، وبعد فرزها يدخل أعلي ثلاثة أصوات للقرعة المرحلة ليتم اختيار أحدهم ويظلّ في منصبه حتي وفاته ما لم يقم المجمع المقدس بعزله ويصبح أعلي سلطة روحية وتنفيذية في الكنيسة وولايته تمتد إلي السودان والحبشة وليبيا وكنائس المهجر "وصلاحياته غير محددة و صاحب الكلمة في جميع القضايا التنفيذية و التشريعية أما القرارات الخطيرة فيتخذها بتشاور وموافقة المجمع المقدس، ويقيم في المقر البابوي.
يطلق علي البابا أسماء " بابا وبطريرك مدينة الإسكندرية، وبلاد لوبيا، والمدن الغربية الخمس، وأثيوبيا، وكل أرض مصر، أبو الأباء، أسقف الأساقفة، الحواري الثالث عشر، قاضي العالم.
توالي علي البطريركية حتي الآن 118 بابا حتي الأنبا تواضرس الثاني من 4 نوفمبر 2012.

إلي المرقسية أو موقع قلعة قايتباي جاء حاطب بن أبي بلتعه والمغيرة بن شعبه في 7 ه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.