«نظير جيد» كان الاسم الذي ولد به قداسة البابا شنودة الثالث الراحل، وفور دخول الشخص إلي «الرهبنة» يقوم القساوسة بصلاة الموت عليه، ليكون الشخص قد مات جسدياً، ليعيش بروحه، لذا يتم تغيير اسمه، ويتم إطلاق أسماء تلاميذ السيد المسيح، والشهداء، والقديسين علي بطاركة الكنيسة، وقد يضاف للقبه اسم الدير الذي ترهبن فيه، وعادة ما يسبق اسمه لقب »نيافة« للتبجيل والاحترام والتوقير. القس عبدالمسيح بسيط- كاهن كنيسة العذراء بمسطرد- أكد أن البابا شنودة عند ترسيمه لم يأخذ اسماً آخر فقد كان يلقب بالأنبا شنودة عندما كان أسقف تعليم وتحول للبابا شنودة، حيث يمكن للبابا أن يتمسك باسمه السابق المعروف به بين الناس، وفي حالة اختيار البابا لاسمه فإنه يمكن أن يختار من قائمة من الأسماء أو يحتفظ باسمه فمثلاً، لو قام البابا باختيار اسم وليكن روفائيل مثلاً، وكان قبله روفائيل، فيكون هو روفائيل الثاني– حسبما أكد القس عبدالبسيط– ولو كان قبله الثاني فيصبح هو روفائيل الثالث، وتنحصر الأسماء التي يأخذها الباباوات في إما تلاميذ المسيح أو الشهداء والقديسين المصريين الأقباط، مثل: البابا شنودة، وروفائيل، كلها أسماء من الكتاب المقدس وأسماء قبطية، فعدد الباباوات محدود وعلي مستوي البطريركية؛ لذا تكرار اسم البطرك يأخذ الثاني أو الثالث وهكذا بعكس القساوسة. وعن تنازل البابا أو القس عن الاسم المدني يقول القس عبدالمسيح: عندما تم ترسيمي خيرني قداسة البابا وكان اسمي قبل الترسيم عبدالمسيح، وعندما خُيرت، اخترت أن يكون اسمي عبدالمسيح، فهناك أسماء لا تحتاج لتغيير، وهناك آباء عند الترسيم يفضلون أسماء من يحبونهم، وهناك أسقف يريد أن يكون في إبراشيته أسماء قديسين معينين، فيقوم باختيار أسماء القساوسة عند الترسيم دون أن يؤخذ رأيه، وهناك أسقف يقوم بالتخيير. أنا وهيب الله وأنا باخوميوس وأنا غرغوريوس». ويعتبر الأقباط هم أول من أطلقوا لقب «بابا» علي البطريرك، حيث يذكر القس منسي حنا في كتاب (تاريخ الكنيسة القبطية) أن يسوع أرسل تلاميذه ورسله المكرمين ليكرزوا بالإنجيل (البشارة المفرحة) إلى المسكونة كلها (العالم أجمع) ولم يكن فى طاقة هؤلاء التلاميذ والرسل أن يذهبوا إلى كل بلدة أو قرية، وذهب غالبيتهم إلى عواصمالأمم فى ذلك الوقت ومن هذه العواصم ذهب مار مرقس الرسول إلى الإسكندرية التى كانت تعتبر عاصمة مصر فى ذلك الوقت، وهناك بشر أنيانوس (حنانيا) وكان أول من آمن بيته، ثم كانوا يصلون فى كنيسة «بوكاليا» وهى كنيسة صغيرة فى ذلك الوقت، فكان مرقس وحنانيا وعائلته وعدة عائلات أخرى، ثم قطع الوثنيون رأس مار مرقس، وأصبح أنيانوس أسقفاً، فرسم كهنة وشمامسة حسب ما فعله الرسل، ثم انتشرت المسيحية وبدلاً من أن يكون هناك أسقفاً واحداً رسَّم أساقفة الإسكندرية أساقفة آخرين لمدن أخرى فى مصر؛ ليتولوا التبشير والتعليم والخدمة والرعاية وأصبح أسقف الإسكندرية هو رئيس الأساقفة، وكان الأقباط يسمون الأساقفة آباء، فأصبح أسقف الإسكندرية- أو بطريرك الإسكندرية - أب الآباء «pa abba» وقد أطلق اسم بابا على مرقس الرسول وأنيانوس، وهما أول من أطلق عليهما اسم بابا، ويقول المقريزى- المؤرخ المسلم- فى كتابه «دخول قبط مصر فى النصرانية»: «وكان بطرك الإسكندرية يقال له بابا من عهد حنانيا أول بطاركة الإسكندرية.