فى أمسية نادرة من أمسيات الوحدة والتقارب بين المذاهب المسيحية استضافت هيئة " بروأورينتا" النمساوية برئاسة رئيس الأساقفة الكاردينال شونبرن حفلا حضره البابا تواضروس الثانى، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بمناسبة مرور 10 سنوات على الإعتراف بالكنيسة القبطية الارثوذوكسية مع الكنيستين الشقيقتين السريانية والأرمنية كطوائف رسمية فى النمسا وذلك مساء الاثنين الماضي. حضرالحفل سفير مصر فى النمسا خالد شمعة واساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية فى أوروبا المشاركين فى اعمال مؤتمر الخدمة والرعاية ،الذى بدأ اعماله فى وقت سابق بدير الأنبا أنطونيوس بالقرب من فيينا، الى جانب قيادات الكنيستين الأرمينية والسريانية وعدد من الشخصيات اللاهوتية ورجال الدين النمساويين. بدأ الحفل بكلمة قصيرة للكاردينال شونبرن، رحب فيها بزيارة البابا تواضروس للنمسا وعبر عن تضامنه مع المسيحيين فى الشرق الاوسط فى معاناتهم وطلب صلاة خاصة من أجل المطرانين السوريين المختطفين. وأكد البابا تواضروس تقديره لمنظمى الحفل وللكنائس الشرقية الثلاث القبطية والارمنية والسريانية التى تحتفل معا بمرور 10 سنوات على الإعتراف بها فى النمسا. وأشار الى الدور التاريخى للبابا شنودة فى دعم التقارب بين الطوائف المسيحية، موضحا أن البابا شنودة زار النمسا قبل شهور من توليه المنصب عام 1971 وتكرر معى نفس الامر حيث كنت فى النمسا قبل شهور من اختيارى للبطريركية مداعبا الحضور بأن النمسا تصنع البطاركة. وأشاد البابا بدور الأنبا جابرييل أسقف النمسا فى مد جسور المحبة والتعاون مع كافة الهيئات الدينية فى النمسا مما جعل الكنيسة القبطية ترتبط بعلاقات وثيقة مع مختلف الطوائف، داعيا الى مواصلة عمل الجميع من أجل حماية الإيمان الارثوذوكسى السليم. ووجه الشكر الى كل الذين ساهموا فى حصول الكنيسة القبطية على هذا الاعتراف وفى مقدمتهم البابا المتنيح شنودة الثالث و الكاردينال شونبرن، ووزارة التعليم، والبرلمان النمساوى، والدكتور عيسى، والدكتور مارتن، وعدد من أقباط النمسا. وأشار الى أن الكنيسة القبطية لها تاريخ طويل وجذور عميقة وتأسست على نبوءة فى سفر إشعياء تتحدث عن وجود مذبح لله فى أرض مصر الى جانب زيارة العائلة المقدسة لمصر فى بداية القرن الميلادى الأول الى جانب بشارة القديس ما مرقس كاروز الديار المصرية الذى قدم الى الاسكندرية وقام بالتبشير فيها واستشهد على أرضها. وقال إن الكنيسة القبطية صاحبة تاريخ طويل ومشرف ويحرص السائحون الى مصر عادة على زيارة الاهرام، مضيفاً :" ولكنى أرغب فى الحديث عن ثلاثة أهرامات أخرى ليست من حجارة بل هى أهرامات رمزية أولهم معلمى اللاهوت وفى مقدمتهم القديس أثناسيوس والقديس ديسقوروس وأخرون حتى البابا شنودة الثالث ... والهرم الثانى هم شهداء الايمان فى الكنيسة القبطية الذين حفظوا هذا الايمان وضحوا بدمائهم من أجله ...والهرم الثالث فى تاريخ الكنيسة القبطية هو الرهبنة حيث قدمت الكنيسة القبطية أبو الرهبنة القديس الأنبا أنطونيوس والعديد من رموز الحياة الرهبانية وعظماء الأباء والقديسين" وأوضح البابا أن المصريين عندما يخرجون الى دول المهجر سواء لأى سبب اجتماعى او دراسى أو سياسيى فهم ينقلون تاريخ وحضارة مصر وثقافتها الدينية الرفيعة. وأكد أن المسيحى المصرى يعيش الإيمان فى قلبه ووجدانه، وطلب صلاة خاصة من أجل سوريا ومن اجل المطرانين المختطفين ووجه الشكر الى السفير المصرى وممثل الأزهر وكل الحضور. ومن المقرر أن يعود البابا الى القاهرة يوم الأحد المقبل عقب انتهاء زيارته الرعوية الأولى لكنائس المهجر والتى استمرت لمدة عشرة ايام قام خلالها بافتتاح عدد من الكنائس القبطية الارثوذكسية ولقاء الجالية المصرية بالنمسا.