لم تكن دعوة رسول الله صلي الله عليه وسلم بالإسلام لسائر شعوب الأرض لتنير أرجاء المعمورة إلا إذا كانت بالحب وبالحب نفذت لقلوب العباد فكان حبيب الله سيد العاشقين و إمام المحبين لله و فى الله .. فنهل المسلمون من أنوار المحبة الربانية التى كانوا عنها باحثين و لعبيرها متنسمين .. وما بين الرسالة وطيات الدعوة الاسلامية الكثير من مظاهر الحب بل العشق الالهى لأن حب بلا مظاهر فهو كالعدم ولذا ما كان من رسول الحب الربانى إلا سراجا منيرا لسبل العشق الالهى فكانت دعوته ظاهرها المحبة وباطنها الرحمة لجميع خلق الله .. و من ثم فإنه صلى الله عليه كان يدل و يأمر أصحابه بالمحبة الدائمة لربهم ورسوله و أهل بيته و ذويهم اللاتى فى بيوتهم فنجده يقول فى حديثه الشريف " ألا أدلكم على أمر إن فعلتموه تحاببتم .. قالوا بلى يا رسول الله قال افشوا السلام بينكم " صدق رسول الله فالحديث يوضح أن سلام المسلمين ما غرضه وسببه الاول إلا نشر الحب بين الخلائق فهو سبحانه السلام ومنه السلام . وفى القرءان يتجلى مظهر حب رسول الله لأهل بيته حبا جما لا يضاهيه حب فلم يطلب صلوات الله و سلامه عليه أجرا لدعوته ومشقته فى سبيل إعلاء التوحيد برب العالمين مثلما فعل من قبله الأنبياء و إنما رب العزة جل قدره وعز شأنه هو الذى امره أن يدل المسلمون كافة على أجل ما يحبه رسول الله فى الله ألا وهم أهل بيته المطهرين حيث جاء فى كتاب الله الكريم " قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) (الشورى) وبالقراءة الظاهرة للآية الكريمة أنه سبحانه وتعالى لم يوقف الحب لرسول الله عند ابداء المحبة فقط و إنما أمرنا بفعل مظاهر هذا الحب ألا وهى المودة وأيضا لم يقف الأمر عند حد المودة التى هى محل تجليات الحب بالقلوب و إنما فتح الباب للاستزادة فى الحب وجعل للزيادة فى محبة رسول الله و أهل بيته أجر بالحسنات و اكراما من رب العباد لأحباب بيت رسول الله فإنه جل عُلاه وعد المحبين بالزيادة الحسنى وبشرهم بتجليه عليهم باسمه الغفور و زادهم بتجلى الشكر فى قلوبهم .. و ليس الختام إلا بإيداع محبتنا لرسول الله و أهل بيته نصب أعيننا كما جاء فى الحديث الشريف " عن أنس – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :» لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين « ( أخرجه البخاري[32] ومسلم[33]