أهل البيت هم المجد الشامخ والعنوان المضيء والاسم المحبب لكل نفس أحبت الرسول الكريم وسارت علي دربه وهداه. وستظل ديار هؤلاء القوم قبلة كل باحث عن الحقيقة ووجهة كل سائر نحو الحق والفضيلة إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين. أمرنا الله سبحانه وتعالي بحب نبيه. لأن حبه عليه الصلاة والسلام هو ترجمة حقيقية لحب ربنا سبحانه وتعالي: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" وحثنا الحبيب المصطفي صلي الله عليه وآله وسلم علي حب آل بيته الطاهرين وبيّن لنا أن حبنا لهم انعكاس لحبه صلي الله عليه وآله وسلم. وتلك أركان في المحبة لمن أسدي الله لنا المعروف علي أيديهم. فلا تقوم المحبة الخالصة لله رب العالمين بدونها. ويشير لنا الحبيب صلي الله عليه وآله وسلم إلي إلي رأس الأمر هو محبته.. محبة تفوق المال والنفس والولد. وترتفع عن كل ما سواه صلي الله عليه وآله وسلم حيث قال عليه الصلاة والسلام: "لا يؤمن أحدكم حتي أكون أحب إليه من ماله وولده ونفسه التي بين جنبيه والناس أجمعين". وأوصانا الحق سبحانه وتعالي بحب أهل بيت حضرة سيدنا ومولانا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ومودتهم: "قل لا اسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربي" - عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال: "أحبوا الله لما يغذوكم به من النعم وأحبوني بحب الله لي. وأحبوا أهل بيتي بحبي لهم". وروي الحاكم عن عبدالرحمن بن أبي ليلي قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي صلي الله عليه وآله وسلم؟ قلت: بلي. فاهدها إليّ. قال: سألنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقلنا: يا رسول الله. كيف الصلاة عليكم أهل البيت؟ قال: قولوا: اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد كما صليت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك علي محمد وعلي آل محمد كما باركت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم إنك حميد مجيد" وعن زيد بن أرقم أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لعلي وفاطمة وحسن وحسين: "أنا حرب لمن حاربتم. وسلم لمن سالمتم". وأخرج الطبراني وغيره أنه صلي الله عليه وآله وسلم قال: "لا يؤمن عبد حتي أكون أحب إليه من نفسه. وتكون عترتي أحب إليه من عترته. وأهلي أحب إليه من أهله. وذاتي أحب إليه من ذاته". قال عليه الصلاة والسلام: "يرد الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي كهاتين السبابتين". وروي عنه صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال: "الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا. والذي نفسي بيده لا ينفع عبد عمله إلا بمعرفة حقنا". قال عليه الصلاة والسلام: "من اصطنع لأحد من ولد عبدالمطلب يداً فلم يكافئه بها في الدنيا فعلي مكافأته غداً يوم القيامة إذا لقيني". قال عليه الصلاة والسلام: "أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المكرم لذريتي. والقاضي لهم حوائجهم. والساعي لهم في أمورهم عندما اضطروا إليه. والمحب لهم بقلبه ولسانه".