كل التحية لاشقائنا في دولة الإمارات العربية وهم يحتفلون اليوم بعيدهم الوطني. عيد تأسيس الدولة قبل 45 عاما. ولقد كان من حظي أن أكون شاهدا علي لحظة ميلاد دولة الاتحاد، وإنهاء سيطرة الاحتلال البريطاني، وإعلان استقلال الدولة الوليدة. لم يكن ميلاد الدولة سهلا. ولكن حكمة الأب المؤسس الشيخ زايد وإخوانه من حكام الامارات وفي مقدمتهم حاكم دبي الشيخ راشد، كانت كفيلة بتذليل العقبات، وبكتابة شهادة ميلاد الدولة العربية الفتية، والتي كان عليها ان تبدأ البناء من نقطة الصفر التي تركتها فيها سنوات الاستعمار.. لتكون اليوم وبعد أقل من نصف قرن نموذجا للحداثة والتقدم والتطلع الدائم للمستقبل الأفضل. واليوم يشارك الرئيس السيسي باسم شعب مصر كله في احتفال اشقائنا في الامارات بعيدهم الوطني، في تأكيد لعمق العلاقة بين البلدين وبين الشعبين الشقيقين، والتي كانت علي الدوام نموذجا في الإخوة الصادقة والتعاون المثمر الذي لا يبتغي الا الخير للدولتين وللأمة العربية، والذي لا يستهدف إلا استقرار المنطقة والدفاع عن أمنها وعروبتها، في وجه مؤامرات الخونة أو أطماع القوي الأجنبية التي تريد مد نفوذها علي حساب العرب وأمنهم واستقرارهم. علي نهج الشيخ زايد رحمه الله، سارت دولة الامارات في عهد سلفه الشيخ خليفة. ايمان عميق بأن مصر هي »عمود الخيمة» بالنسبة للامة العربية كلها. وأنه لا أمن ولا استقرار للعرب الا باستقرار مصر وقيامها بدورها القائد في الحفاظ علي الأمن العربي، وفي ردع كل المتآمرين والطامعين والمعادين للعروبة والمتاجرين بالاسلام الحنيف. ولاشك ان لقاء الرئيس السيسي بأشقائه الشيخ محمد بن زايد والشيخ محمد بن راشد وقيادات دولة الامارات المحبين لمصر والحريصين علي دعم العلاقات معها، سيكون خطوة تؤكد علي هذه العلاقات، وتفتح الابواب للمزيد من التعاون المشترك في كل المجالات، وتؤكد للجميع علي ان هذا النموذج في العلاقات بين الاشقاء هو الذي ينبغي أن يسود، إذا أردنا بالفعل أن نملك القوة العربية القادرة علي التعامل مع التحديات الهائلة التي تواجهها المنطقة!! كل التهنئة لاشقائنا في الامارات. أبناء زايد العزيز علي قلوب المصريين جميعا وكل التقدير لما أنجزوه علي مدي خمسة وأربعين عاما من الجهد العظيم لبناء دولتهم الشقيقة. وكل الاعتزاز بعلاقة بين الدولتين والشعبين الشقيقين في مصر والامارات ستظل هي النموذج الذي يحتذي أمام العرب جميعا، إذا كانوا حريصين حقا علي عروبتهم، ومدركين أنه لا سبيل لمواجهة التحديات إلا بوحدة عربية وعمل مشترك وإيمان عميق بأن مستقبل الأمة العربية في يدها وحدها إذا أدركت أن الخطر علي الجميع، والمصير واحد.