جاءت من اهتمام الدولة وتوجيهات القيادة السياسية جاءت مبادرة » مصر والرئيس لرعاية الطلاب المتفوفين » لتمثل نقلة نوعية في إعداد وتكوين الكوادر العلمية المتخصصة في الرياضيات التي تمثل قاطرة التقدم والابداع، ومؤخرا تم توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين وزارة التربية والتعليم والكلية الفنية العسكرية بهدف تنفيذ هذه المبادرة التي ستحقق الشراكة والتكامل بين مؤسسات الدولة لدعم ورعاية المتفوقين وخلق مناخ ينمي لديهم حب مادة الرياضيات وذلك لضمان التوسع في قاعدة الاختيار، بالاضافة إلي اعداد كوادر من الطلاب تمثل مصر في المسابقات الدولية في الرياضيات. وقد أسعدني عضويتي في لجنة تفعيل وتنفيذ مبادرة مصر والرئيس والتي بدأت اولي مراحلها في وزارة التربية والتعليم وهي تحديد المعايير التي في ضوئها سيتم اختيار الطلاب المتفوقين في الرياضيات، من منطلق أن الدرجة التي حصل عليها الطالب في المادة ليست كافية للحكم علي انه متفوق، وبعد تطبيق المعايير التي توصلت اليها اللجنة المعنية يتم اختيار من يمثلون مصر في الاختبارات والامتحانات والمسابقات الدولية. وسيتم اختيار الطلاب من مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا بحد اقصي 30 طالبا من كل مدرسة، بالاضافة إلي 30 طالبا من كل ادارة تعليمية التابع لها المدارس العادية، وأيضا 30 طالبا من مدرسة المتفوقين بعين شمس، وهؤلاء جميعهم من سيطبق عليهم المعايير الموضوعية بهدف تحضيرهم للمشاركة في المسابقات والمنافسة الدولية. إن مشاركة الكلية الفنية العسكرية في هذه المبادرة وتنفيذها يمثل خطوة جادة ومهمة حيث ستلتزم الكلية بالرعاية والدعم من خلال منح الطلاب خاصة الاوائل منهم الميداليات الفضية والبرونزية، ومنح الطلاب شهادات تقدير بالاضافة إلي الامتيازات المادية، ناهيك عن دروع التقدير للادارات التعليمية التابع لها الطلاب الأوائل في مرحلة التصفيات القومية، وكذلك منح شهادات تقدير لمدرسي الرياضيات ممن يدرسون لهؤلاء الطلاب خاصة الحاصلين علي المراكز العشرة الأوائل. وحتي تستمر هذه المبادرة لسنوات قادمة لابد من الاستفادة بتجارب الدول العشر الاول في جودة التعليم والتي يحصل طلابها علي أعلي الدرجات في المسابقات الدولية في مادة الرياضيات مثل كوريا الجنوبية التي تعتمد برنامجا يجعل الطلاب يحلون الامتحانات التي تقيس التفكير الابداعي، وكذلك سنغافورة التي تقدم برنامجا متميزا لتلبية حاجات المتفوقين وتنمي لديهم التحدي الفكري من خلال اختبارات في الالغاز الابداعية وهي وسيلة مساعدة لحل الاسئلة الصعبة في الامتحانات خاصة الاسئلة التي تتناول التقارير الاقتصادية العالمية واولومبياد الرياضيات بالاضافة إلي برنامج التعلم الفردي للمتفوقين منزليا، وكذلك التجربة اليابانية التي تعتمد علي اختبارات الكترونية للمتفوقين تقيس مهارة الانتاج والابداع والادارة وصناعة الالكترونيات. ومن معالم الخبرة الالمانية في هذا المجال برنامج يعد للمتفوقين في رياضيات المرحلة الثانوية العليا يعمق لدراسة الرياضيات المتقدمة في الجامعات مثل الانشطة العددية والدوال والمنطق الرياضي وعلوم الكمبيوتر، وكذلك الخبرة الصينية التي تفرز المتفوقين في المرحلة الابتدائية وتقدم برنامجا قائما علي التشويق لدراسة الرياضات والتطبيق المستمر لها في الحياة مما تنتهج مبدأ التقليل من الواجبات المدرسية المنزلية وبالتالي يحقق الطلاب انجازا في مادة الرياضيات ويزداد أعداد المتفوقين. إن نجاح هذه المبادرة يتطلب إعداد اسئلة ابداعية تكشف عن إمكانات الطالب في المستقبل وليس ما حصله في الماضي، اسئلة تقيس التفكير المستقبلي Speculative، اسئلة تجعل الطالب يقدم حلولا غير تقليدية للمشكلة، ويقدم أفكارا غير نمطية مما ينبئ بعلماء رياضيات ومبدعين، ويتطلب ذلك برامج اثرائية لزيادة أعداد المتفوقين وكذلك برامج صيفية تستغرق ستة أسابيع تقدم للطالب في الاجازة الصيفية ممن لديهم طموح علمي وميول نحو دراسة الرياضيات في جميع انحاء الجمهورية. ما يبقي : أن من يجتاز الاختبارات القومية من بين ال 600 طالب بعد اختيار العشرة الاوائل يتم رعايتهم مستقبلا من قبل المؤسسات البحثية والعلمية والجامعات الخاصة والحكومية من خلال منح مجانية لهؤلاء المتفوقين لاستكمال دراستهم العلمية في الكليات والمعاهد الهندسية والبحثية خاصة ان هذه المبادرة ستتم علي مرحلتين الاولي بهدف التصفية علي المستوي القومي والثانية انتقاء الطلاب الاوائل الحاصلين علي اعلي الدرجات في اختبارات الابداع في الرياضيات. وأقترح: وضع سياسة عامة من قبل الدولة لرعاية المتفوقين في جميع المواد الدراسية، من خلال وسائل الكشف عن هؤلاء المتميزين في وقت مبكر وليس فقط المرحلة الثانوية، واعداد برنامج لتعليمهم واثراء تفوقهم، واحتساب درجات لهم في نهاية كل عام لتميزهم عن اقرانهم، وتشجع الباقي علي التفوق، مما يتطلب إعداد بنك اسئلة من قبل شعبة الامتحانات بالمركز القومي للتقويم التربوي، وتصميم اختبارات تقيس مستوي الابداع علي ان تكون هذه الاختبارات الكترونية إعدادا وتطبيقا وتصحيحا وكذلك التوسع في تعميم التجربة في باقي المحافظات وفي مجالات أخري مثل مدارس المتفوقين في العلوم الطبيعية ومدارس المتفوقين في اللغات الاجنبية بما يلبي حاجات المجتمع المصري.