يختلف نجوم الكوميديا عن غيرهم في أنك تكاد تشعر أن الموت بعيد عنهم فهم يبتسمون دائما ويرسمون البهجة على شفاه غيرهم حتى تظن أن مثل هؤلاء لا يموتون أبدا لكن الموت حقيقة وكل البشر زائلون. الوسط الفني في مصر فقد أمس السبت 19 يناير اثنين من أشهر نجوم الكوميديا الذين تميزوا بطابع خاص رغم أنهما وقفا في الصف الثاني لكن أدوارهما تركت علامات في مسيرة الكوميديا المصرية. الفنان وحيد سيف أحد العلامات المميزة في تلك المسيرة رغم أنه لم يحصل على البطولة المطلقة لكن وجوده في أي عمل كان ضامنا لنجاح هذا العمل وإضفاء جو من البهجة تمامًا كما كان يفعل الفنان الراحل عبدالسلام النابلسي. الفنان الراحل الذي درس التاريخ لم يخرج طوال مشواره الفني عن الكوميديا سواء في أعماله التليفزيونية أو السينمائية وبالطبع المسرحية وترك رقما كبيرا من هذه الأعمال كان أشهرها في السينما فيلم “التخشيبة" و"الأنثى والدبور" ومع نجوم الشباب عمل في “أبوالعربي" محامي خلع، سيد العاطفي وغيرها. في التليفزيون قدم وحيد سيف العديد من الأعمال أشهرها “المال والبنون" ومسلسل “سامحوني مكنش قصدي" أما في مجال المسرح فكانت أشهر مسرحياته “شارع محمد علي" مع النجم الراحل فريد شوقي. نجم مميز في نفس المنطقة الفنية التي عمل بها وحيد سيف كان هناك نجم آخر هو الفنان نبيل الهجرسي ولكن لكل منهما طابع خاص وإن كان الهجرسي غلب عليه نمطية الأداء إلا أنه ظل مساحة كوميدية في معظم الأعمال التي شارك بها. دور حنفي في فيلم “صباح الخير يا زوجتي العزيزة" كان من أشهر أعماله وكذلك دوره في فيلم “البنات عايزة إيه" ومع جيل الشباب قدم العديد من الأعمال منها “ليلة سقوط بغداد". نجما الكوميديا وحيد سيف ونبيل الهجرسي كانت حياتهما صاخبة بالأعمال لكن رحيلهما جاء هادئا ومفاجئا فلم يعلم أحد بمرضهما.
