ولا يحتاج أعضاء رابطة «أنا مش خبؤ» أن أشرح لهم تفاصيل قضية سميرة، أو أفند مزاعم الطبيب، فبما أنهم ليسوا خبؤات، فالأمر لا يستدعى أكثر من معرفتهم بالنبأ العظيم: فتيات مصريات انتهكن وتمت تعريتهن، وكشف على عذريتهن فى حضور لفيف من الذكور المحسوبين على الرجال. أما الخبؤات، فيبدو أننى أحتاج للشرح والتوضيح، ليس اعتبارا ولا اهتماما بآرائهم، ولا أملا فى أن الخبؤ سيصبح فى يوم من الأيام مش خبؤ، لكن لأبرئ ذمتى، وكى يبوء كل خائض فى عرض واحدة من أطهر نساء مصر بإثمه أمام الله، ولا يدعى يوم العرض عليه أن معلوماته كانت منقوصة. يقول زعماء حديث الإفك، إن سميرة كاذبة، وإن الطبيب برىء، يستندون فى ذلك إلى حكم القضاء العسكرى! بالذمة دى ألفاظ؟ بالرغم من الغل الذى يملأ قلبى، وبالرغم من أن قلبى تحول إلى علبة بلاك بعد تراكم كل هذه الأحداث المؤلمة، إلا أن قلبى لا يطاوعنى أن أدعو الله على كل من يستند إلى نزاهة القضاء العسكرى أن يقع فى قبضته ليختبر بنفسه مدى عدالته ونزاهته. ما أشيع هو أن السبب فى براءة الطبيب هو تضارب الأقوال بين شهادة سميرة إبراهيم، وشهادة رشا عبد الرحمن، إحدى الفتيات اللاتى تعرضن لذلك الإجراء المهين. تعلمون أننى أحب أن أحضر الجمل والجمال، هذه شهادة سميرة إبراهيم كما وردت «باختصارات إذ إن المساحة لن تسعفنى لنشر الشهادتين كاملتين» فى الفيديو الذى نشر على الشبكة العنكبوتية فى يوم 16 نوفمبر 2011: «... دخلت.. والله صورة للمخلوع جديدة، هم قالوا لنا اللى حتنطق هنا حندفنها فى الرمل هنا، ماحدش شايف وماحدش سامع وأنا قلت يبقى أكيد حيعملوا كده، بس قد ما الصورة استفزتنى وقهرتنى، قلت له: يافندم صورته بتعمل إيه هنا؟ قالى إنت مالللل.. شتيمة كده، قالى إحنا بنحبه.. قالوا يالا عشان تتفتشوا... جه الدور عليا، دخلت أوضة، شباكها ممكن تقولى متر ونص فى متر ونص شباك كبير وبابها مفتوح، وعساكر شايفاك من الناحية التانية، أنا دخلت فاكراها حتفتشنى كده يعنى زى المطار، لقيتها بتقولى اقلعى هدومك قلعت الجاكيت.. لقيتها بتطلب منى أقلع هدومى كلها، قلت لها طب أستأذن حضرتك اقفلى الشباك والباب وأنا مع حضرتك.... دخلت حد يضربنى اضطريت أقلع غصب عنى، العساكر شايفين من الشباك بيضحكوا ويتغمزوا واللى رايح واللى جاى عساكر على ظباط بيبصوا من الباب.. خرجونا قعدنا على الأرض.. ذلونا الواحد كان بيتمنى الموت الناس دى كلها ماتت اشمعنى أنا ما أموتش.. جه بعد كده ظابط قال المدامات لوحدهم والبنات لوحدهم، قال يالا يا بتوع الدعارة.. لقيتها بتقولى نامى عشان البيه حيكشف عليك.. أنا اتعريت قدامهم كان فرح عساكر وظباط قلت لها لو بعد إذنك الكمية دى تقل راح مكهربنى فسكت غصب عنى.. لقيته بيقولى يالا بقى عشان تمضى على إقرار إن إنت بنت...». إليكم شهادة رشا عبد الرحمن والتى سجلتها ونشرت فى يوم 25 فبراير 2012، بعد فترة من الخوف والصمت: «... أول لقطة تشوفيها بعد ما تنزلى تلاقى فى وشك كده صورة مبارك.. وأوضة فيها واحدة سجانة اسمها عزة لابسة إسدال أسود فيها شباك مفتوح والباب موارب.. جه ظابط بيقولى فيه إيه؟ قلت له يافندم فى عورة ما بين الست والست ماينفعش تظهر، إسلاميا على الأقل، قال لى لو ماخلتيش مدام عزة تفتشك حاخلى عسكرى ييجى يفتشك.. كنت لابسة بنطلون أسود فيه إكسسوار على جنب سألت العسكرى تخيلى أنا جوة عريانة وهى بتسأل العسكرى والعسكرى واقف وهى بتسأله: أشيل التوكة ولّا لأ؟.. طلعنا بره.. قال البنات تيجى على جنب والمدامات تيجى على جنب.. غصب عننا ومنتهى الإهانة ولو ماكشفتيش حتتكهربى وبرضه حتكشفى.. ماكنتش مركزة قوى فى الأشخاص اللى واقفين قد ما كنت مرعوبة من اللى حيحصل.. كتب تقرير إنى بنت وإن فيه غشاء البكارة وأنا مضيت وراه...». فى نهاية الشهادتين، استغاثت سميرة بالشعب المصرى ليقتص لها، بينما استغاثت رشا بالأمهات المصريات، واستحلفتهن أن يضعن بناتهن مكانها. تضارب الأقوال المزعوم ليس إلا اختلاطا على سميرة ورشا فى اسم السجانة المتوحشة التى عرتهما أمام الضباط والعساكر! طب هم حيناسبوها؟ وأنّى لفتاة تمر بهذه التجربة العصيبة أن تلتفت لاسم السجانة؟ ثم إن اختلاف الاسم بين سميرة ورشا يدل على أنهما لا تكذبان، لأن شهود الزور عادة ما ينسقون الشهادة فى ما بينهم، وتفصيلة كهذه لم تكن لتمر لو أنهما كاذبتان.