إذا كنت فى حاجة إلى الكشف عن عمليات الفساد والتعرف على أفضل وسائل التحقيق فى قضاياه.. ولو كنت ترغب فى تنمية ثقافة الاستقامة والنزاهة والشفافية، ما عليك إلا التوجه إلى هيئة الرقابة الإدارية، لخوض دورات تدريبية فى كيفية مكافحة الفساد الإدارى فى الوزارات والهيئات الإدارية. خلال الأيام القليلة المقبلة يستعد وفد عراقى لزيارة مصر لتلقى تدريب على مكافحة الفساد، يأتى ذلك بعد أيام قليلة من تصريح الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، بأن الفساد انتشر بصورة كبيرة فى المجتمع المصرى ولا بد من محاربته، وذلك خلال لقائه مع شخصيات عامة فى جلسات الحوار المجتمعى. «كيف لدولة ترتيبها 112 عالمياً و11 عربياً فى الفساد، أن تمنح دورات تدريبية لمكافحة الفساد»؟.. سؤال طرحه شحاتة محمد شحاتة، مدير المركز العربى للشفافية والنزاهة، موضحاً أن مصر غير مؤهلة لتدريب أى وفود عربية لمكافحة الفساد، ومن العيب أن نُدرب أشخاصا على أمور لم نُدرب عليها. قطر، الإمارات، الأردن والمغرب، جميعها دول مؤهلة بشكل أفضل من مصر للتدريب على مكافحة الفساد، حيث إنها بعد توقيعها على اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد، أنشأت هيئة داخلية لمكافحة الفساد، وهو ما لم يحدث فى مصر، بالرغم من توقيعنا على الاتفاقية، ومن ثم ينصح «شحاتة» العراق، بالذهاب لأى دولة أخرى، لأننا لا نمتلك كوادر قادرة على التدريب، ولا توجد رغبة صادقة لدى الدولة لمكافحة الفساد. على العكس، كشف مصدر مسئول بهيئة الرقابة الإدارية طلب عدم ذكر اسمه، أن الهيئة تمتلك الكوادر المدربة على أعلى مستوى للتدريب على مكافحة الفساد، وأنها تستضيف دولا عربية وأوروبية كثيرة، للتدريب على سبل تنمية النزاهة والشفافية، بناءً على طلب من هذه الدول، لكن المشكلة أن الإرادة السياسية، كانت لا تسمح بكشف الفساد الداخلى، والدليل على ذلك، أنه بعد ثورة يناير، تم الكشف عن العديد من وقائع الفساد، وفتح ملفات كاملة بوقائع مثبتة عن اختلاسات وتلاعب إدارى فى جهات مختلفة بالدولة.