كنت فى زيارة لمدينة شرم الشيخ منذ أيام قليلة بدعوة من أحد الفنادق على هامش احتفالات انتصارات السادس من أكتوبر المجيدة، وبحضور السيد المحافظ وأيضا وزير السياحة ومنها أيضا تنشيط السياحة الشاطئية بعد فترة ركود أثرت كثيرا على واحدة من أجمل مدن العالم، ولأننا نريد التغيير جميعا والإصلاح والمصلحة للدولة المصرية بأكملها، لأنها كلها عوامل مشتركة ومؤثرة على الاقتصاد المصرى الذى يعانى من الترهل بسبب أشخاص بعينهم، هذا ما وجدته وأنا من زائرى شرم الشيخ الدائمين وأعلم جيدا مدى قيمتها واهتمام العالم بها، ولكن وللأسف الشديد وجدت شرم مختلفة، شرم منهارة، شرم ضاعت فى الطريق العام، ضاعت ولم تجد الرعاية المفروضة والاهتمام من قبل أى من مسؤولى الدولة، بداية من السيد المحافظ خالد قواد، مرورا بالسيد مدير الأمن وأيضا رئيس مجلس المدينة ورجال الأمن والتخطيط للبلد التى تحظى باهتمام كل دول وسياح العالم عدا المحروسة مصر ومسؤوليها. وما ذهلنى وأزعجنى أيضا هو حالة الفوضى والتسيب التى عليها المدينة وتحديدا فى النواحى الأمنية، وانتشار نوع جديد من أنواع البلطجة اسمه الخرتجية، هذا هو المسمى المعروف لديهم تحت سمع وبصر رجال الشرطة.. الخرتجية مجموعة من الشباب العاطل الذى يتخذ من طريق المشاية الخاص بخليج نعمة أهم وأفضل مكان سياحى فى المدينة. والخرتجى يبدأ فى المساء بعد غروب الشمس وعندما يبدأ السياح فى الوجود المعتاد يبدأ الخرتجى بالعمل فى المشاية، إما باعتراض الطريق بالتهديد ولا يعنيه إذا كان هذا السائح عربيا أم أوروبيا، ولكن المهم هو الحصول على مبتغاه من أموال أو أى شىء آخر. الخرتجية أنواع منهم من هو للسرقة بالإكراه كما ذكرت، ومنهم من هو لتجارة المخدرات، وهذا الصنف بالجملة والداخلية والأمن يعرفان من هم، ولكن هناك خوفا وارتعاشا شديدين من هؤلاء الخرتجية، وأنا لا أعلم لماذا ومتى سيكون رد الفعل، ومنهم أيضا من يفرض إتاوة على بعض أصحاب المحلات الموجوين فى المدينة.. عزيزى محافظ الإقليم هناك بعض الأقاويل التى تؤكد أن الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، لن يزور المدينة لاعتراضه هو وحزب الحرية والعدالة على السياحة الشاطئية، هذا ما يردده كل السادة أصحاب القرى والفنادق والمحلات فى المدينة. عزيزى سيادة المحافظ المدينة تحتاج إلى الكثير بدل الجلوس على الكرسى فى المكتب، المدينة تحتاج إلى العمل اليومى المستمر، تحتاج إلى الهدوء الذى كان يسود السياح بدلا من الترويع الأمنى الذى يعانون منه من الخرتجية، تحتاج إلى إعادة النظر فى النواحى الأمنية بدلا من الخوف والرعشة والنظر إلى الخرتجى الذى يسعى فى المدينة فسادا، تحتاج إلى رجال فى السياحة لديهم دراية بالترويج الخارجى بعيدا عن الترويج الداخلى، ماتعملش زى صفر المونديال، تحتاج إلى عودة حقيقية إلى الاستقرار فى شوارعها. وصول هذه المعلومة إلى كل شركات السياحة تحتاج إلى وجودك بصفة مستمرة فى المدينة نفسها بدلا من الجلوس فى مدينة الطور على كرسى هزاز. نحن نحتاج إلى سياحة، نحتاج إلى عملة صعبة، الجلوس والنظر إلى السياحة من برج عاجى لا يفيد. أنا أعلم أن القادم أصعب لما رأيت عليه المدينة، أتمنى أن تراجع نفسك أنت ورجالك ومدير الأمن ورجاله، خوفا على مدينة أزورها منذ عام 1993 لم أرَ شرم بهذا الشكل السيئ المهين المترهل المتراخى حتى بعد أحداث الانفجارات التى تمت فى قلب خليج نعمة.. سيادة المحافظ أنت لديك مشكلة اسمها الخرتجية، لا بد من العمل على التصدى لها والوقوف وبقوة إلى وضع المدينة الأرقى والأهدى والأجمل عالميا سابقا.