ينتابنى شعور بالغيرة على مصر عند مشاهدة او سماع الاعلانات الترويجية للسياحة فى الدول الاخرى ،نمتلك المقومات لنصبح احد الدول الرائدة فى السياحة.. الا ان هذا لم يتحقق حتى الان،على الرغم من الموقع المتميز والمناخ المعتدل طوال العام وتوافر انواع مختلفة من السياحة فى مصر،فهناك السياحة الدينية ،العلاجية ،الرياضية وبالطبع الثقافية. وتُعَرف( المنظمة العالمية للسياحة) السياحة بانها نشاط السفر بهدف الترفيه، وتوفير الخدمات المتعلقة لهذا النشاط، وان السائح هو ذلك الشخص الذي يقوم بالانتقال لغرض السياحة لمسافة ثمانين كيلومترا على الأقل من منزله. هذا التعريف جمع بين السياحة الداخلية والخارجية ،وفى مصر ينصب الاهتمام على السائح الاجنبى والسياحة الخارجية. ان السياحة تعد سلعة تجارية ..واسلوب العرض واالتسويق لتلك السلعة يؤدى الى نجاحها فى الاسواق ومنافستها القوية مع المنافسين.هناك دول لا تملك ما نملك من اثار او مناخ او طبيعة ساحرة الا انها تنجح فى الترويج لنفسها وتحمل زائريها للسير لاربع ساعات اواكثر لرؤية نصف عمود اوكومة من الاحجار ليحكى المرشد حولها قصة المكان الغير موجود ..ثم يصحبك لمتجر هدايا حول هذا المكان. ان احد اسباب عدم منافسة مصر على المراكز المتقدمة بين الدول السياحية هى ضعف الترويج الاعلانى ،وليس المقصود هنا نقص الاعلانات او عدم انتشارها وانما ضعف الرسالة الاعلانية التى تحملها ،فى حين انه يجب النظر عند الترويج للسياحة فى مصر على كل جوانب السلعة ومميزاتها وابراز غير المعروف عنها .. فمصر تشتهر ان بها ثلث اثار العالم وان بها الاهرامات احد عجائب العالم القديم إلا ان المحميات الطبيعية وصحراء مصر الغربية بما فيها من عيون كبريتية ووديان ساحرة لا تشغل اى مساحة فى تلك الاعلانات. بدأت الانظار الان تتجه الى الحفاظ على الاثار بتوثيق اثار كل محافظة واصدار دليل بها بهدف عمل خريطة اثرية حتى يمكن التنقيب عن الجديد ووضع خطط للترميم ،وهى خطوة على الطريق ،كما تم البدء فى مشروع سياحى جديد يخدم نوع سياحة جديد على مصر وهو سياحة السفارى فى منطقة وادى الريان بالفيوم . المشروع بما يحمل من افكار قيد التنفيذ رائع ومن الممكن ان نقول انه آتى فى وقته .. ولكن الترويج للمشروع لا يقل اهمية عن المشروع فى حد ذاته. والان فى وسط هذا الركود السياحى وعودة الافواج السياحية ببطء ملحوظ كان من المتوقع ان تتجه شركات السياحة والفنادق وخاصة فى المناطق التى تعتمد على السياحية الخارجية بشكل اساسى ( الغردقة ،وشرم الشيخ) بالتوجه الى تنشيط السياحة الداخلية عن طريق تقديم عروض منخفضة خلال فترة الاجازات بدلا من وقف الحال وعودة الكثيرين الى بيوتهم بسبب توقف الاعمال.ويعد هذا ايضا سوء تسويق وترويج للسلعة التى نملكها بفتح ابواب اخرى لبيعها بدلا من انتظار الشارى الاساسى. ولتعود السياحة الى ما كانت عليه يحتاج الزائر لمصر ان يشعر بالامان .. وهو عنصر هام لتأمين التنقالات سواء كانت بوسائل مواصلات او التنقل فى شوارع القاهرة الساحرة .. وما تنقله نشرات الاخبار العالمية عما يحدث فى مصر يعطى رسالة مفادها ان المناخ ما زال غير مناسب للزيارة الان.. نحتاج الان قبضة قوية على الامن الداخلى حتى يمكن لنا كمواطنين الشعور بالامن والامان داخل منازلنا فينتقل هذا الشعور بشكل تلقائى لمن يسعى الى زيارتنا. تمثل السياحة 18% من الدخل القومى ..وما نمر به الان من ازمة اقتصادية يدفعنا الى البحث عن كل السبل المواتية للخروج من عنق الزجاجة ..ما نحتاجه الان هو عرض الافكار والترويج بكل السبل المواتية بدءاً من ترويج الافراد لمُدنهم عن طريق الشبكات الاجتماعية الى الترويج الرسمى عن طريق الاعلانات التجارية واللجوء الى كل الوسائل الاعلانية المختلفة مثل المواقع الاليكترونية ،واستغلال كل المغريات التى يمكن ان تدفع السائح الى الرغبة فى خوض مغامرة جديدة بالسفر الى مكان لم يسبق له زيارته. المزيد من مقالات فاطمة عمارة