مرة أخرى أداء غريب ونتيجة أغرب من مانشستر يونايتد في البريميرليج، النادي خسر في الافتتاح من إيفرتون وظهرت عدد من الثغرات في الدفاع بالذات جهة باتريس إيفرا، ولم يقم فيرجسون بأي ردة فعل حتى بعد الفوز الصعب الذي حققه على فولهام الأسبوع الماضي بثلاثة أهداف لهدفين، فقد كاد يتعرض للخسارة أمام العائد حديثاً للدوري "ساوثامبتون" لولا براعة المهاجم الدولي الهولندي "روبن فان بيرسي" الذي سجل الهاتريك الأول له بقميص الشياطين الحمر بعد انضمامه من آرسنال بمبلغ 24 مليون جنيه إسترليني منتصف الشهر الماضي. الإيجابيات | 1- عودة الإنسجام لمنطقة قلب الدفاع، فيديتش وفرديناند كانا في حالة جيدة ومقبولة وتُبشر بقدرتهما على الخروج في المباراة القادمة بدون استقبال أهدافاً جديدة. رأيت فيديتش خلال الشوط الثاني ينفذ الدفاع المتقدم ويغلق المساحات على اللاعب ريكي لامبرت خاصةً في الإلتحامات والكرات الهوائية، ورأيت ريو فرديناند يُخرج الكرات العرضية ويشتتها على طرفي الملعب، ولا يُمكن تحميلهما مسؤولية الهدفين اللذين سجلهما ساوثامبتون. 2- بول سكولز رغم تقدمه في السن وجلوسه على دكة البدلاء منذ بداية الموسم أكد صعوبة إيجاد بديل مناسب له، فلا كليفيرلي أو كاجاوا قادران على تأدية نفس أدواره، فنزول سكولز في الشوط الثاني حل الكثير من مشاكل الوسط وأعطى الثقة لكاريك وفالنسيا لتقديم أفضل ما لديهما. 3- يستحق فيرجسون الإشادة لثقته التامة في روبن فان بيرسي خلال الدقائق ال20 الأخيرة من المباراة، هنا دور الاخصائي النفسي بدا واضحاً على تعامل السير مع مُجريات الأمور، فإهدار اللاعب لركلة جزاء في الدقيقة 69 وشعوره بالضياع وسط دفاع ساوثامبتون المتألق بقيادة فونتي روشا كان كفيلاً بسحبه من الملعب، إلا أن فيرجي عزز ثقته في بيرسي ومنحه المساعدات اللازمة بإضافة ناني وتشيشاريتو لخط الهجوم ومن هنا تحرر بيرسي أكثر ووجد المساحات والفرص للتصويب من اليمين واليسار ومن داخل المنطقة لتأتي بعد ذلك الأهداف، ولفان بيرسي دور في نجاح هذه الخطة لما يمتلكه من خبرة وقدرته على التعامل بإحترافية مع جماهير ساوثامبتون ونسيانه السريع للطريقة التي أهدر بها ركلة الجزاء...إنه مهاجم قدير تحت قيادة مدرب خبير حقاً. 4- فريق سانت ماري أرسل برسالة شديدة اللهجة لجميع منافسيه القادمين بأنه قادر على البقاء في البريميرليج هذا الموسم، أداء ممتاز جداً على الصعيد الدفاعي والهجومي والتناقل السلس للكرات من قدم لأخرى، وبمزيد من التفاهم والإنسجام بين صفقاته الجديدة سيحصل على انتصاره الأول على ملعبه في أقرب وقت ممكن. 5- ريكي لامبرت هذا المهاجم الفذ هو الوحيد الذي استطاع التسجيل أمام مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد هذا الموسم، وهو الأمر الذي استعصى على جميع المهاجمين الموسم الماضي عدا ديفو وكراوتش من توتنهام وستوك سيتي، وإذا واصل على هذا النسق سنراه ضمن أفضل هدافي الدوري هذا الموسم. 6- فوز مانشستر يونايتد سيشعل المنافسة على لقب بعد انتهاء فترة التوقف الدولي التي ستبدأ منتصف هذا الأسبوع، فالنتائج والأداء متقارب بينه وبين آرسنال، مانشستر سيتي وتشيلسي، ومن الجولة القادمة سنبدأ الحديث عن لعبة الكراسي الموسيقية.. فشكراً لليونايتد لأنه أطلق شرارة المنافسة الحقيقية بالتزامن مع العمل الرائع الذي قدمه آرسنال اليوم أمام ليفربول. السلبيات | 1- بات من الضروري إيجاد حل سريع لمشكلة الجهة الدفاعية اليسرى لمانشستر يونايتد وإلا خسر النادي المزيد من النقاط السهلة وأمام خصوم عاديين، فأغلب الخصوم القادمين للشياطين الحمر سيعملون على استغلال هذه الثغرة الواضحة وضوح الشمس والتي لا يتدخل فيرجسون كل أسبوع لحلها، ويجب إشراك بوتنير القادم من فيتيس آرنهيم الهولندي في المزيد من المباريات الودية مع الفريق الاحتياطي وتجهيزه للجولة القادمة ومباريات دوري أبطال أوروبا التي ودعها النادي الموسم الماضي لنفس هذا الخلل. 2- رافائيل دا سيلفا أو "ريما" عادت لعادتها القديمة، اللاعب البرازيلي عاد ليسقط بسهولة أمام خصومه من أصحاب القوة واللياقة، فقد سجل لامبرت بمنتهى السهولة من ناحيته بعد تفوقه عليه في الإلتحام الهوائي.. سيلفا كان الأسبوع الماضي من أفضل لاعبي الجولة الثانية لكن مستواه متذبذب ولولا مساندة فالنسيا وكاريك وفرديناند لشاهدنا كوارث تحدث لليونايتد. 3- ساوثامبتون يفقد تركيزه دائماً في الدقائق الأخيرة ويستعجل الانتصار وهذا عيب قاتل أدى لخسارته النقاط الكاملة في الدقيقة 80 أمام مانشستر سيتي وها هي نفس النتيجة تتكرر أمام اليونايتد، وعلى المدرب أتكينز ألا يفرط هو الأخر في مسألة الاحتفال قبل الآوان ومحاول التدخل بتغييرات لها مغزى وليس تلك التي أضعفت الفريق وأثرت عليه بالسلب أكثر من تأثيرها بالإيجاب حين قام بسحب أحد نجوم خط وسطه "لالانا " في الدقيقة 79 من أجل منح أحد لاعبيه الجدد الفرصة "جاي رودريجز". 4- اقترف سير أليكس فيرجسون خطأ كبير بالخطة التي بدأ بها اللقاء (4-3-2-1) حيث وضع داني ويلباك خلف روبن فان بيرسي في الهجوم وجواره الياباني كاجاوا ومن الخلف توم كليفيرلي كرابط بين الوسط والهجوم. فان بيرسي يُعد لاعب جديد وغير منسجم بعد مع هذا الثلاثي (ويلباك، كاجاوا وكليفيرلي)، والأدهى أن كاجاوا غير منسجم بعد مع كليفيرلي وويلباك. ومن جهة أخرى كليفيرلي غير منسجم مع ويلباك فما أقل عدد المباريات التي لعبها معاً بسبب كثرة إصابات كليفيرلي منذ الموسم الماض..! أداء مانشستر يونايتد قد تغير كثيراً بعد خروج كاجاوا وويلباك ونزول سكولز وناني ثم تشيشاريتو الذي كان ينتظر ويظهر في أماكن صحيحة ويضغط على المدافعين بمعاونة فالنسيا وناني. هذا ما كان يتمناه ويبحث عنه فان بيرسي الذي إنضم للفريق للعب أمام عناصر تجيد (التخديم عليه) وليس أمام عناصر تسعى للشهرة كشينجي كاجاوا أو لتأكيد خلافة سكولز ككليفيرلي أو أمام مهاجم بطيء وضعيف المهارات كويلباك الذي لم يتحرك خلال 60 دقيقة ربع التحركات التي تحركها تشيشاريتو بعد نزوله في 15 دقيقة.. هذه كانت أكبر سلبية في المباراة وضع عناصر غير متفاهمة البتة جوار بعضهم بعض وأبرزهم "ويلباك"..واتضح من خلال السلبية "أمنية فان بيرسي" في المباريات القادمة بوجود مهاجم متحرك مثل تشيشاريتو جواره فقد تحول بيرسي من "حية عادية" لكوبرا شرسة بعد نزول حبة البسلة المكسيكية.