الإسماعيلية تطلق برنامجا تدريبيا مستوحى من التجربة السنغافورية في التعليم (صور)    نشاط مكثف لتحالف الأحزاب في انتخابات الشيوخ 2025    في مستهل زيارته لنيويورك.. وزير الخارجية يلتقي بالجالية المصرية    مدبولي يستعرض نماذج استجابات منظومة الشكاوى الحكومية في قطاعات مختلفة    رئيس جامعة القاهرة يشهد تخريج الدفعة 97 من الطلاب الوافدين بكلية طب الأسنان    بعد عودته لساعات، انقطاع التيار الكهربائي عن بعض مدن الجيزة    سعر اليورو اليوم الإثنين 28 يوليو 2025 أمام الجنيه بالبنوك المصرية    28 يوليو 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة اليوم    شركة عجيبة للبترول: وضع بئر Arcadia-28 على الإنتاج بمعدل 4100 برميل مكافئ يوميا    استشهاد 41 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم    رئيس الوزراء البريطاني سيحث ترامب على الضغط على إسرائيل لوقف الحرب فى غزة    رئيس وزراء ماليزيا يأمل فى نجاح مباحثات وقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا في بلاده    مفوض حقوق الإنسان يدعو لاتخاذ خطوات فورية لإنهاء الاحتلال من أراضى فلسطين    الشرطة الألمانية: انهيار أرضي يُحتمل أن يكون السبب في حادث القطار المميت    رئيس وزراء السودان يصدر قرارا بتعيين 5 وزراء جدد    أرينا سابالينكا تواصل صدارة تصنيف لاعبات التنس    شوبير يدافع عن طلب بيراميدز بتعديل موعد مباراته أمام وادي دجلة في الدوري    المصري يستنكر بشدة ما حدث من تجاوزات في مباراة الترجي الودية    الشحات: لن أرحل عن الأهلي إلا بقرار من النادي    الصفاقسي: معلول سيتولى منصبا إداريا في النادي بعد الاعتزال وهذا موقف المثلوثي    رومانو: دياز يصل اليوم إلى ميونيخ للانضمام إلى بايرن    الحبس سنة لبلوجر متهم بنشر محتوى خادش للحياء    طقس اليوم بمطروح والساحل الشمالى.. حار رطب ونشاط الرياح وارتفاع الأمواج    جامعة جنوب الوادي تستعد لاستقبال طلاب المرحلة الأولى بمعامل التنسيق الإلكتروني    الداخلية تحكم قبضتها على المنافذ..ضبط مئات القضايا خلال 24 ساعة    تفاصيل بوستر مهرجان الغردقة لسينما الشباب    دفن زياد الرحبانى في مدفن حديقة منزل فيروز    متحدثة الهلال الأحمر الفلسطيني: 133 ضحية للمجاعة فى غزة بينهم 87 طفلًا    أمين الفتوى: الصلاة بالبنطلون أو "الفانلة الداخلية" صحيحة بشرط ستر العورة    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    الصحة تحقق في وفاة شابة داخل مستشفى خاص    الصحة العالمية : مصر أول بلد بالعالم يحقق المستوى الذهبي للتخلص من فيروس C    الإطار التنسيقي الشيعي يدين هجوم الحشد الشعبي على مبنى حكومي ببغداد    رسمياً.. بدء تقديم تظلمات الثانوية الأزهرية 2025 «موعد انتهاء التقديم والرسوم»    الاتحاد الأوروبي يقر تيسيرات جديدة على صادرات البطاطس المصرية    بداية فوضى أم عرض لأزمة أعمق؟ .. لماذا لم يقيل السيسي محافظ الجيزة ورؤساء الأحياء كما فعل مع قيادات الداخلية ؟    محافظ القليوبية يجري جولة مفاجئة بمدينة الخانكة ويوجّه بتطوير شارع الجمهورية    السيسي يحتفل بدخول شاحنات "هزيلة " بعد شهور من التجويع… وإعلامه يرقص على أنقاض مجاعة غزة    هدي المفتي تكشف علاقتها ب ويجز لأول مرة: "مش مقربين"    هدى المفتي تحسم الجدل وترد على أنباء ارتباطها ب أحمد مالك    طرائف الانتقالات الصيفية.. الزمالك وبيراميدز كشفا عن صفقتين بالخطأ (صور)    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    بالصور.. اصطدام قطار بجرار أثناء عبوره شريط السكة الحديد بالبحيرة    طعنة غدر.. حبس عاطلين بتهمة الاعتداء على صديقهما بالقليوبية    بعد تهشم إصبعه.. جراحة معقدة تنقذ يد مصاب بمستشفى ههيا في الشرقية    وائل جسار ل فضل شاكر: سلم نفسك للقضاء وهتاخد براءة    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 28 يوليو    «مكنتش بتاعتها».. بسمة بوسيل تفجر مفاجأة بشأن أغنية «مشاعر» ل شيرين عبدالوهاب.. ما القصة؟    تنسيق الثانوية العامة 2025 بالقاهرة.. درجة القبول والشروط لطلاب الانتظام والخدمات    منها «الاتجار في المخدرات».. ما هي اتهامات «أيمن صبري» بعد وفاته داخل محبسه ب بلقاس في الدقهلية؟    جامعة العريش تنظم حفلا لتكريم أوائل الخريجين    إدريس يشيد بالبداية المبهرة.. ثلاث ميداليات للبعثة المصرية فى أول أيام دورة الألعاب الإفريقية للمدارس    أم وابنها يهزمان الزمن ويصنعان معجزة فى الثانوية العامة.. الأم تحصل على 89% والابن 86%.. محمد: ليست فقط أمى بل زميلتي بالدراسة.. والأم: التعليم لا يعرف عمرا وحلمنا ندرس صيدلة.. ونائب محافظ سوهاج يكرمهما.. فيديو    الباذنجان مهم لمرضى السكر والكوليسترول ويحمي من الزهايمر    بعد توقف 11 عاما.. رئيس حقوق الإنسان بالنواب يُشارك في تشغيل مستشفي دار السلام    بتوجيهات شيخ الأزهر.. قافلة إغاثية عاجلة من «بيت الزكاة والصدقات» في طريقها إلى غزة    هل الحر الشديد غضبًا إلهيًا؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اخبار الدورى الانجليزى : أسباب واقعية أضاعت اللقب ال20 من مانشستر يونايتد
نشر في أخبار النهاردة يوم 14 - 05 - 2012

تتعدد الأسباب والموت واحد..تتعدد الأسباب والفشل واحد..تتعدد الأسباب والنجاح واحد..تتعدد الأسباب والسعادة واحدة، نسمع مثل هذه العبارات دائماً في حياتنا اليومية.
وفي الساحرة المستديرة تتعدد الأسباب أيضاً، ويكون الفوز واحد أو تكون الخسارة واحدة، إلا عندما يكون الفائز بلقب الدوري هو ريال مدريد والخاسر برشلونة أو يكون الفائز يوفنتوس والخاسر الإنتر أو الفائز مارسيليا والخاسر باريس سان جيرمان (والعكس صحيح).
لكن الأسباب تتضاعف حين يخسر عملاق بطولته أمام فريق صغير ومُستجد على المنافسة، فمن الطبيعي خسارة عملاق أمام عملاق مثله، لكن خسارة صاحب الشهرة العريضة أمام جاره الأصغر مشكلة تحتاج لتفنيد وتحليل تكتيكي وفني للتعرف على تداعيات المشهد الذي سبق وفعله توتنهام مع آرسنال عام 1961، وفعلها إيفرتون مع ليفربول عامي 1985 و1987.
وقرر مانشستر سيتي أن يفعلها مع مانشستر يونايتد بعد غياب 44 عاماً بهذه المجموعة المُتميزة من اللاعبين بقيادة دافيد سيلفا وجو هارت وكومباني وأجويرو وباري ويحيى توريه بإشارة من صاحب المليارات "الشيخ منصور بن زايد آل نهيان" بالتعاون مع المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني ليتمكن الفريق السماوي بانتزاع اللقب الذي طال انتظاره وعلى حساب الغريم في المدينة "مانشستر يونايتد" الذي فرض كلمته لسنين وسنين كملكاً للمدينة لكن السيتي بدأ مرحلة تهديد عرشه في الموسم الماضي بفوزه بكأس الاتحاد الإنجليزي وها هو يواصل هذه المرحلة.
بخلاف تفوق السيتي على جاره، فمن المهم لكرة القدم الإنجليزي أن تستعيد ذاكرة الأندية القادرة على احداث مثل التغييرات الجذرية على خارطة الكرة البريطانية والثوابت التاريخية التي كان يرفض البعض التناقش فيها، بالضبط كما سبق وفعل تشيلسي بداية عام 2004 حين دعمه الملياردير الروسي "أبراموفيتش" ليهزم آرسنال ومانشستر يونايتد ويعلن نفسه بطلاً للدوري الإنجليزي لعامين متتاليين بعد غياب كان قد دام 50 عاماً على أخر تتويج له بلقب الدوري (1955).
كما أسلفت، دائماً تتويج أي فريق ببطولة ما يكون له أسباب تحتاج لتحليل، فلا يمكن لأي أحد الفوز بأي شيء إلا إذا كانت هناك أسباب.
وفي حالة فوز السيتي بفارق الأهداف عن مانشستر يونايتد ظهرت الكثير من تلك الأسباب وهي عبارة عن أخطاء ارتكبها فيرجسون وإدارة اليونايتد قدمت يد العون للسيتي كثيراً لاقتناص البطولة.
مانشستر يونايتد لم يسقط في الأخطاء في أخر 5 جولات من الدوري فقط حين فرط في تصدره بفارق ثمانية نقاط كما يعتقد البعض بل منذ نهائي دوري أبطال أوروبا 2011 الذي خسره النادي الأحمر على يد برشلونة في ملعب ويمبلي بثلاثة أهداف لهدف.. والتالي تحليل شامل لهذه القضية:
إعتزال العبقري
تعد خطوة إعتزال بول سكولز لكرة القدم بعد خسارة نهائي دوري أبطال أوروبا من أسوأ القرارات التي اتخذها أي لاعب في تاريخ نادي مانشستر يونايتد حيث كان بمقدرة الفتى البني مواصلة اللعب ومنح العائد من ويجان (توم كليفيرلي) جزء كبير من خبرته لمساعدته على تطوير مستواه كي يقود وسط الفريق في قادم السنين حين يكون بالفعل قد تقدم في السن ويصبح غير قادر على العطاء.
الأيام التي تلت عدول سكولز عن قرار الإعتزال مطلع يناير 2012 أكدت للعالم قدرته الكبيرة على مواصلة تمثيل مانشستر يونايتد في أكبر المعتركات وقرار اعتزاله كان متسرعاً وجاء في ساعة غضب وهذا ما وضع مانشستر في ورطة حقيقية خلال النصف الأول من الموسم لاسيما بعد تعرض كليفيرلي لإصابة موجعة في الكاحل أمام إيفرتون على ملعب جودسون بارك في وقت مُبكر من الموسم (الجولة التاسعة) ومن ثم إصابة فليتشر بفيروس في مدته وإصابة أندرسون بالرباط الصليبي، ليتأزم وضع وسط الملعب الذي كان يعتقد فيرجسون أنه سيكون بخير بعد عودة كليفيرلي لكن هذا لم يحدث وزادت الأمور سوءاً ما أضطره لاقناع سكولز بالعودة حين فتح باب الانتقالات الشتوية الماضية، لكن عودة سكولز جاءت مُتأخرة ولم تفيد الفريق بما فيه الكفاية.
سكولز كان يعلم جيداً أن الإدارة لا تنوي التعاقد مع بديل على نفس مستواه وكليفيرلي يحتاج للاعب كبير جواره يعلمه ثقافة تحمل أعباء منطقة الإرتكاز التي يستمد أي فريق في العالم قوته من خلالها لكنه فكر بتسرع وعصبية رغم أنه لن يُلام إذا جدد عقده لسنة أخرى ولم يحصل على فرصة اللعب بصفة مستمرة فوقتها سيقع على المدرب فيرجسون الجزء الأكبر من الملامة وليس على سكولز لأنه فعل ما عليه وظل على العهد مع النادي.
العنجهية
بعد خروج بول سكولز، كان يجب ولابد من تحرك الرئيس التنفيذي (ديفيد جيل) نحو التعاقد مع لاعب وسط كبير بنفس قدراته وعقلية الفتى البني، وبالفعل اتجهت كل الاخبار والتصريحات عن قرب انتقال لاعب وسط الإنتر (شنايدر) لصفوف بطل إنجلترا.
إلا أن محاولات جيل بأت بالفشل بسبب تصريحات فيرجسون حين تحدث بعنجهية وبعقلية حالمة غير واقعية أثناء فترة تواجده في الولايات المتحدة الأميركية (الرحلة الاستعدادية للموسم الجديد) بأنه لا يريد لاعبين جدد في منطقة الوسط المكتظة بالمواهب، وأنه يسعى لمنح بوجبا وكليفيرلي الفرصة كاملة في الموسم الجديد كي لا يخسرهما بعد انتهاء عقديهما وهما مستقبل النادي ولا يمكن التفريط في أحدهما بهذه السهولة، لكن الواقع المرير يقول أن دافيد سيلفا تطور جداً مع يحيى توريه وبازِل السويسري يمتلك مفتاح لعب يشبه ميسي يُدعى "شاكيري" وبقية أندية أوروبا الراغبة في التتويج منتصف مايو تطور من منطقة الإرتكاز بلاعبين بقدرات وتجربة عالية وليس بلاعبين صغار السن كبوجبا الذي لم يشارك في مباريات تنافسية ذات قيمة عالية كدوري الأبطال أو أحد الدوريات الكبرى مكتفياً بمبارياته مع فريق شباب مانشستر يونايتد في كأس الاتحاد كذا كليفيرلي الذي مهما كان دوره في بقاء ويجان الموسم الماضي فلا يمكنه في أول موسم فعل الكثير من أجل فريق إعتزل منه لاعب كبير كسكولز ويُعاني من إصابات مُتكررة للاعبيه الأساسيين والخبراء سواء في الوسط أو في الدفاع.
لهذا كان يجب على فيرجسون ضمان مستقبل فريقه بالتعاقد مع لاعب وسط جديد بدلاً من سكولز، وألا يذهب بعيداً في أحلامه وآماله بالنسبة للاعتماد على كليفيرلي والتلاعب ببول بوجبا واجباره على البقاء بسبب مثل هذه التصريحات (غير الواقعية) مع متطلبات السوق ومتطلبات المنافسة الصعبة سواء مع السيتي أو مع ال10 الأوائل في البريميرليج.
تسليم الأمير
في عامي 2004 و2005 قام تشيلسي بالعديد من الصفقات الهامة، ومن بين الاسماء التي ضمنها "جون أوبي ميكيل" بعدما كان اللاعب النيجيري قاب قوسين أو أدنى من الانتقال لصفوف مانشستر يونايتد، وهذا لأن مورينيو كان يعرف جيداً أن انتقال ميكيل للعمل مع فيرجسون سيصنع منه لاعب فوق العادة، نفس الأمر فعله آرسنال بالتعاقد مع آرون رامسي من كارديف سيتي في اللحظات الأخيرة من أمام مانشستر يونايتد، والأمر ذاته يخص آدم جونسون الذي رفض مانشستر يونايتد دفع سبعة ملايين جنيه إسترليني لانتدابه في انتقالات شتاء 2010 من ميدلسبروه ليخطفه السيتي، وقد قال اللاعب بأن جيجز مثله الأعلى وقد ذهب إلى اليونايتد كي يكون خليفة الويلزي لكن السيتي دفع مبلغ أعلى وقدره أكثر من اليونايتد.
الحرب خدعة وكل أندية العالم تستخدم مثل هذه السياسة المشروعة في سوق الانتقالات، بالذات حين يعلم فريق ما بأمر اهتمام خصمه بلاعب متميز فيذهب ذلك الفريق ليصطاد في الماء العكر ويحاول رفع سعر اللاعب أو التعاقد معه بطريقة أو بأخرى حتى أن الأمر قد يصل في بعض الأحيان لعدم حاجة بعض الفرق للاعبين يتعاقدون معهم فقط من أجل اضعاف الخصم أو افساد خطط المدير الفني المنافس الذي يريد التوقيع مع لاعب ما لتطبيق فكر معين.
وإدارة مانشستر يونايتد علمت أن سمير نصري يرغب في الانتقال لصفوف الفريق خاصةً أنه يُجيد لعب دور صانع الألعاب تحت رأسي الحربة ولاعب الوسط الإرتكاز وقادر على تنويع لعبه ما بين الاختراق من العمق ومن على الأطراف، لكن ببرودة أعصاب خرج فيرجسون ليؤكد في تصريحات صحفية بأنه يريد التوقيع مع سمير نصري والسيتي الفريق الوحيد المهتم به!.
ليتألق نصري مع الستي ببداية الموسم بصناعة كم وافر من الأهداف، قبل أن ينخفض مردوده منتصف الموسم بسبب الإصابات وجلوسه على الدكة لكنه عاد في اللحظات الأهم بتسجيله هدف الفوز أمام تشيلسي في الوقت القاتل من المباراة، وصناعته أكثر من 6 أهداف في الجولات الأخيرة من بينهم هدف أمام كوينز بارك رينجرز.
اهمال الميركاتو قبل وبعد
إذا أراد مانشستر يونايتد التعاقد مع أي لاعب متميز في أي وقت من الموسم سيتمكن من ذلك، لما يحظى به من سمعة وشهرة وقدرة كبيرة على المنافسة، ولأن عدد كبير من عناصره الأساسية تعرضت للإصابات خلال شهر ديمسبر كان عليه اقتحام سوق الانتقالات الشتوية لانقاذ موسمه من الضياع حيث كان لايزال ينافس في كأس الاتحاد الإنجليزي وتحول للمنافسة على الدوري الأوروبي ويمكنه الفوز بلقب ما لكن فيرجسون مع إدارة النادي تجاهلا أهم مرة كان عليهم فيها دخول سوق الشتاء دون التفكير في تعويض فيديتش المصاب والذي يتعرض بدلائه كإيفانز وسمولينج وفيل جونز لإصابات متكررة، ودون تعويض كليفيرلي أو أندرسون أو فليتشر بعد تأكد انتهاء موسمهم وعدم قدرتهم على منح الفريق الكثير حتى لو عادوا قبل نهاية البطولة بقليل.
في ألمانيا تألق كاجاوا مع بوروسيا وفي فرنسا تألق هازارد مع ليل وفي إنجلترا أبدع عدد كبير من اللاعبين مع أندية كسوانسي ونوريتش، وكان على فيرجسون التحرك للتعاقد مع لاعبين جدد وألا يبني خططه على توقعات الأطباء التي لم تصب على الإطلاق وتسببت في خيبة الأمل الكبيرة بخروج الفريق خالي الوفاض.
ثقة عمياء لطفل
من المهاجمين العاديين جداً في نظري "داني ويلباك"، ولو كان خامة جيدة كما يعتقد فيرجسون وبعض عشاق مانشستر يونايتد فهو على الأقل خلال هذه الفترة من حياته المهنية لاعب عادي ولا يصلح ليكون المهاجم الأول على حساب بيرباتوف وتشيشاريتو فلم يرتق مستواه بعد ليلعب الأدوار الأولى في هجوم الشياطين الحمر ويبقى أحد الأسباب التي أدت لضعف هجوم الفريق هذا الموسم وتفوق السيتي في هذا الشق بالتالي خسارة الدوري، حيث فاز السيتي بالبطولة بفارق الأهداف ليس أكثر!!!؟
تصويبات ومراوغات ويلباك سيئة وتحركاته أغلبها سلبية، ولا يمتلك السرعة والقوة بقدر يجعل مشاركته أمر حتمي لهذه الدرجة التي تعامل بها فيرجسون معه. كما أن لدى اللاعب نوع من الملل حين يتحرك كثيراً دون أن يحصل على الكرة، وتجده يقف مكتوف الأيدي ومستسلماً لقوة الدفاع أو لامتياز الخصم في تطبيق مصيدة التسلل لذا روني كان حين يعطل ويفقد تركيزه يخسر اليونايتد النقاط.
اصرار فيرجسون الغريب على ويلباك يدعو للدهشة، فكيف للاعب عديم الخبرة مثله يشارك على حساب نجم كبير كبيرباتوف تسبب في حسم لقب الدوري الإنجليزي الموسم الماضي لمانشستر يونايتد بأهدافه ال24 ليتوج بلقب الهدف أو على حساب الهداف المكسيكي الرائع "تشيشارتيو" الذي وصفه الإعلام البريطاني بأنه أفضل صفقات فيرجسون في السنوات العشر الأخيرة.
ويلباك لعب 30 مباراة مع اليونايتد في الدوري هذا الموسم لكنه سجل 9 أهداف فقط وهذه نسبة ضعيفة وهزيلة وعادية للغاية بالنسبة لمهاجم أساسي خاصةً حين ننظر إلى أرقام هيرناندز فسنجد هذا الأخير قد سجل 12 هدفاً في عموم الموسم الجاري رغم أنه لاعب بديل ورغم الإصابات التي طالته.
وفي الموسم الماضي عندما لعب هيرنانديز موسمه الأول مع الفريق تمكن من تسجيل 20 هدف من 40 مباراة من بينهم 18 مباراة كلاعب بديل!..
أي أن الأرقام تصب في صالح تشيشاريتو الذي سجل أهداف مهمة هذا الموسم أيضاً حين حصل على الفرصة وفي مباريات كبرى كمباراة إيفرتون وتشيلسي، أما ويلباك فلم يفعل أي شيء في المباراة المهمة للفريق ويبقى الإصرار عليه من أكبر السلبيات وعلامات الاستفهام التي أدت لضياع لقب الدوري من النادي.
ابتكارات فاشلة
بعد وصول عدد كبير من لاعبي مانشستر يونايتد إلى مرحلة الانسجام التام في الجولات ال15 الأولى من الموسم قام فيرجسون بإجراء تغييرات لا ناقة منها ولا جمل وبدون سبب.
حيث أجلس سمولينج وفيل جونز على دكة البدلاء حتى بعد تخلصهما من الإصابات واعتمد بصورة مبالغ فيها على رافائيل دا سيلفا وإيفانز رغم أن هذا الثنائي قد تسبب في خسارته الكثير من المباريات في السابق حين يتعرضان للضغط، ولعل مبارة بايرن ميونيخ 2010 في أولد ترافورد خير دليل على ذلك بالنسبة لرافائيل وأخيراً مباراة إيفرتون 4/4، ولعل مباراة 6/1 في ديربي مانشستر خير دليل على ذلك بالنسبة لإيفانز حين تعرض للطرد وأخيراً مباراتي ويجان وإيفرتون.
ولم يكتف فيرجسون بهذه الأخطاء القاتلة على مستوى تكتيكه الدفاعي فقد سقط في أخطاء مماثلة على صعيد التكتيك الهجومي في الجولات السبع الأخيرة من البطولة، فبعد انسجام وتناغم أشلي يونج، سكولز ولويس فالنسيا مع بعضهم بعض وقيادتهم الفريق للفوز في معظم المباريات التي لعبوها سواء خارج أو داخل أولد ترافورد قام فيرجسون فجأة ودون سابق إنذار بالاستغناء عن أشلي يونج وفالنسيا من أجل الاعتماد على البطيء "بارك" والعائد من الإصابة "ناني" الضعيف جداً على مستوى المساندة الدفاعية التي لا تقارن بمستوى التغطية الدفاعية لفالنسيا وأشلي يونج.
هذه التصرفات الغريبة في الأوقات الأصعب في الموسم أدت لاهدار مانشستر يونايتد العديد من النقاط السهلة أمام ويجان، إيفرتون ثم في الديربي أمام مانشستر سيتي ليسلم الصدارة للجار قبل جولتين فقط على نهاية الدوري ومن ثم اللقب على طبق من ذهب، فمواجهة نيوكاسل وكوينز ليست بالمواجهات الصعبة جداً والتي تسبب ضياع لقب الدوري، ولاعبي السيتي لديهم ما يكفي من خبرات سابقة للتعامل مع مثل هذه اللحظات الصعبة، لسابق لعب يحيى توريه لبرشلونة ونصري لآرسنال وأجويرو لاتلتيكو مدريد ودجيكو لفولفسبورج فكل هؤلاء سبق لهم التتويج بالبطولات ويعرفون جيداً كيف يفعلون ذلك في هذه الأوقات الحرجة...(اضغط هنا لقراءة المزيد حول هذه النقطة).
الشرخ النفسي
الفوز في الذهاب والإياب على خصم بحجم مانشستر يونايتد بنتيجة 6/1 و1/صفر ليس بالأمر الهين خاصةً وأن فريق فيرجسون قد انتزع لقب الدوري عن جدارة وبفارق جيد من النقاط عن تشيلسي الموسم الماضي.
السيتيزنس أكدوا أحقيتهم في الفوز بلقب الدوري لأنهم تفوقوا مرتين على منافسهم الأول على لقب الدوري، ووثقوا حقيقة أن التفوق مهما كان تاريخي أو على أصعدة أخرى فلا يُقارن بالتفوق الحالي في الدوري.
فوز السيتي في الديربي مرتين بهذه النتائج كان مستحقاً، ففي المرتين لعبوا بطرق هجومية وأرادوا الفوز، وهذه الحالة انعكست بالسلب على نفسية أغلب لاعبي اليونايتد طوال الموسم لشعورهم بأن خصمهم أفضل منهم على جميع المستويات، ليس من ناحية تحقيق الانتصارات العريضة على الخصوم الذين كان يسقط أو يهزمهم اليونايتد بأعجوبة بل من ناحية الأفضلية داخل المدينة.
نعم ..مانشستر يونايتد تمكن من هزيمة السيتي مرتين هذا الموسم في مناسبات لا علاقة لها بالدوري، الأولى على ملعب ويمبلي في درع الاتحاد الإنجليزي بثلاثة أهداف لهدفين قبل انطلاق الموسم، والثانية على ملعب الطيران في كأس الاتحاد الإنجليزي بنفس النتيجة، لكن هذه الانتصارات لم تكن بنفس قيمة التفوق في البريميرليج والفوز بستة أهداف لهدف في عقر الدار، ولم تتسبب في رفع معنويات رفاق روني لمحو النقص أو الشرخ النفسي الناجم عن هذا التفوق السماوي.
الرثوب في الفخ
عُرف عن سير أليكس فيرجسون تفوقه الكبير في مسألة الحروب الكلامية مع منافسيه على الألقاب في انجلترا وأوروبا، وقد سبق وتفوق على مورينيو، فينجر وبينيتيز، وانتزاع منهم الألقاب بفضل ذكاءه في التعامل مع تصريحات هؤلاء وارباكهم نفسياً وعقلياً في لحظات الحسم، وبهذه الطريقة فاز اليونايتد بالعديد من الألقاب في مواسم لم يكن فيها (ربما) الطرف الأفضل على الاطلاق أو الأكثر استحقاقاً للصعود لمنصات التتويج.
هذا الموسم أقحم فيرجسون نفسه في حرب كلامية لا ناقة منها ولا جمل حين تصيد كلمات أُسيء فهمها لمدير تنمية كرة القدم في مانشستر سيتي (باتريك فييرا) حيث كتبت الصحف على لسان (فييرا) تقليله من قرار اعادة فيرجسون لبول سكولز من الإعتزال في يناير الماضي، ثم وصفه لليونايتد بالنادي الضعيف لعدم قدرته على توفير بديل مناسب لسكولز منذ بداية الموسم وضعف قدرته الشرائية بعدم التعاقد مع أي لاعب جديد في الشتاء الماضي.
ورغم أن فييرا قد خرج لتكذيب هذه التصريحات ونفيها في عدد من وسائل الإعلام، إلا أن فيرجسون تصيد ما نُشر عبر صحيفة ديلي ستار وبعض الصحف الفرنسية ومكث يتحدث عن الموضوع كل أسبوع.
وشغل فيرجسون باله وتفكيره أكثر من اللازم في مثل هذه الأمور ليفقد تركيزه ويؤثر على لاعبيه الذين انخرطوا هم أيضاً في حروب كلامية لا جدوى منها سوى الاضرار بتركيزهم العالي الذي قادهم للفوز في 8 مباريات متتالية في الدوري قبل أن يسقط أمام أحد المتذيلين "ويجان" بهدف مالوني في الجي جي بي.
فيرجسون قال أن مانشستر سيتي لم يحترم كلمته وأعاد تيفيز مرة أخرى للعب بعد مشكلته الشهيرة مع مانشيني وذهب ليتهكم على فييرا بقوله "إذا كنت تريد عودة روي كين فلا مشكلة سأعيده"، في إشارة واضحة منه للخلافات الكبيرة التي نشبت بين فييرا وكين اثناء تواجدهما في آرسنال ومان يونايتد قبل 8 سنوات تقريباً واختلافهما الدائم والعنيف خارج وداخل الملعب.
الهروب
تبقى أخبار سفر فيرجسون إلى فرنسا ثم ألمانيا خلال الجولات الخمس الأخيرة من الموسم لمتابعة لاعبين كاجاوا وهازارد من أغرب الأخبار التي يمكن أن نسمعها عن المدرب الاسكتلندي المُخضرم.
فكيف له أن يُركز في المنافسة على لقب الدوري والتنزه خارج بريطانيا بالذهاب إلى دول أخرى لمتابعة لاعبين في وقت وظروف صعبة كهذه؟
فيرجسون سافر قبل خسارته من مانشستر سيتي إلى فرنسا لرؤية هازارد في مباراة ببطولة الدوري الفرنسي وبعد أيام عاد بتشكيل غريب في الديربي ليخسر بهدف كومباني، وإذا كان قد حدث وخسر من سندرلاند في المباراة الختامية فهذا طبيعي لأنه سافر لمتابعة نهائي كأس ألمانيا بين بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ في برلين للاطلاع على مستوى كاجاوا لاعب منتخب اليابان قبل التأشير على ضمه لصفوف اليونايتد.
تصرفات فيرجسون هذا الموسم حقاً كانت غريبة ومثيرة للتعجب فكما كان هو كلمة السر في العديد من الانتصارات فهو كذلك في الكثير والكثير من انكسارات هذا الفريق العريق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.