اخبار السودان اليوم قبل عقود كانت ديباجه "اخبار السودان اليوم" "صُنع في الصين" تعني الجوده عند عموم السودانيين، وكان هذا جلياً حتى في الأمثال الشعبيه، لكن اليوم باتت تعني قله الجوده، إن لم تكن الرداءه، وهو ما يشكك فيما تصفه الحكومه ب"الشراكه الاستراتيجيه" مع بكين، كترياق لما تعانيه من عزله غربيه تخنق اقتصادها، وفق خبراء. اخبار السودان اليوم مطلع الشهر الجاري، قام "اخبار السودان اليوم" الرئيس السوداني، عمر البشير، بزيارة إلى بكين، هي الابعد له، منذ 2011، استمرت 6 ايام، وقّع خلالها حزمة اتفاقيات ضمن وثيقة شراكة، راى خبراء ان تعزيزها لن يكون حلاً للازمة الاقتصادية، التي تحتاج لحل سياسي، يتمثل في تسوية النزاعات الداخلية وإصلاح العلاقات الخارجية مع الدول الغربية. اخبار السودان اليوم ومع وصول البشير، إلى "اخبار السودان اليوم" السلطه عام 1989، وتبنيه أيدلوجيا إسلاميه مناهضه للغرب، سارعت الدول الغربيه وعلى رأسها واشنطن، للتضييق عليه. اخبار السودان اليوم ولم تكتف حكومة "اخبار السودان اليوم" البشير في مهدها بترديد شعارات مثل "الطاغية الامريكان"، بل استضافت زعماء جماعات إسلامية معادية للغرب، مثل مؤسس تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، عام 1991، وهو ما مهد إدراج الخرطوم على القائمة الامريكية للدول الراعية "للإرهاب" في 1993. اخبار السودان اليوم تبع ذلك، فرض "اخبار السودان اليوم" عقوبات امريكية قاسية على السودان عام 1997، وسط دعم لخصومه السياسيين، وحركة التمرد التي كانت تقاتل جنوب البلاد، ذو الاغلبية المسيحية، مقابل الاغلبية المسلمة في الشمال. اخبار السودان اليوم وتحت وطأه العقوبات "اخبار السودان اليوم" الأمريكيه التي حظر بموجبها التعامل التجاري والمالي مع السودان، وعزلت اقتصاده عن السوق العالمي، اتجهت الخرطوم شرقاً لتوثيق علاقتها مع الصين التي بدأت تبرز وقتها كقوه اقتصاديه عالميه. اخبار السودان اليوم وذكرت "اخبار السودان اليوم" وكاله "الأناضول" أن أول ما ترتب على ذلك، كان منح الصين، حق استكشاف وإنتاج النفط الذي تعطلت عمليات استخراجه بعد انسحاب الشركات الغربيه وعلى رأسها "شيفرون" الأمريكيه من عموم السودان. اخبار السودان اليوم وبالفعل نجحت بكين في "اخبار السودان اليوم" استخراج النفط، من حقول في الجنوب البلاد، بعد أن أنفقت مليارات الدولارات في تجهيز البنيه التحتيه اللازمه لتشغيل القطاع النفطي، وصدّرت أول شحنه منه في العام 1999. اخبار السودان اليوم وبعدها بدا "اخبار السودان اليوم" الاقتصاد السوداني في الازدهار، بعد سنوات من التردي الذي لازم قطاعات حيوية مثل الزراعة والصناعة والنقل، بسبب العقوبات الامريكية التي حرمت البلاد من مدخلات الإنتاج من آليات وقطع غيار، علاوة على حظر الحركة المصرفية من وإلى السودان. اخبار السودان اليوم ومع توفر "اخبار السودان اليوم" عملات صعبة للخزينة العامة من عائدات النفط الذي كان يصدر للصين، وسعت الخرطوم شراكتها التجارية مع بكين، لتصبح اكبر شريك تجاري لها، فضلاً عن كونها ثاني اكبر شريك تجاري لها في افريقيا بعد جنوب افريقيا (لاحقا تراجعت إلى المرتبة الثالثة). اخبار السودان اليوم ورغم ان "اخبار السودان اليوم" الحكومة كانت ولا تزال تجادل بان شراكتها مع بكين عوضت الكثير من خسائرها جراء العزلة الغربية، إلا ان استاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم، حاج حمد، يقول إن "هذه الشراكة كانت على الدوام لصالح الصين اكثر منها لصالح السودان". اخبار السودان اليوم "اخبار السودان اليوم" فالصين عندما دخلت السوق السوداني "وجدته خالياً من المنافسين، وهو ما ترتب عليه تدني جودة منتجاتها على نقيض منتجاتها ذات الجودة القياسية التي تصدرها إلى الدول الغربية بما فيها الولاياتالمتحدة"، وفقاً لما قاله حمد للاناضول. اخبار السودان اليوم ويؤيد أستاذ "اخبار السودان اليوم" الاقتصاد بالجامعات السودانيه، محمد إبراهيم كبج، ما ذهب إليه حمد، ويضيف له سبباً آخر، وهو أن "سياسات الحكومه كانت على الدوام تضخميه، ما أضعف القوه الشرائيه للجنيه السوداني، ولم يعد بالإمكان سوى استيراد السلع الرخيصه من الصين". اخبار السودان اليوم "اخبار السودان اليوم" وغالبية السلع المستوردة في الاسواق السودانية من الآليات الثقيلة إلى المعلبات الغذائية تاتي من الصين، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 5 مليارات دولار، وفقاً لبيانات وزارة المالية. اخبار السودان اليوم ويشير حمد إلى "اخبار السودان اليوم" أنه "حتى القروض التي منحتها الصين لتشييد مشاريع بنيه تحتيه لازمتها شروط، بأن تنفذ هذه المشاريع شركات صينيه، ما يوضح ضخامه مكاسب بكين على حساب الخرطوم". اخبار السودان اليوم ولا تقتصر المآخذ على شراكة "اخبار السودان اليوم" الخرطوم مع بكين على جودة المنتجات بل تتعداها إلى عدم انخراط الصين في استثمارات حيوية بالبلاد، وتركيزها على قطاع النفط، الامر الذي حول اقتصاد السودان إلى "اقتصاد ريعي يعتمد على مصدر واحد"، بحسب ما قاله كبج للاناضول. اخبار السودان اليوم وتزيد الاستثمارات "اخبار السودان اليوم" الصينيه في السودان على 11 مليار دولار، أغلبها في قطاع النفط، وفقاً لإحصائيات نشرتها وزاره الماليه، العام الماضي. اخبار السودان اليوم ويضيف "اخبار السودان اليوم" كبج: "لو استثمرت الصين في قطاعات إنتاجية حيوية مثل القطاع الزراعي بموارده الطبيعية الضخمة لما تعرضت البلاد للازمة الاقتصادية التي تلت انفصال الجنوب وفقدان عائدات النفط". اخبار السودان اليوم وتلقى الاقتصاد "اخبار السودان اليوم" السوداني ضربه موجعه بانفصال جنوب السودان عام 2011، واستحواذه على 75 % من حقول النفط كانت تمثل أكثر من 50 % من الإيرادات العامه، ونحو 80 % من مصادر العمله الصعبه. اخبار السودان اليوم ومع انفصال جنوب السودان "اخبار السودان اليوم" بموجب استفتاء شعبي اقره اتفاق سلام انهى عقوداً من الحرب الاهلية، وصلت معدلات التضخم إلى ارقام قياسية، وفقدت العملة الوطنية ثلاث اضعاف قوتها الشرائية، ما اضطر الحكومة لتبني خطط تقشفية على دفعات البّت عليها الشارع. اخبار السودان اليوم ولا "اخبار السودان اليوم" يرى أستاذ العلوم السياسيه، حاج حمد، أن الخرطوم قد استفادت من شراكتها مع الصين بدليل أنها "لم تستخدم حق النقض (الفيتو)، في كل القرارات التي أصدرها مجلس الأمن الدولي ضد السودان". اخبار السودان اليوم ويشير حمد "اخبار السودان اليوم" إلى "اكتفاء الصين بالامتناع عن التصويت عندما قرر مجلس الامن الدولي إحالة ملف الحرب الاهلية في إقليم دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية عام 2005 ". اخبار السودان اليوم وترتب على قرار مجلس الأمن، "اخبار السودان اليوم" إصدار المحكمه الجنائيه الدوليه مذكرتي توقيف بحق الرئيس البشير، بتهمه "ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانيه، وإباده جماعيه في العامين 2009 و2010". اخبار السودان اليوم وبسبب الملاحقه "اخبار السودان اليوم" الجنائيه، اقتصرت زيارات البشير الخارجيه في الأعوام الماضيه على دول عربيه وأفريقيه حليفه. اخبار السودان اليوم ومن القرارات التي يستدل "اخبار السودان اليوم" بها حمد أيضاً هي "عدم معارضه الصين لقرار مجلس الأمن الدولي عام 2007 نشر قوات حفظ سلام دوليه عوضاً عن القوات التابعه للاتحاد الأفريقي في إقليم دارفور، حيث يحارب الجيش 3 حركات مسلحه منذ 2003". اخبار السودان اليوم "اخبار السودان اليوم" ووقتها توسطت الصين لإقناع الخرطوم الرافضه للقوات الأمميه بالقبول بقوات مشتركه بين الأممالمتحده والاتحاد الأفريقي، نُشرت فعلياً مطلع العام 2008، ولا تزال الحكومه تتحفظ على وجودها بالإقليم. اخبار السودان اليوم وكانت "اخبار السودان اليوم" المره الوحيده التي استخدمت فيها الصين حق النقض (الفيتو) لصالح الخرطوم، عندما كان مجلس الأمن بصدد إصدار إدانه للسودان على خلفيه طرده لموظفين كبيرين يتبعان لبعثه الأممالمتحده، نهايه العام الماضي. اخبار السودان اليوم ومع تفاقم الأزمه "اخبار السودان اليوم" الاقتصاديه الناجمه عن فقدان عائدات النفط التي ذهبت لدوله جنوب السودان الوليده، نشطت حكومه الخرطوم زيارات مسؤولييها إلى بكين، وكان من أبرز نتائجها حصول الخرطوم على قرض صيني بقيمه 1. اخبار السودان اليوم "اخبار السودان اليوم" 5 مليار دولار، مطلع العام 2013، قال وزير المالية، علي محمود، حينها إن المبلغ سيستخدم "لسد عجز الميزانية، وتعزيز ميزان المدفوعات". اخبار السودان اليوم "اخبار السودان اليوم" وتُوجت هذه المساعي بزيارة الرئيس البشير إلى الصين مطلع الشهر الجاري، والتي استمرت 6 ايام، وقّع خلالها مع نظيره الصيني، على حزمة اتفاقيات ضمن وثيقة شراكة وصفها وزير الخارجية إبراهيم غندور، الذي رافق البشير، ضمن عدد من وزارئه بانها "استراتيجية". اخبار السودان اليوم وشملت الاتفاقيات منح الصين "اخبار السودان اليوم" حق استخراج النفط من حقول جديدة لمضاعفة إنتاج البلاد الحالي الذي يبلغ نحو 140الف برميل يومياً، علاوة على عقود لاستخراج الغاز الطبيعي. اخبار السودان اليوم ومن الاتفاقيات، تزويد "اخبار السودان اليوم" السودان على مدار ثلاث سنوات طائرتي "إيرباص"، وثلاث طائرات نقل داخلي، إلى جانب 9 بواخر، وقطارين، مع تشييد خط سكه حديد بطول ألف كيلو متر. اخبار السودان اليوم وبفعل العقوبات الامريكية، "اخبار السودان اليوم" تدهور قطاع النقل الجوي في السودان، وكذلك شبكة السكة الحديد التي تُعد من اطول الشبكات في افريقيا بطول يزيد عن 5 اآلاف كيلو متر. اخبار السودان اليوم "اخبار السودان اليوم" ومن مكاسب زياره البشير للصين، وفقاً لتصريحات مسؤوليين، تجاهل بكين لمطالبه واشنطن عدم استقباله على خلفيه ملاحقه المحكمه الجنائيه له، حيث كانت زياره الرجل هي الأبعد له منذ 2011. اخبار السودان اليوم "اخبار السودان اليوم" لكن استاذ العلوم السياسية حاج حمد، يرى ان هذه الاتفاقيات "لن تحدث تحولاً في الاقتصاد، لانه لم يطرا جديد على شكل التعاقدات، كما ان التركيز لا يزال قائماً على النفط". اخبار السودان اليوم "اخبار السودان اليوم" بينما يجزم الخبير الاقتصادي كبج بأن "تعزيز الشراكه مع الصين لن يكون حلا للأزمه الاقتصاديه التي تحتاج لحل سياسي يتمثل في تسويه النزاعات الداخليه وإصلاح العلاقات الخارجيه مع الدول الغربيه".