اخبار مصر يؤكد اللواء مدحت المنشاوى، مدير إدارة العمليات الخاصة بوزارة الداخلية، فى حواره ل«الوطن» أن ضباط العمليات الخاصة يتلقون تدريبات قوية، تجعلهم قادرين على اقتحام بؤر الإرهاب والإجرام فى المناطق الصحراوية والسكنية وتساعدهم على تحرى الحرص وضبط النفس فى التعامل مع المواطنين المسالمين، لتأمين حياتهم أثناء مطاردة المجرمين أو العناصر المسلحة، ويشير فى حديثه إلى دور قوات العمليات الخاصة بمشاركة القوات المسلحة فى شمال سيناء، مؤكداً على أن هناك نجاحات كبيرة تحققت فى حصار بؤر الإرهاب والعناصر المسلحة، وإلى نص الحوار. ■ ما معايير اختيار ضباط العمليات الخاصة؟ - نعتمد على عدة عوامل، أولها الرغبة الشخصية لدى الضابط حديث التخرج فى الانضمام إلى قوات الأمن المركزى وقطاع العمليات الخاصة، وشغفه وحبه فى خدمة بلده، وعزمه على تحمل الصعاب فى سبيل تكوينه البدنى والذهنى، ونبدأ فى اختيار الضباط حديثى التخرج فى شهر أغسطس من كل عام، مع التوزيع السنوى بعد ستة أسابيع تأهيلية، بعد تحديد العدد المختار من الضباط للانضمام إلى قطاع العمليات الخاصة، ينضمون إلى معهد تدريب العمليات الخاصة، ويخضعون لإعداد بدنى وذهنى وتكتيكى، ومن يخفق فى هذه التدريبات أو يتبين لنا عدم مطابقة قدراته لمهام العمليات الخاصة تعيد الوزارة توزيعه على قطاعات تناسب قدراته. ■ ما الفرق التدريبية التى يحصل عليها ضباط أو مجندو وأفراد قوات العمليات الخاصة؟ - نبدأ فى البرنامج التدريبى للمنضمين حديثا للقوات الخاصة بفرقة المهام الخاصة، وتكون خارج معهد تدريب العمليات الخاصة، فى إحدى المناطق الصحراوية، وهذه الفرقة تماثل الفرقة الأساسية فى الصاعقة، تكون مدتها 13 أسبوعا، تنقسم إلى عدة مراحل، منها التأهيل البدنى والنفسى والفنى والتكتيكى، والتدريب على الغطس والاقتحامات القتالية فى المدن الصحراوية والسكنية ومقاومة البؤر الإجرامية، بجانب كيفية استخدام الأسلحة المتعددة فى مواجهة الخارجين عن القانون، ويتعرض الضابط أو المجند أو الأفراد إلى عملية ضغط نفسى كبيرة، يكتسب خلالها روح التعايش فى الطبيعة القاسية. بجانب فرقة المهام الخاصة توجد عدة فرق أخرى، منها فرقة الطوبوغرافيا، وفرقة المفرقعات والشراك الخداعية، وفرقة أسلحة معاونة، وفرقة القبض والاقتحام، منها الفرقة الأساسية والفرقة المتقدمة. ■ بعد ثورة 25 يناير ظهر دور العمليات الخاصة فى العديد من الأحداث، وتجلى بعد انتفاضة 30 يونيو وسقوط الرئيس السابق محمد مرسى، رغم أن دورها أيام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك لم يتم إبرازه مثل الوقت الحالى؟ - العمليات الخاصة تمارس دورها منذ إنشاء الأمن المركزى فى عام 1969، لم يقتصر دورنا على الفترة بعد ثورة 25 يناير ولكن امتد لعشرات السنوات، لكننا كنا نعمل فى صمت، نقاوم الإرهاب قبل أن تصبح له تداعيات، ونواجه الخارجين على القانون وكان يسقط منا العشرات لكننا كنا نؤدى مهامنا فى صمت، وفى الفترة الأخيرة مع المستجدات التى طرأت على الشارع منذ سقوط الرئيس السابق مرسى، وظهور مناطق وبؤر إرهابية تنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، كان ذلك سببا رئيسيا فى تصدرنا كعمليات خاصة مع قطاعات قوات الشرطة المختلفة، وكان لا بد أن نتحمل مسئوليتنا الوطنية فى هذه الفترة العصيبة من تاريخ مصر، ونقدم شهداء فى سبيل حماية بلدنا من خطر العناصر الإرهابية، وبسبب ذلك بدأ يشعر بنا المواطن فى الشارع ويشاهد بعينه وجودنا فى الشارع لحماية أمنه. ■ عندما نتحدث عن دور قوات العمليات الخاصة فى سيناء، لا نغفل دور القوات المسلحة، فما طبيعة التعاون بين القوات المسلحة وقوات العمليات الخاصة فى مقاومة الإرهاب فى سيناء؟ - نشارك القوات المسلحة فى كل العمليات التى تقوم بها فى مقاومة الإرهاب فى شمال سيناء، وللقوات المسلحة دور وطنى مشرف ووطنى فى هذا الجزء الغالى من أرض الوطن منذ فترة طويلة، أنا شاركت كثيرا من العمليات فى سيناء منذ عامين مع اللواء أحمد وصفى، قائد الجيش الثانى الميدانى، وحققنا إنجازات كبيرة فى محاصرة عناصر إرهابية وخارجة عن القانون، وقمنا بالقبض عليها، وعلى مدار الشهور الماضية نخرج مع قوات الجيش فى نفس مركباتهم ومدرعاتهم، وحققت العمليات الخاصة استفادة كبيرة من الجيش، لأنه أكثر دراية بهذه المناطق الحدودية. ■ لماذا لا يعلن عن نتائج كافة العمليات التى تتم فى سيناء؟ - القوات المسلحة بمشاركة قوات الأمن المركزى والعمليات الخاصة تحقق نجاحاً كبيراً، كانت هناك مناطق يصعب دخولها، يملؤها الإرهاب، استطاعت قوات الجيش والشرطة أن تخترق هذه المناطق وتحاصر بؤر الإرهاب بداخلها، لكنها لا تعلن عن نتائج كل العمليات الناجحة لأبعاد أمنية، هدفها تضييق الخناق على بؤر الإرهاب، بجانب إرسال رسالة طمأنة للشارع المصرى، وأنا أجزم أن ما تعلنه القوات المسلحة أقل بكثير من النتائج التى نحققها على الأرض، وإن شاء الله سيأتى الوقت المناسب للإعلان عن ذلك من قبل القوات المسلحة. ■ البعض يصور أن قوات الأمن فى سيناء تتعرض للسكان المسالمين والآمنين.. ما رأيك؟ - هذا كلام غير صحيح على الإطلاق، أنا كنت موجودا فى مأمورية بسيناء، بدأت فى يوم 28 أغسطس وانتهت فى 18 سبتمبر فى الشهر الماضى، ولم أجد ما روجت له بعض التنظيمات الإرهابية بأن قوات الأمن تتعرض للسكان، وأنا أتابع يوميا مجريات الأحداث، أما بالنسبة للضباط والمجندين والأفراد فقد تم تدريبهم على كيفية الاقتحامات ومداهمة البؤر الإرهابية فى المناطق الصحراوية والسكنية، وهم على دراية أثناء التعامل بتأمين حياة المواطن، وهذا ما شاهده الناس فى عملية كرداسة، وهناك إجراءات متبعة أثناء مقاومة الإرهابيين فى سيناء وغيرها عندما تدخل القوات إلى المناطق السكنية، حيث نستخدم مكبرات الصوت ونطالب المواطنين بإخلاء المنازل المستهدفة، حتى نتمكن من القبض على العناصر الإرهابية المطلوبة، ورغم ذلك تصادفنا منازل تابعة للإرهابيين تكون مفخخة ونتعرض لمواجهات شديدة ونتمكن بفضل الله من السيطرة على الموقف. ضباط ينفذون عملية اقتحام ■ لو رجعنا بالزمن قليلا، هل كان الرئيس السابق محمد مرسى حريصا على إعلاء دور العمليات الخاصة وقوات الأمن المركزى؟ - الرئيس السابق محمد مرسى لم يكن يهمه رفع كفاءة الشرطة، وكان يريد أن يهيمن على كل مؤسسة فى البلد ويقوم بأخونتها، وكان يريد تنفيذ مخطط يعتمد على نصب فخ للوقيعة بين قوات الجيش والشرطة، سأروى واقعة كنت أحد أطرافها، قبل ثورة 30 يونيو حدثت مشكلة فى معسكرين للأمن المركزى، وكنت فى اجتماع مع اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، وبعض قيادات الوزارة، وفوجئنا بأيمن هدهد، مستشار «مرسى» الأمنى يأتى للاجتماع حاملاً رسالة من الرئيس السابق مرسى، يطلب تسليم معسكرات الأمن المركزى لقوات الجيش، فى وقتها رفض وزير الداخلية والحضور أجمعين هذا الطلب، واستشعرنا اتجاه مرسى لنصب خطة للوقيعة بين القوات المسلحة والشرطة، ومثل هذا المخطط كانت هناك مخططات أخرى لهدم مؤسسات الدولة العريقة، لكن الحمد لله كشفها الشعب المصرى، وثار ضدها. ■ متى ستتحرك الشرطة ضد بؤر الإجرام الأخرى؟ - ستعلن الوزارة فى الوقت المناسب، ونحن تحت الأمر فى أى وقت لمقاومة الإرهاب والعناصر الخارجة عن القانون. فض اعتصام رابعة واجهنا 500 عربة محترقة فى مداخل رابعة العدوية استُخدمت كمتاريس لإعاقة الدخول، بالإضافة إلى العمارات التى استخدمها عناصر إرهابية لقنص قوات الشرطة، ثم قاموا بحرق المداخل بما يعادل 5000 لتر بنزين، بالإضافة إلى انفجار ثلاث أسطوانات غاز لتعوق الدخول، لكن القوات الخاصة نجحت فى الدخول واستطاعت المواجهة، وكانت الخسائر أقل من المتوقع.