اخبار مصر قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الرئيس محمد مرسى استغل خطابه التليفزيونى أمس الأربعاء، للاعتراف بأنه ارتكب أخطاءً فى عامه الأول فى الحكم، إلا أنه زاد أيضا من رقعة الانقسام بين أنصاره الإسلاميين والمعارضة العلمانية خلال الحديث حينما ألقى باللوم على أعداء مصر الذين لم يحددهم فى تخريب النظام الديمقراطى، وحذر من أن حالة الاستقطاب السياسى فى البلاد تهدد بإغراقها فى حالة من الفوضى. ورأت الصحيفة أن مرسى فى خطابه الذى استمر أكثر من ساعتين ونصف، رفض أن يقدم تنازلات جادة للمعارضة، وأثنى على الجيش الذى يأمل الكثير من أعضاء المعارضة أن يسهل نقل السلطة فى الأسابيع القادمة. وفى الليلة التى أمل الكثيرون فيها أن يتبنى مرسى لهجة تصالحيه، انتقد الرئيس بدلا من ذلك معارضيه لفشلهم فى الانخراط فيما يتصور أنه حوار بناء، وقالت الجارديان إن مصر، بعد عام من انتخاب مرسى، منقسمة بشكل خطير بين أنصاره الإسلاميين والمعارضة العلمانية التى ترى أنه مستبد ويفتقر للكفاءة. ورصدت الصحيفة ردود الفعل بين المجتمعين فى ميدان التحرير أثناء خطاب مرسى، ونقلت عن أحدهم قوله إن "كنا نأمل تقديم تنازلات كبيرة، لكنه لم يقدم شيئا". ورأت الصحيفة أن الخطاب ربما ساعد على كسب هؤلاء الذين لم يقرروا ما إذا كانوا سينضمون للمظاهرات الحاشدة يوم الأحد. وعن اللغة التى استخدمها مرسى فى خطابه، قالت الصحيفة إن مرسى عادة ما يستخدم لغة الشارع، ويبدو فى بعض الأحيان متواضعا ومتدينا. ويقول ياسر الشيمى المحلل فى شئون الشرق الأوسط بمجموعة الأزمات الدولية إن مرسى تحدث بطريقة يمكن أن يتقبلها الكثير من المصريين. وأشار إلى أن الخطاب كان باللغة العامية، وبدا فيه "فلاحا" إلا أنه لم يقنع معارضيه من غير الإسلاميين. ويقول الشيمى إنه بينما كان مرسى يسعى لكسب الجيش، فإن الأخير الذى قام بنشر دباباته فى شوارع القاهرة، والذى تعد نواياه الآن موضوع نقاش واسع فى مصر، من غير المرجح أن يمنحه دعمه استنادا فقط على محتوى الخطاب. وأكد على أن الجيش يقوم باتخاذ قرارات إستراتيجية مبنية على ما يعتقد أنه المصلحة الوطنية.