الأميين من القرن 21 لا يكونون أولئك الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة ، ولكن أولئك الذين لا يستطيعون التعلم حسبما يقول الكاتب ألفين توفلر . تبنى هذا المفهوم وحوله إلى فكرة "علمني" ثلاثة شباب ياسمين وعمر ومحمد ، لإيمانهم أن كل طفل من حقه أن يتعلم دون أن يمنعه من هذا الحق أن يكون فقيرا. وكانت المهمة الرئيسة لهم أن يساهموا في إعادة الأطفال المتسربين من التعليم إلى مدارسهم وذلك بعيدا عن ضعف مستوى هذه المدارس التي يخرج منها الطفل لا يعرف القراءة والكتابة وأن ذلك نجاح بالنسبة لهم . ومع توسع الأمر قرروا أن يؤسسوا جمعيهم خيرية بمنطقة "الطالبية" بالجيزة لمساعدة هذا النوع من الأطفال لدفع الرسوم الدراسية بالمدارس العامة وشراء جميع الأدوات اللازمة، على أن يتعلموا ويحيوا حياة كريمة ويكون لهم مستقبل أحسن مما هم عليه . الشباب المشاركون يقولون " نحن نعتقد في الأحلام، و نعتقد أن بوسعنا أن نتعلم كيفية تزويد الأطفال - والأشخاص الذين يعملون معهم - وهو التعليم الذي يسمح للإنسانية أن تزدهر، وأن التعليم الذي من شأنه أن يحقق الشعب الذين يسعون إلى ما يريدون حقا. وأضافوا أنهم اكتشفوا بعد فترة أن إعادة هؤلاء الأطفال إلى المدارس ليس هو الحل النهائي للمشكلة. ويعتقد أصحاب الفكرة أن التغيير لن يأتي من قبل جمعية خيرية والدعم المالي المباشر وإنما من خلال تمكين ورعاية المواهب في مجتمعنا لخلق جيل من القادة من شأنها أن تؤدي في المستقبل . أحمد ابراهيم الذي التقيته في الجمعية قال كنت شاركت في فيها عندما قابلني صديقي في مطعم الزمالك، الذي قال لي عن مبادرته التي تأسست فشعرت بإطراء لرؤية التعاون بين فريق "علمني" ودعم وتمكين الأطفال المحرومين ماليا في الحلم وتحويل حياتهم من خلال التعليم ، وبناء الشخصية الفنون الإبداعية.
نورا جلال عضوة فريق "علمني" قالت إنه يوجد لدينا هناك 9 فرق من الأطفال التقينا بعضهم الذين يحاولون أن يتعلموا صناعة بعض الأشياء وتقوم الجمعية بتنظيم معارض لبيعها وتكون هذه الأموال ليتعلم هؤلاء الأطفال بعض المهارات الإضافية .
محمد رمضان "فريق علمني" قال إن المشروع بدأ منذ سنتين ونصف -يونيو 2010 - وتطور كثيرا، ونهدف إلى أن نجعل الأطفال يفكرون في الأشياء التي يحلمون بها، ويرغبون في تعلم الأشياء الكثيرة كتعلم الخيل ،السباحة ، الدفاع عن النفس ، اللغات. وأضاف " لو أخذت إنسان وعودته منذ صغره على الأشياء التي يحبها سيصبح إنسان يعرف ما يريده ، ويعرف كيف يصل إلى ذلك الهدف ". وأكدت ياسمين هلال – 26 عاما أحد مؤسسي الفكرة إننا ننظم فعاليات التعلم في "فاجنون"- أحد الحدائق العامة-، بهدف غرس قيم داخل هؤلاء الأطفال ونشر المبادئ لتصبح متوازنة وفعالة وأن أحدث ما نطمح إليه جعل الأطفال يصبحون أكثر نشاطا للتغلب على التحديات والحواجز التي تحيط بهم ، فضلا عن الظروف المعيشية الرهيبة. واختتمت ياسمين أن هذه الأنشطة نحاول من خلالها أن نجعل عقولهم وقلوبهم حرة في الحلم والشجاعة، وأن يتعلم الأطفال فيها كيفية التخطيط لوقتهم بفعالية وتحقيق التوازن بين الدراسة وخدمة الآخرين واللعب.