لأنها تقع فى منطقة إسطبل عنتر، وطلابها من المتسربين من التعليم فهى مختلفة، اسمها مدرسة «المجتمع» وأقامتها إحدى الجمعيات التنموية فى المنطقة بهدف محاربة ظاهرة أطفال الشوارع وتعليم المتسربين من التعليم. الورقة والقلم ليسا كل شىء بالنسبة لطلبة مدرسة «المجتمع» فى اسطبل عنتر، فالنول وأدواته من أهم محتويات شنطة المدرسة إذا وجدت.. لأنها ليست مجرد مدرسة فهى مدرسة ومصنع على حد قول هدى السيد، مدرسة «محو أمية الأطفال»: «الطالب يدرس الصبح وبعد الظهر يروح المصنع والعكس، أهو منه بيتعلموا قراءة وكتابة ومنه بيتعلموا حرفة». ولأنها مدرسة ومصنع يأتى الفرق الثانى بينها وبين أى مدرسة أخرى، فإذا كان الطالب فى المدرسة العادية يدفع مصروفات، فطلاب هذه المدرسة يحصلون على راتب أسبوعى قدره 20 جنيهاً، منهم من يعطيه لوالديه ومنهم من يدفع ديونهما، ومنهم من يستثمره فى جمعية مع «أبلة هدى»، لذلك فالضرب والتذنيب ليسا أقوى من عقاب آخر تنفرد به المدرسة وهو الخصم من الراتب. هايدى، طالبة الصف الأول الابتدائى، قالت: «أنا بتعلم هنا حاجات حلوة.. ماسبش ومشتمش شتايم وحشة وبعرف أعمل سجاد كمان ع النول». وقال عمر نبوى، الإخصائى الاجتماعى فى المدرسة: «الطالب هنا يتعلم مهارات حياتية لأن احتياجاته مختلفة، وبالتالى نهتم بتعليمهم النظافة الشخصية وطريقة الأكل والشرب، وكل ما يؤهلهم للحياة بصورة إنسانية أفضل». شكليات أخرى كانت لابد أن تتوفر فى مدرسة «المجتمع» باعتبارها مدرسة، منها الزى المدرسى وطابور الصباح والتغذية، إلا أنها اختلفت أيضاً فى هذه الأشياء عن أى مدرسة أخرى، فالزى يتم تصنيعه فى مشغل خاص بالمدرسة يضاف إليه بعض الزيادات من الطالب مثل استبدال البنطلون الرسمى ببنطلون بيجامة وحجاب البنات بإيشاربات ملونة مربوطة من الخلف، أما طابور الصباح فيشمل حديثاً وآية قرآنية وحكمة وحالة الطقس وتحية العلم، إلا أنه يقام فى الشارع، وأكدت المسؤولة عنه أن: «أهل الحتة بيتلموا على الطابور الصبح علشان يتفرجوا عليه لأنه بالنسبة لهم شىء غريب».