من الثامنة صباحا، فى ذلك الشارع المتواضع باسطبل عنتر يتوافد الصغار على أبواب مدرستهم الصغيرة التى لا يميزها سوى بعض الرسومات على جدرانها، بألوانها الزاهية. مدرسة خطوات أسستها جمعية تواصل الخيرية وتستهدف الأطفال من سن 6 إلى 14 سنة، لتعليمهم مهنيا وأكاديميا، سواء كانوا أطفالا متسربين من التعليم أو لم يدخلوا مدارس أصلا. وبمناسبة انتهاء عامها الدراسى الأول، احتفلت خطوات بأطفالها الذين انتقلوا إلى الصفين الثانى والثالث الابتدائى «إلى جانب التعليم، بنحاول نغرس القيم والأخلاق، إحنا بنعلمهم حياة» تقولها أمل الجوجرى مدير المدرسة. «مكنتش أعرف أكتب اسمى، دلوقتى بقرأ قصص، هنا بتعلم واشتغل واخد فلوس» تقولها وردة إحدى تلميذات المدرسة ذات 14 عاما. إلى جانب التعليم أتقنت وردة صناعة السجاد، ووصلت لدرجة اسطى تعلم زملاءها، وتأخذ مقابل عملها 45 جنيها أسبوعيا. تخصص المدرسة ثلاثة أيام للتعليم العادى وثلاثة للمهنى، وفى كل الأحوال ينتهى اليوم الدراسى فعليا فى الواحدة ظهرا يعقبه ساعة للغداء، ومن الثانية إلى الرابعة تمارس وردة الأنشطة التى تهواها من رسم وتلوين وصلصال وموسيقى ومسرح «بقيت أمثل كمان، أنا وأصحابى ألفنا ومثلنا مسرحية لخيال الظل». «قبل ما الطفل يكتب حرف الألف، بيكون رسمه وشكله بالصلصال وعرف عنه حدوتة «تعتبر ميس زيزى هذه الطريقة هى المفتاح السحرى الذى يسهل مهمتها الصعبة فى تعليم الأطفال، وبعيدا عن خطة الوزارة تعتمد طريقة التدريس فى المدرسة على الربط بين المناهج المختلفة». «لو كان درس القراءة عن أصوات الحيوانات، نعلمهم يعدون بأشكال الحيوانات، وتكون القصص اللى بيقرؤها فى المكتبة عن الحيوانات برضة، وكذلك العاب الكمبيوتر». فاروس القابضة للمستندات المالية هى أول ممول للمدرسة وتطوع بعض موظفيها فى دهان وتنظيف شارع المدرسة باسطبل عنتر. وفى «خطوات» لا يزيد عدد الطلاب فى الفصل على عشرين». وعشان التواصل يستمر، مفيش أجازة صيفية». من شهر يونية إلى سبتمبر فترة تحضيرية يتم فيها تأهيل الطفل نفسيا واجتماعيا ليتأقلم مع نظام المدرسة، وخلالها أيضا يتم إعطاء المدرسين دورات تدريبية. «حتى الآن لم نحصل على ترخيص لتكون «خطوات» مدرسة رسمية من مدارس الفصل الواحد» وتؤكد مديرة المدرسة أن هذه المشكلة ظهرت عندما ترك بعض الأهالى المنطقة، ولم تستطع المدرسة منح أطفالهم شهادة رسمية تثبت اجتيازهم للصفوف الدراسية، «حتى يستطيعوا الالتحاق بمدرسة حكومية عادية وضاعت عليهم السنة». المدرسة حاليا تعمل وفق ترخيص بكونها مدرسة لأطفال شوارع. «دول أولاد ناس، أقول عليهم أولاد شوارع، وهذا النوع من المدارس يعطى شهادة محو أمية، واحنا عايزين نعلمهم بجد».