01/02/2012 12:56:22 م فريدة عبدالستار سيدتي أنا فتاة جميلة وعلي درجة عالية من العلم والثقافة وأسرتي من الأسر المرموقة في المجتمع وعلي درجة عالية جدا، من الثراء ولكن .. ستندهشين ياسيدتي حينما أقول لكي أن كل هذه المؤهلات الإجتماعية هي سبب تعاستي في الحياة. وكم أنا تعيسة ياسيدتي..لاأستطيع أن أصف لكي مشاعري الحزينة المكسورة. فمنذ أن كنت طفلة صغيرة وحتي أنهيت دراستي الجامعية لم يحبني أحد لشخصي فالناس كلها تتودد لطفلة فلان،والناس كلها في يوم مولدي تشتري هدية لطفلة فلان التي لايعرفونها،وحتي أهل زملائي في المدرسة كانوا يجبرون أبناؤهم علي صداقة إبنة فلان،ولاسيما وأنني الفتاة الوحيدة لوالدي ووالدتي التي جاءت لهم بعد معاناة طويلة وبعد طول إنتظار. بإختصار ياسيدتي لاأحد يعرف عن الإنسانة التي بداخلي شيء،ولاأحد يقول لي الحقيقة في أي شيء فالكل يبتسم في وجهي ويحولون كل عيوبي إلي مزايا. هكذا عشت إلي أن قابلته.. زميلي بالجامعة،كان طالباً مجتهداً،هو الأول علي دفعتنا،صريح،تلقائي،طيب،صادق وقعت في غرامه منذ اللحظة الأولي،لاأعرف كيف ولا أعرف متي أحببنا بعضنا البعض كل هذا الحب،بل المشاعر التي بيننا أقوي من الحب!. لم يسألني يوما من أنت،ولا من هم أهلك،كان يتعامل معي كما لو كنت مثله،لم يعرف شيء عن حياتي وقد أحببت حياته البسيطة،طلبت من السائق ألا ينتظرني بالسيارة. وتعلمت معه الجلوس علي الرصيف وتناول سندوتشات الفول والطعمية ولأول مرة في حياتي ركبت الأوتوبيس وجلست في حديقة عامة بدلا من النادي العريق الذي أذهب إليه. سألته عن مهنة والده فأجاب بتلقائية أن والده كان حارس عقار،وأنه بعد وفاته أصبح هو يعمل مكانه وأنه وأخوته الصغار يحرسون نفس العقار. وطوال هذه الفترة وكل يوم عريس وأنا غير مهتمة ولاأريد مقابلة أحد!. وبالأمس ياسيدتي تحدثت والدتي بكل وضوح " إبتعدي عن هذا الفتي فهذا أفضل لكي وله". سيدتي.. أنا أحبه،ولن أبتعد عنه ولو كلفني هذا عمري،وفي الوقت نفسه أخاف عليه من أهلي ماذا أفعل؟. عزيزتي صاحبة الروح الطاهرة والقلب الطيب،إسمحي لي أن أحيي موقفك الرافض للزيف الإجتماعي .. أنصحك أن لاتتخلي عن هذا الفتي المكافح الشريف،فكما إتضح لي من رسالتك أنه متفوق وهو رجل بحق لأنه مسئول عن أسرته بعد وفاة والده،وهو حقيقي لأنه لم يخدعك ولايعرف شيئا عن عائلتك وهو لايريد منهم شيء. ولهذا أقول لك حاولي في الوقت نفسه أن تقدري موقف والدك ووالدتك وخوفهم عليك،وحاولي أن تتعاملي معهم برقة شديدة،وفي نفس الوقت إجتهدي في دراستك حتي تستطيعي أن تكوني شخصية مستقلة وتعملي بدون واسطة من أهلك وبعيدا عنهم. في الوقت نفسك قفي بجوار حبيبك وساعديه علي أن يطور نفسه إجتماعيا وليس هذا عيبا لأن الحياة كفاح ومن الطبيعي أن تكوني عامل دفع له للأمام. وحاولي قدر المستطاع ألا تصطدمي بأهلك الآن بحجة أنك مازلت صغيرة علي الزواج ،وتأكدي أنهم في النهاية سيرضخون لإرادتك فأنتي إبنتهم الوحيدة وحبهم لك لن يستطيعوا أن يقاوموه مهما حدث. المهم الآن أن تجتهدي أنتي وحبيبك قدر المستطاع، وأدعو الله أن يقف إلي جانبكما ويتوج حبكما بالزواج.