أنا فتاة أبلغ من العمر 91 عاما، علي قدر كبير من الجمال.. أنا كأية فتاة أحلم وأحب، وهذه هي طبيعة البشر لكنني قد أكون تماديت في الحب، وجرفتني المشاعر في هذه السن الي الوقوع في الخطأ، ليس خطأ كبيرا لكنه سبب لي الكثير من الحرج وعدم الثقة من جانب أسرتي. لن أطيل عليك سيدتي، لقد تعرفت علي شاب يعيش بنفس منطقتي ومنذ زمن نتقابل ونتوعد نبادل الحديث سويا، إلي أنني وجدت نفسي أنجذب اليه بشدة وهو كذلك، ولا يمر يوم دون أنا أراه ويراني للاطمئنان. كنت أتمني الوقوع في الحب، لكن عندما وقعت فيه أفرطت فيه كثيرا، وأصبح الحب كل حياتي، تسألين: أين هي المشكلة إذن؟ بعد أن صارحني بحبه وأنه سوف يفعل المستحيل من أجل ان يتزوجني، بدأنا نرسم ملامح حياتنا، وماذا سنفعل في المستقبل كي نكون سويا، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. في يوم كنا نتحدث سويا.. كان يمطر علي كلمات الحب التي لا استطيع ان أقاومها، وفي لحظة دون أن أشعر وجدت نفسي بين أحضانه.. لحظة ممزوجة بمشاعر الحنين والحب، لكن فجأة أتت أمي وشاهدتني بين أحضان حبيبي، كنت أتمني ان تنشق الارض وتبتلعني. لست مضطرة لاذكر كيف كان رد فعل أمي، وحقيقة مهما كان رد الفعل هذا قويا فإنه لا يساوي شيئا أمام نظرتي لنفسي التي تغيرت للأبد. لا أنكر أنني أخطأت، لكن هل لهذا الخطأ أن يلازمني طيلة حياتي محولا إياها الي كابوس يطاردني حتي في اليقظة؟ مازلت في سن يصعب علي أي فتاة ان تمر به دون الوقوع في قصة حب، وها أنا الآن أدفع فاتورةحبي من نظرتي الي ذاتي تحولت حياتي الي عذاب وأصبحت في نظر أمي لا شيء، تمنع خروجي من المنزل لأي سبب حتي لو كنت أريد ان اشتري شيئا، تقول لي أرسلي أختك رغم انها اصغر مني. ورغم أن هذا الامر مرت عليه السنون فإنني مازلت الفتاة التي لا يثق فيها الاهل، رغم ان علاقتي بهذا الشاب انقطعت لأنه لا يريد ان يسبب لي المتاعب. حياتي اصبحت بلا معني ولا جدوي، ولم أتمكن حتي الآن من تصحيح الامور مع والدتي، حاولت أن أخبرها مرارا أنها كانت نزوة عاطفية قد تتعرض لها أية فتاة وتنجرف اليها دون ان تشعر. بالله عليك سيدتي.. ارشديني الي طريق ألتمس فيه ثقة أهلي بي وثقتي بنفسي، وأصلح الماضي الذي اصبح يطاردني في كل وقت.. ماذا أفعل؟ المعذبة م. س الكاتبة: عزيزتي »م« أعرف كم هو مؤلم أن تكون الفتاة في هذا الموقف.فأنت متهمة في نظر أمك، أو علي الاقل مخطئة، ولم تعودي في موضع ثقة بالنسبة لها.وهذا ما يؤلمك. أنا أقدر مشاعر المراهقين، والشباب في مثل سنك، وأعرف ان الإندفاع في المشاعر قد يؤدي الي تصرفات خاطئة مثل التي انجرفت اليها ذات يوم مع ذلك الشاب، ولأنك انسانة تحاسبين نفسك، وتحرصين علي أن تكوني في أفضل صورة أمام نفسك أولا، ثم أمام الآخرين وبالذات أمك فأنت الآن تعانين من تشويه الصورة أو تدميرها في نظر أقرب الناس اليك: أمك. لذلك أرجو الاتحزني،وأن تستفيدي من أخطائك السابقة حتي لاتندفعي مرة أخري وراء عواطفك دون فرامل العقل. أما عن استرداد ثقة والدتك فهذا يتطلب صبرا، وجهدا منك لتثبتي لها أنك كبرت، ونضجت بما فيه الكفاية لتعرفي ان ما فعلته كان خطأ فادحا. وأن هذا صدر من طفلة لم تكن تعي ما تفعل. إن هذا الامر يتطلب منك أن تقتربي من أمك اكثر، وأن تقيمي جسرا من الود والصدق بينك وبينها. وعندئذ سوف تصدقك، وتأمن لك. وكذلك عندما تراك ملتزمة في حياتك سواء في انشغالك بمذاكرتك أو التزامك بالصلاة. والتمسك بالدين وتعاليم هذا كله سوف يجعلها أكثر راحة، واطمئنانا لك، حاولي أن تكوني الصورة التي تحبي أن ترينها لنفسك اولا. وعندها سوف تكوني الصورة التي يحبها الآخرون.