وجه رئيس وزراء مصر الأسبق والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية الفريق أحمد شفيق كلمة مسجلة للمصريين ليعلق فيها على الأحداث الراهنة . وقال في كلمته: "تواجه مصر في هذه المرحلة لحظات عصيبة وكاشفة ، عصيبة حيث أنها تضع آمال الشعب المصري في التغيير والتطوير والإصلاح على مقصلة الإهدار التي ستعود بمصرنا ليس إلى ما قبل ثورة 25 يناير ، بل إلى عصور ما قبل الديمقراطية والمؤسسات ، وهي لحظة كاشفة حيث تأكد أننا لسنا في طريق توفيق العيش ولا تحقيق الحرية ولا العدالة تلك الأهداف السامية التي سعى إليها شعب مصر وبذل الغالي والنفيس من أجلها" . وتابع شفيق: "لقد أثبت ما مررنا وما نمر به بما لا يدع مجال للشك أن الصراع الحالي في مصر هو صراع قائم بين كافة طوائف الشعب من جانب وفى جانب آخر يقف فصيل متخيلًا أنه قادرًا على فرض سطوته وبطشه" . وأضاف: "من المستحيل أن يخضع الشعب لفصيل أيا ما كان ومن المستحيل أن يرهن الشعب مصيره لرغبات جماعة تعمل من أجل مصلحتها لا من أجل مصلحة البلد ، لقد إنتهى زمن المماليك وسوف ينتهى زمن الباطشين الذين يفرضون على المصريين رغباتهم وقد إعتقدوا أن مصر قد دانت لهم وأصبحت ضيعة لأطماعهم ". وإنتقد شفيق فى كلمته التعدي على القضاء قائلًا: "بني بلدي من كل الفئات والتيارات لقد وقع تعديًا سافرًا على القانون وعلى إستقلال القضاء ، وبغض النظر عن محاولات لاهثة سعت إلى لملمة التدهور، الذي تسبب فيه قرار صدر بالتأكيد، لإجبار النائب العام على ترك موقعه، فإن هذه الأزمة إنما مثلت طغيانًا لسلطة فردية، تريد لنفسها أن تكون فوق كل المصريين، وتؤكد أن النظام المنتخب قد أخل بتعهداته مع الناخبين، في أن يحمي التوازن بين السلطات ، وأن العملية الإنتخابية، التي أتت بهذا النظام، إنما توَظِفُ نتائجها من أجل إختلاق ديكتاتورية جديدة، تكتم أنفاس الشعب، وتهدر سلطاته، وتأخون مؤسساته " . وعن فترة حكم الرئيس مرسي قال: لقد تبين المصريون، وسريعًا، إنقلاب الحكم على تعهداته، وفشله في أن يُلبي أدنى الإحتياجات، وعجزه عن تحقيق ما سُمى بوعود المائة يوم، وتضخم الكارثة، التي تُقاد إليها البلد، عبر الإستدانات المتكررة ، يُدرك المصريون أننا مهددون بمواجهة مخاطر الإفلاس، والتي تحاول الحكومة الهرب منها، بمزيد من إجراءات الجباية، على مختلف فئات المجتمع، في الوقت الذي ينفد فيه إحتياطينا الإستراتيجي يومًا تلو الآخر . كما إنتقد فى كلمته عمليات الإبتزاز المنظمة لمختلف الفئات، وتصفية الحسابات مع كل صاحب رأي مختلف والترويج السافر لإصدار قوانين إستثنائية والتعدى على حرية التظاهر والتعبير ومحاولات قمع المعارضة بالعنف والإرهاب للمواطنين على حد وصفه. وأشار إلى أن المجتمع أدرك الآن من هو الفصيل الذى كان وراء أحداث العنف والتعدى على المواطنين والمبانى الحكومية والسفارات الأجنبية خلال الفترة الماضية فى تلميح واضح إلى جماعة الإخوان المسلمين . وإختتم شفيق كلمته للشعب المصرى قائلا: إن مصر تمر بأكثر مراحل تاريخها حرجًا وخطورة وهي مرحلة مصيرية، فإما توحدت كل فئاتها، في مواجهة أي خروج على إرادتها، توحدًا يساند السلطة القضائية، توحد يرفض أي دستور لا يحقق التوافق الكامل المجتمعي، توحدًا يلفظ تمامًا جمعية تأسيسية لا تمثل تمثيلًا دقيقًا ومقبولًا كل توجهات المصريين، توحدًا يمنع الديكتاتورية من أن تتوغل وتهيمن على شعب مصر، وهو ما سوف نناضل ضده جميعًا، ومعًا بالتأكيد . بسم الله الرحمن الرحيم وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ صدق الله العظيم.