قبل شهرين.. وعندما كان نائب الرئيس الأمريكى «دى فانس» فى زيارة إسرائيل، فاجأه نتنياهو بإعطاء موافقته على تمرير «الكنيست» الإسرائيلى للقراءة الأولى لمشروع قانون بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية. نائب الرئيس الأمريكى اعتبر الأمر «إهانة شخصية» له «وغباء سياسيًا» من حكام إسرائيل، وأعلنت الإدارة الأمريكية على الفور أن الضفة لن يتم ضمها لإسرائيل. واضطر مجرم الحرب نتنياهو للتراجع ووضع مشروع القانون فى «ثلاجة الإرهاب» التى تضم كل أدوات الحرب الدائمة ضد أى سلام عادل يجهض أوهام إسرائيل فى اغتيال الحقوق المشروعة لشعب فلسطين. بالأمس وبينما كانت الجهود تتواصل من أجل استكمال اتفاق غزة واحتواء الموقف المشتعل فى الضفة الغربية.. يقوم المجلس الوزارى المصغر فى إسرائيل بالتصديق على خطة لإضافة 19 مستوطنة جديدة فى إطار المساعى المستمرة لفرض الأمر الواقع والهيمنة على المزيد من أراضى الضفة، ويعلن الوزير المسئول وهو الإرهابى سيموتريتش بكل بجاحة أنهم أضافوا خلال ثلاث سنوات من حكم زعماء عصابات الإرهاب 69 مستوطنة جديدة، ويضيف متفاخراً بالجريمة الجديدة «نحن نوقف قيام دولة فلسطين على الأرض» وأن هذه هى «الصهيونية البسيطة والصحيحة والأخلاقية» كما يراها الإرهاب الإسرائيلى!! يحدث ذلك فى انتهاك صارخ لكل القوانين والقرارات الدولية، وفى «إهانة» جديدة لكل جهود السلام التى تبذل، ومع تصعيد إجرامى للإرهاب الإسرائيلى ضد الفلسطينيين وتدمير للمساكن وإحراق للمخيمات فى الضفة وعربدة من قطعان المستوطنين فى حماية الأمن الإسرائيلى ورعاية حكومة الإرهاب. قبل شهرين أوقفت أمريكا لعبة نتنياهو المكشوفة بشأن القانون الخاص بضم الضفة. لكن ذلك لا يعنى السماح بابتلاع الأرض قطعة قطعة وفرض الأمر الواقع على الفلسطينيين والعالم والسكوت على جرائم إسرائيل لا يعنى إلا انفجار الموقف وتهديد الأمن والسلام فى المنطقة كلها. ما يفعله نتنياهو وحكومته يؤكد أنه لا سبيل للفصل بين غزة والضفة والقدس المحتلة، ولا مهرب من حل الدولتين الذى يؤكد وحدة الأراضى الفلسطينية فى حدودها المقررة بالشرعية الدولية. الخطوة العاجلة المطلوبة الآن هى تطبيق قرارات مجلس الأمن وأحكام محكمة العدل الدولية التى تجرم الاستيطان وتحمل دولة الاحتلال المسئولية وتلزمها بإزالة كل هذه المستوطنات التى لا شرعية لوجودها ولا مكان لها على أرض فلسطين. «الإهانة» الإسرائيلية هذه المرة هى للمجتمع الدولى كله، والرد الرادع من الشرعية الدولية وحده هو الذى يوقف الإرهاب الإسرائيلى قبل أن ينسف كل أمل فى سلام مازال ممكنًا رغم كل التحديات.