فى الوقت الذى كانت فيه القمة العربية - الإسلامية تضع العالم أمام مسئولياته، وتؤكد أن الصمت الدولي على جرائم إسرائيل لا يمكن أن يستمر وأن السلام لن يتحقق إلا بدولة فلسطينية على حدودها المشروعة وعاصمتها القدس.. كانت إسرائيل - على الطرف الآخر - تمضى فى جرائمها لتؤكد كل المخاطر التى أشارت إليها الدول العربية والإسلامية وتكشف عن مخططاتها لإعادة احتلال غزة، وعن استمرار حربها العدوانية على لبنان، ثم - وهذا هو الأخطر - تعلن على لسان وزير مسئول أن الوقت قد حان لفرض السيادة الإسرائيلية فى الضفة الغربية، وأن العام القادم هو الوقت المناسب لذلك مع عودة الرئيس ترامب للبيت الأبيض!! الضفة الغربية «ومعها القدسالمحتلة» هى الهدف الرئيسى للتوسع الصهيونى. والوزير سيموتريتش ليس فقط وزيراً للمالية - ولكنه أيضاً الوزير المسئول عن الاستيطان فى الضفة والقدس وعمليات الاستيطان تتوسع بصورة غير مسبوقة ومعها يزداد الإرهاب الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وتصادر الأراضى الفلسطينية لبناء المستعمرات الصهيونية. ومع ذلك يبقى الاستيطان الصهيونى مفتقداً لأى شرعية قانونية، وتبقى الضفة أرضاً فلسطينية وجزءاً لا يتجزأ من دولة فلسطين التى اعترفت بها معظم دول العالم، ولا يمنع قيامها إلا إرهاب إسرائيل ودعم أمريكا!! حديث الوزير الإرهابى «سيموتريتش» عن إعلان السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة، يترافق مع تصريحات إرهابى آخر «مستجد!!» هو وزير الخارجية «ساعر» بأن الحديث عن دولة فلسطين هو أمر «غير واقعى» ويتفق مع تأكيدات عديدة من نتنياهو بأنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية على الإطلاق. الخطورة هنا تزداد مع تأكيد الإرهابى سيموتريتش أن الأمر جاد، وأنه بالفعل قد أمر بإعداد البنية الأساسية اللازمة لضم المستوطنات فى الضفة، ثم تأكيده أيضاً على أن إسرائيل كانت على وشك القيام بهذه الخطوة فى ولاية «ترامب» الأولى، وأن الوقت الآن قد حان مع عودة ترامب لحكم أمريكا!! العالم كله يسعى لإيقاف جرائم إسرائيل المروعة فى غزةولبنان، بينما إسرائيل تستعد لتفجير أكبر وأخطر فى الضفة والقدسالمحتلة لتقطع الطريق على قيام دولة فلسطين التى يدرك العالم كله أنه لا أمن ولا سلام فى المنطقة إلا بقيامها على كامل أرض الضفة وغزة ومع عاصمة هى القدس. كل رهان آخر هو رهان خاسر، وستدفع إسرائيل «ومن يدعمونها!!» ثمنه الفادح. نهاية الاحتلال حتمية، ولا أحد - مهما كان قدره!! - يمكن أن يمنحه الشرعية أو يتنازل له عن حقوق الآخرين.. أو أوطانهم!!