المستوطنات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية الحتلة تشكل عقبة كبري أمام أية تسوية سلمية فإسرائيل منهمكة في بناء المستوطنات وتوسيعها علي حساب الأراضي المحتلة ويشكل بناء المستوطنات بهذه الطريقة فرض أمر واقع يستحيل معه قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة. إسرائيل تدفع الأمورفي اتجاه فرض أمر واقع يمزق الأراضي الفلسطينية من ناحية ويحول دون عودة المزيد من اللاجئين من خارج فلسطين، إسرائيل تريد أن ينتهي أمر اللاجئين بتوطينهم في البلاد التي تستضيفهم. الاستيطان من الناحية القانونية مرفوض دوليا.. وإسرائيل بصفتها دولة احتلال المفروض ألا تستولي علي الأراضي المحتلة وتضمها إلي أراضيها بما في ذلك القدسالشرقيةالمحتلة في حرب يونيو 67. الولاياتالمتحدة خلال الفترة الماضية لم تقبل مطلقا باستيطان إسرائيليين في الأراضي المحتلة والقانون الدولي لا يجيز ذلك، ولذلك تؤجل الإدارات الأمريكية المتعاقبة نقل سفارة الولاياتالمتحدة إلي القدس لسببين أولهما احترام القانون الدولي وهذا هو السبب الأقل أهمية أما السبب الأكثر أهمية فهو مراعاة مشاعر المسلمين ومحاولة لتجنب مواجهة مباشرة وصريحةحول هذا الموضوع. خلال السنوات الثماني الماضية تواطأت إدارة الرئيس السابق بوش مع إسرائيل وغضت الطرف عن التوسع في الاستيطان بالأراضي المحتلة وأشيع أن هناك اتفاقاً جري بين بوش وشارون رئيس الوزراء الاسبق في إسرائيل باطلاق يد إسرائيل في الاستيطان وهو الأمر الذي تنفيه هيلاري كلينتون وزير الخارجية الأمريكي، وتصر عليه إسرائيل. موقف الرئيس أوباما المعلن باصرار والذي يطالب بتجميد بناء المستوطنات يعتبر موقفا مبدئيا مقبولا من الرئيس الأمريكي، وبالتحديد الاصرار علي مواجهة إسرائيل بهذا الطلب علنا وفي كل مناسبة. بعض المراقبين في مصر والعالم العربي لا يعجبهم موقف أوباما ويقولون إن تجميد الاستيطان ليس مطلبا جديدا علي الإدارة الأمريكية، ولكنهم يطالبون أمريكا بالضغط علي إسرائيل لازالة المستوطنات باعتبارها غير مشروعة في الأراضي المحتلة. الواقع أن تجميد المستوطنات في حد ذاته خطوة تفيد عند بدء المفاوضات وتشجع عليها ولكن مصير المستوطنات مسألة أخري تتحدد وفق ما يتفق عليه المتفاوضون في ضوء القانون والشرعية الدولية. إسرائيل لن تسلم المستوطنات بسهولة..ولكنها ستخوض صراعا مريرا من أجل المستوطنات في الضفة الغربية ومن أجل عدم عودة اللاجئين إلي داخل الخط الأخضر ومن أجل استمرار سيادتها علي القدس الموحدة. لا يتصور أحد أن هذه المفاوضات ستكون سهلة.. ولكن هناك مقترحات وحلولا وبدائل لها حول هذه القضايا ستكون تحت نظر المتفاوضين إذا قرروا بجدية حل المشكلات. ويبقي الموقف الأمريكي الجديد محل رهان بين المتطلعين إلي تحقيق سلام وبين المتشائمين من كثرة الوعود التي تلاشت مع الوقت.