فى نفس الجلسة التى أقرت فيها الحكومة الإسرائيلية مضطرة الاتفاق على وقف القتال فى غزة، كانت الموافقة على إعلان الحرب فى الضفة الغربية.. أو ما أسمته إدخال الضفة بين أهداف الحرب!.. كان ذلك شرطًا لبقاء الحكومة من جانب سيموتريتش ومجموعة الوزراء الأكثر تطرفًا، لكنه أيضاً كان يتوافق مع السياسات الأساسية لنتنياهو الذى لم يتأخر فى التنفيذ إلا انتظارًا لاحتفالات تنصيب ترامب وانتظارًا لأول قراراته بشأن إسرائيل وهو إلغاء العقوبات التى كان بايدن قد وقعها على عدد من المستوطنين فى الضفة لارتكابهم جرائم إرهابية فى حق الفلسطينيين!. أول أمس بدأ الهجوم الواسع على الضفة الغربية، وكان الهدف الأول هو قلعة المقاومة فى «جنين»، لكن العملية - كما تؤكد المصادر الإسرائيلية - سوف تمتد إلى باقى الضفة والمخطط لها أن تستمر حتى تحقق أهدافها. والبدايات تقول إن الخطر كبير، وإن نتنياهو لا يريد فقط إرضاء سيموتريتش والإبقاء على حكومة التطرف والإرهاب، وإنما يريد تدميرًا كاملًا للقدرات الفلسطينية فى الضفة وإنهاء الحديث عن الدولة الفلسطينية، وفتح الباب لتحقيق الهدف الأكبر لإسرائيل وهو فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة أو - على الأقل - ضم المستوطنات غير القانونية لإسرائيل!!. الخطر كبير، وإسرائيل لا تخفى مطامعها، ونتنياهو يخشى من تفشى مشاعر الإحباط بين أنصاره وحلفائه مع بدء الانسحاب من غزة، ويخشى أكثر من التطورات بعد استقالة قائد الجيش وإعلانه تحمل المسئولية عن الفشل العسكرى فى 7 أكتوبر، لتزداد المطالبة بمحاسبة المسئول عن الفشل السياسى هو وحكومته الأكثر تطرفًا والأكثر فشلًا. والطريق الوحيد الذى يعرفه نتنياهو للنجاة هو المضى فى الحرب حتى وهو يدرك أن جيشه المتعب واقتصاده المنهك ومجتمعه المنقسم لن يستطيعوا تحمل المزيد لكى يرضى سيموتريتش ويتفادى نتنياهو السقوط والحساب العسير!!. يزداد الموقف اضطرابًا مع التضارب فى المواقف الأمريكية الأخيرة، لكن اليقين عند العالم كله أن القرار الأمريكى هو الحاكم فى سياسات إسرائيل التى لا تستطيع الحرب ولا تقوى على السلام إلا بدعم أمريكا وإرادتها. حتى مهاويس اليمين الإسرائيلى لم يطلقوا هذا العام عامًا للسيطرة على الضفة الغربية إلا انتظارًا لعودة ترامب للبيت الأبيض. وبالتأكيد فإنهم يتصورون أن انصياعهم للاتفاق فى غزة سيكون له ثمن يتقاضونه فى الضفة»!!».. لذا لزم التوضيح الأمريكى قبل التورط فى الأسوأ والأخطر!!.