أهدتنى الكاتبة سعدية العادلى كتابها القصصى الجديد: سِلوان. وهى تُهديه فى الإهداء المطبوع فى أول الكتاب إلى رموز التضحية والإيثار لتحويل المحنة إلى منحة تقديرًا لجهودهم المنشودة لصُنع جيلٍ متألق. وتكتُب مقدمة لكتابها أن الأطباء ملائكة الرحمة، وللطبيب منزلة سامية فى نفوس مرضاه. والطبيب صاحب رسالة إنسانية واجتماعية، وللمهنة أخلاق فى حياة الناس، وراحتهم بين يدى الطبيب مسألة مهمة، والطبيب الجيد هو المستمع الجيد لشكوى المريض ليصل للتشخيص السليم وبالتالى يصف العلاج المناسب ليتم الشفاء. وهى مهنة تحظى بالتقدير والاحترام. فتساعد الناس وتحافظ على الأرواح وإن كان لهذه المهنة سلبيات تتمثل فى طول مدة الدراسة وتكاليفها الباهظة والإرهاق وساعات العمل الطويلة، وتتوجه الكاتبة لله سبحانه وتعالى وتسأله أن يكون أطباؤنا رحماء بنا، يكونوا سببًا فى إزالة ألم أو تخفيفه أو إنقاذ المريض بالشفاء التام، ولهذا نتذكرهم دائمًا بالخير والدعاء. وتعترف الكاتبة فى المقدمة أنها عندما أمسكت بقلمها لتكتُب هذه القصة فإذا بقلمها يأخذها بعيدًا. يُحرِّكها ويستمد مداده من عاطفة مضطربة تتزاحم، تطرد أفكارًا تُشتِّت الكاتبة وتُبعدها هنا وهناك حتى تجد نفسها غارقة فى بحرٍ من الهموم. وتعترف أنها تقمَّصت أدوار أبطالها عندما عايشتهم وتحمَّلت من الآلام ألوانًا. ودخلت دروبًا غريبة وعجيبة. وقد دفعت سنين من عُمرها لتُعيد حقًا أو تُنير دربًا. ورغم الصعوبات القاسية التى تعودتها، فهى تستسلم لقلمها لكى يكتُب لأن الأحداث حقيقية وواقعية، واسم الرواية واسم بطلتها وبعناءٍ شديد وصلت للفصل الأخير وأشفقت على القارئ وعلى أبطال الرواية، فحاولت وضع شمعة تضىء الظلام. قطعة سكر تخفف مرارة الأيام. قارورة شهد تكون زادًا لمواصلة العلاج بالذكاء الاصطناعى، وهو أمل البشرية باستخدامه لكى يُسعد الإنسان ويُعطينا فرصة لنعيش سعداء بتوفيقٍ من الله سبحانه وتعالى. ولا أنسى بطل القصة محمود الذى فرض فكره ومشاعره على الجميع من خلال ثلاثة مواقف فى ثلاث فقرات تنتهى بسؤال: العيب فى من؟! وتُخاطب محمود وتقول له إن شخصيته تُذكِّرها فى جرأتها وقوتها وظروفها بعميد الأدب العربى الدكتور طه حسين حين قال: - من ظلامى أضأت حياة الكثيرين، ومن ثقافتى أطعمت رؤوس الباحثين، ومن مشاعرى أضأت مصابيح الحُب فى قلوب المحتارين، بقلمى رسمت طريق النجاة للمصريين. وتُكمِل على لسان طه حسين: - أنا الكفيف والظلام ما قهرنى وما أوقفنى عن تحقيق أمل راودنى، أو حُلمٍ عايشته وعايشنى، فالظلام يا أبنائى ليس ظلام العين. فالنور الحقيقى هو نورٌ فى العقل يُحرِّك القلب والوجدان. صلة بين الرب وعبده. محاولات الكاتبة كما كتبت هى عن نفسها فى آخر كتابها جعلت عددًا من النقاد والكُتَّاب يكتبون عنها مثل الدكتور على إسماعيل الذى كتب كتابًا عنوانه: قراءة فى أدب سعدية العادلى، والدكتورة أميمة جادو الأستاذة فى معهد بحوث الأطفال كتبت عنها. وكل هذا دفعها أن تقيم مسابقة لأعمالها الأدبية. وكل هذا يُنشر فى دار نشر تملكها. وحبذا لو اهتمت بالشباب من الكُتَّاب سواء كانوا كُتابًا أو كاتبات. ومنحتهم الفُرص التى يستحقها الشباب لمجرد أنهم شباب. حتى يتمكنوا من التعبير عن أنفسهم وعن واقعهم وعن الزمان الذى يعيشون فيه. فمصر مليئة بالمبدعين والكُتاب فى كل مكانٍ من بر مصر. خاصة من يولدون ويعيشون فى قُرى الريف المصرى، وهؤلاء يعيشون حالة من البحث عمن يمنحهم الفُرص التى يستحقونها. وهكذا فأنا أقترح على الكاتبة الدكتورة سعدية العادلى أن تُقيم مسابقة لشباب وشابات المُبدعين والمُبدعات فى بر مصر كله. خاصة فى قرى الريف والعزب والكفور والنجوع وتُقدم الفائزين باعتبارهم يستحقون هذه الفرص حتى يصل ما يكتبونه إلى القراء العاديين. وهو الدور الذى تقوم به بعض أجهزة وزارة الثقافة المصرية، خاصة الإدارة العامة للثقافة الجماهيرية التى يتولاها اللواء خالد اللبان، والأديب محمد عبد الحافظ ناصف، والدكتور مسعود شومان. ومن المؤكد أن الثقافة الجماهيرية تقوم بدورها المطلوب منها بشكلٍ جيد وممتاز وكتبُها مهمة، وعندما تصلُنى فإنها تُقيم حالة وصل بينى وبين أقاليم مصر المختلفة وما يتم إبداعه فيها من أعمالٍ أدبية جيدة وممتازة يكتُبها شباب يستحقون الفُرصة التى تُمنح لهم بشكلٍ كامل ولا بأس به.