يعد داء السكري من أكثر الأمراض المزمنة التي تهدد نمط الحياة المعاصر، خاصة مع زيادة الاعتماد على الأطعمة السريعة وقلة الحركة، ورغم خطورته، إلا أن خبراء الصحة يؤكدون أن الوقاية منه والسيطرة عليه ممكنة بدرجة كبيرة من خلال اتباع أسلوب حياة صحي. وتوضح د. نهى نبيل نصر، من قسم الكيمياء العلاجية بالمركز القومي للبحوث، أبرز المعلومات المتعلقة بالمرض وطرق الوقاية والعلاج. اقرأ أيضًا | متى وكيف تقيس سكر الدم للحصول على نتائج دقيقة؟ يحدث داء السكري عندما لا ينتج الجسم كمية كافية من الإنسولين أو عندما لا يستطيع استخدامه بالشكل الصحيح، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، ومع استمرار هذا الارتفاع لفترات طويلة، تبدأ الأضرار في الظهور على أعضاء الجسم الحيوية، مثل الأعصاب والعينين والكلى والقلب. وتشير د. نهى إلى أن العلامات المبكرة قد تبدو بسيطة لكنها مؤشر مهم لبدء المشكلة، وتشمل الشعور بالعطش الشديد، وكثرة التبول، وفقدان الوزن غير المبرر، بالإضافة إلى الإرهاق وتشوش الرؤية، وتجاهل هذه الأعراض قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، منها النوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي، فضلًا عن مشاكل القدم التي قد تصل إلى البتر. ويقسم السكري إلى نوعين رئيسيين، النوع الأول الذي يعتمد فيه المريض على حقن الإنسولين بشكل يومي، والنوع الثاني الذي يعد الأكثر شيوعًا ويرتبط عادة بزيادة الوزن وقلة النشاط البدني، وهنا تؤكد د. نهى أن الوقاية تبدأ من تبني نمط حياة صحي يتضمن الحفاظ على وزن مناسب، وممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا، إضافة إلى تناول غذاء متوازن منخفض السكريات والدهون، والابتعاد تمامًا عن التدخين. أما العلاج، فهو يعتمد في الأساس على تغيير نمط الحياة، مع تناول الأدوية المناسبة مثل الميتفورمين، وقد يحتاج بعض المرضى إلى الإنسولين، كما تشدد على أهمية المتابعة الدورية لمستوى ضغط الدم والكوليسترول وإجراء فحوصات منتظمة للعينين والكلى والقدمين، لضمان السيطرة على المرض وتجنب مضاعفاته.