الزلزال الذى فجره الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتصنيف الإخوان منظمة إرهابية أجنبية، ضرب الجماعة فى مقتل وأثار حالة من الرعب والقلق الشديدين داخل صفوفها، لأنها تعرف التوابع المتوقعة مستقبلا والتى تتمثل فى تجميد أصولها وإغلاق حساباتها البنكية وحظر تعاملاتها المالية ومنع دخول نشطائها الولاياتالمتحدة وإصدار أوامر اعتقال دولية بحقهم وتشجيع دول أخرى خاصة فى أوروبا لتحذو حذو امريكا فى تقييم علاقاتها مع تيارات الإسلام السياسي. فجأة وجد الإخوان أنفسهم محاصرين بين مطرقة ترامب وسندانه.. القرار كان بمثابة المطرقة والتوابع هى السندان.. لم يترك لهم مساحة للهرب وبدأت أصواتهم تعلو وصرخاتهم تزداد حدة، وانتفضت جبهات الشتات فى لندنوإسطنبول فى محاولات يائسة لمواجهة الخطر القادم.. اصدروا بيانا مرتبكا يحمل كل المتناقضات ما بين التوسل والرجاء لأمريكا وتقديم كل فروض الولاء والطاعة بل عرض انفسهم للاستخدام، وأيضاً التهديد والوعيد بأن القرار يهدد أمن أمريكا نفسها وأنهم سيلاحقونه قضائياً. صراخ الإخوان اعتراف صريح بأن التنظيم الذى ظنّ أنه الأكبر والأقوى وجد نفسه بعد قرابة مائة عام على تأسيسه أمام واقع جديد لا يستطيع التحكم فيه ولا حتى التعايش معه فى ظل تجفيف مصادر التمويل التى كانت تدير ماكينة التنظيم فى العالم وفقدهم الغطاء الدولى الذى طالما احتموا به. جبهاتهم الداخلية تتصدع.. والانشقاقات تتضاعف.. جبهتا لندنوإسطنبول تشتعلان، والصفّ الثانى يتآكل، والشباب فقدوا الثقة فى القيادات التى يعيش أغلبها خارج نطاق الزمن، وأدواتهم الإعلامية التى كانت تحرض ليل نهار فقدت قوتها وبعضها بات مهددًا بالملاحقة القانونية. جبهة محمود حسين التى تدير الجماعة من إسطنبول اعتبرت قرار ترامب محاولة لتدويل الحرب على الإخوان. وجبهة لندن بقيادة صلاح عبدالحق بدأت سريعاً فى اتخاذ إجراءات استباقية لحماية شركاتها وممتلكاتها. وجبهة التغيير التى يقودها محمد منتصر أكدت أن قرار ترامب يأتى للتغطية على فشل إسرائيل فى حرب غزة. أدركوا أن قواعد اللعبة التى أتقنوها عقودا طويلة لم تعد صالحة، وهاهى لحظة الحقيقة تقترب وتجعل ما يتبقى لهم ليس سوى صدى مشروع سياسى يتهاوى .