لدينا خطة طموح لتطبيق الرقمنة وتطوير التعليم ليُواكب سوق العمل الداخلى والدولى ضرورة قيام المحليات والمحافظات بدورها فى ضبط الشارع والتعامل الفورى مع أية مشكلات خسرنا 8 مليارات دولار من إيرادات القناة بسبب التوترات بالبحر الأحمر نسعى لتحقيق الاستقرار فى دول الأزمات بالمنطقة أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن مصر كانت على حافة الهاوية عام 2011، وأنه يسعى منذ تولى مهام منصبه عام 2014، إلى إتمام الأمور بالشكل الأمثل وتغيير الوضع للأفضل، إلا أنه يتعين لإتمام ذلك أن يكون لدى الجميع القناعة والإرادة لتحقيق هذا الغرض، وشدد الرئيس السيسى، على ضرورة مواصلة السعى والإصرار على التغيير وتحسين الوضع للأفضل، مؤكدًا أن هذا الهدف سيتم بفضل الله وعمل المصريين، وأنه سوف يمنع أية معوقات أمام تحقيق هذا الهدف. جاء ذلك خلال حضور الرئيس السيسى، لاختبارات كشف الهيئة للطلبة المُتقدمين للالتحاق بالأكاديمية العسكرية المصرية والكليات العسكرية، وذلك بمقر الأكاديمية بالعاصمة الجديدة، حيث كان فى استقبال الرئيس لدى وصوله إلى مقر الأكاديمية، الفريق أشرف زاهر مدير الأكاديمية العسكرية المصرية ومديرو الكليات العسكرية. وصرح السفير محمد الشناوى المُتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، بأنه عقب وصول الرئيس إلى قاعة مجلس الأكاديمية العسكرية المصرية، تم تقديم عرض عن موقف اختبارات الطلبة المُرشحين للقبول بالأكاديمية والكليات العسكرية دفعة أكتوبر 2025، ومع انتهاء العرض تقدم الطلبة لاختبار كشف الهيئة. وأشار المُتحدث الرسمى، إلى أن الرئيس استهل اختبارات كشف الهيئة بمُعاودة التأكيد على ما تحرص عليه الأكاديمية العسكرية المصرية دائمًا من انتقاء أفضل العناصر للالتحاق بها بموضوعية وتجرد، باِستخدام أحدث المعايير العلمية الدقيقة، التى تطبق بشكل منصف وشفاف لضمان توفير فرص متكافئة ومتساوية للجميع، وذلك من خلال منظومة مميكنة، بما يحقق انتقاءً عادلًا إلى أقصى درجة، مضيفًا أن الأكاديمية تقوم بدور كبير فى صياغة الشخصية المصرية وتأهيل الشباب لجعلهم قادرين على المشاركة فى عملية تطوير الدولة بخُطى واثقة وسريعة، وهو ما يحتم التدقيق فى عملية انتقاء العناصر التى يتم إلحاقها بالأكاديمية، فضلًا عن تقديم برامج تعليمية وتدريبية ذات جودة عالية، وتطبيق منظومة امتحانات واختبارات عادلة لضمان وجود تقييم حقيقى. وفى ذات السياق، أشار الرئيس السيسى، إلى أنه يتم تقديم مستوى علمى ومعرفى وأكاديمى على أعلى مستوى فى كلية الطب العسكرى يُضاهى مستوى التعليم فى أفضل كليات الطب العالمية، مؤكدًا أن خريجى كلية الطب العسكرى سينُافسون خريجى أفضل جامعات العالم، وذلك على إثر المستوى المتقدم للغاية من المناهج والتعليم والتدريب الذى سيحصل عليه طلبة الكلية، فضلًا عن النظام المميكن المطبق سواء فى التعليم أو الامتحانات، مُوجهًا رسالة طمأنة إلى أسر طلبة الكلية فيما يتعلق بالنظام المطبق بالكلية وحوكمتها، داعيًا الطلبة إلى الاهتمام بتحصيل العلم والمعرفة الأكاديمية، أخذًا فى الاعتبار أن مرحلة الامتياز تعتبر جزءًا لا يتجزأ من الدراسة بالكلية، وأنه سيكون هناك تعاون بين الكلية وأهم كليات الطب العالمية. وذكر المُتحدث الرسمى، أن الرئيس أدار حوارًا تفاعليًا مع الطلاب المُرشحين للالتحاق بالأكاديمية العسكرية، تناول خلاله عددًا من الموضوعات، بما فى ذلك الوضع الاقتصادى وحجم الاحتياطى النقدى، وسُبل التعامل مع الدين الداخلى والخارجى، وإيجاد فرص عمل للشباب، والعمل على تطبيق الذكاء الاصطناعى والميكنة والرقمنة فى مؤسسات الدولة، موضحًا فى هذا الصدد أن الدولة لديها خطة طموح لتطبيق الرقمنة، وتضمين تلك المجالات فى التعليم والمناهج الدراسية، لتطوير التعليم وجعله متواكبًا مع سوق العمل الداخلى والدولى. كما أشار الرئيس فى هذا الصدد، إلى أن عملية التطوير بصفة عامة فى الدولة مستمرة وستستغرق بعض الوقت، وأن الدولة لديها برنامج تنمية شامل من أجل تحقيق التقدم والمساهمة فى القضاء على البطالة، وفى ذات الإطار، شدد الرئيس على أهمية اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لتحسين الصحة العامة ورفع اللياقة البدنية لدى المواطنين خاصة فيما بين الشباب. وأضاف المتحدث الرسمى، أنه تم كذلك تناول مسألة عملية التحول الرقمى فى أجهزة الدولة، حيث أشار الرئيس إلى أنه توجد خطة وطنية طموح لتطبيق التحول الرقمى فى كل محافظات الدولة وفقًا للقدرات والإمكانيات المتاحة. وردًا على استفسار بشأن سُبل التعامل مع المشاكل فى الشارع المصرى، شدد الرئيس على أهمية مواصلة قيام المحليات والمحافظات وكافة المسئولين بالدور المنوط بكل منهم لضمان ضبط الشارع المصرى والتعامل الفورى مع أية مشكلات ذات صلة. وفيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعى، أشار الرئيس إلى أن تلك الوسائل جزء لا يتجزأ من عملية التقدم الذى يشهده العالم، وأنه يمكن الاستفادة من تلك الوسائل بإيجابياتها شريطة حُسن استخدامها. وردًا على استفسار بشأن موقف الرئيس إزاء بعض الملاحظات على عملية التصويت فى انتخابات مجلس النواب، أكد أن ما قام به هو بمثابة «فيتو» اعتراضًا على بعض الممارسات لعدم رضاه عنها، مشددًا على رغبته فى إتمام كل الأمور على خير وجه وهو ما يتماشى مع رغبة الشعب المصرى. وأوضح المتحدث الرسمى أن الرئيس عَقَّب على اقتراح بأهمية إجراء تعديل قانون الطفل، بعد وقوع بعض الجرائم ذات الصلة مؤخرًا، بأن هذا الموضوع له بُعد مجتمعى، وأننا فى مصر لدينا قوانين كثيرة تغطى كافة المجالات، إلا أن العبرة وما يتحتم التركيز عليه تنفيذ القوانين بشكل صارم دون استثناء، فضلًا عن ضرورة تطور الفكر والوعى لدى المواطنين حتى يكون هناك تطبيق وتنفيذ سليم للقوانين، مشددًا على أن المجتمع برمته عليه دور، سواء من جانب الأسرة أو المدرسة أو الجامعات أو المساجد والكنائس، وكذا الإعلام. وردًا على استفسار بشأن مدى قدرة الدولة المصرية على تحقيق اكتفاء ذاتى فى السلع الأساسية وتوفيرها بأسعار مناسبة، أشار الرئيس إلى أن عام 2026 سيشهد دخول 4.5 مليون فدان إلى مجمل مساحة الأرض المزروعة بمصر التى تبلغ حاليًا حوالى 9 ملايين فدان، موضحًا أنه لا يمكن عمليًا تحقيق الاكتفاء الذاتى من كل السلع الأساسية، أخذًا فى الاعتبار أن 95٪ من مساحة مصر أرض صحراوية، فضلًا عن تعداد سكان مصر الحالى، مشددًا على أهمية ترشيد الاستهلاك فى مصر من السلع الأساسية قدر الإمكان. واستعرض الرئيس السيسى، الفوائد التى ستعود على الدولة المصرية عند اكتمال إنشاء وتشغيل محطة الضبعة النووية، بما فى ذلك إنتاج 4.8 جيجا وات من الكهرباء، وكذا إمكانية دعم مجال الطب النووى وغيره من المجالات فى مصر. وخلال لقاء الرئيس مع حاملى درجة الدكتوراه من دُعاة وزارة الأوقاف الذين سوف يلتحقون بالأكاديمية العسكرية المصرية فى دورة علمية تستغرق العامين، وذلك بحضور الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف، أكد الرئيس، أن عدد ساعات الدراسة التى سيحصل عليها هؤلاء الدارسون فى الدورة «10-12 ساعة يوميًا»، تفوق عدد الساعات اللازمة للحصول على درجة الدكتوراه، مما يؤهل الحاصلين على تلك الدورة للحصول على درجة أكاديمية رفيعة تتجاوز درجة الدكتوراه. وأضاف الرئيس السيسى، أن المستهدف من تلك الدورة تحقيق استنارة حقيقية، وإعداد علماء ربانيين مستنيرين مفيدين لوطنهم، ومجابهة التخلف والتطرف والغث، وزيادة الفهم وتحقيق بناء عقلى جامع مختلف عن كل العقول السابقة، مشددًا على أهمية الاهتمام باللغة العربية كونها سوف تساعد على الفهم الصحيح للدين، مع إمكانية السعى كذلك لإتقان اللغات الأخرى. وطالب الرئيس، الأئمة بأن يكونوا حُراسًا للحرية، بما فى ذلك حرية الاعتقاد، مؤكدًا أنه ضد التخريب والتمييز أيًا كان شكله، على أن يتابع بشكل شخصى ومباشر كل ما يحدث، بما فى ذلك فى الأكاديمية العسكرية المصرية. وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، أكد الرئيس، أن مصر تسعى لتحقيق الاستقرار فى كل دول المنطقة التى تُواجه أزمات، على غرار ما قامت به لوقف الحرب فى قطاع غزة، مضيفًا أن مصر خسرت حوالى 8 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس إثر الهجمات التى تعرضت لها السفن التجارية بالبحر الأحمر خلال السنوات الماضية. وذكر المتحدث الرسمى، أن الرئيس تناول وجبة الغداء مع مدير الأكاديمية العسكرية المصرية، ومديرى الكليات العسكرية، ووزير الأوقاف، والطلبة الدارسين بالأكاديمية، حيث دار نقاشٌ تفاعلى بين الرئيس وطلبة الاكاديمية، أشار خلاله الرئيس إلى أنه يمكن للطلبة المؤهلين من الإناث والذكور الالتحاق بكلية الطب العسكرى سواء بالصفة العسكرية أو بالصفة المدنية، مُعاودًا طمأنة أسر الطلبة بأن الأمور تُدار فى الكلية بشكل مُحكم ومدروس وفقًا لأعلى المعايير. كما أكد الرئيس السيسى، أهمية الاهتمام بنشر ثقافة الرياضة، خاصة بين النشء، كما أعرب عن الانفتاح لأى اقتراح إيجابى وقابل للتنفيذ ينطوى على مشاركة اتحادات الطلاب بالجامعات فى كافة المسائل المتعلقة بالشباب واتخاذ القرارات ذات الصلة. وفى ختام الفعالية، وَجَّه الرئيس، رسالة طمأنة إلى الحضور بشأن الأوضاع الحالية فى الدولة، مشيرًا إلى أن تماسك المصريين توفيق وفضل من اللهِ تعالى.