أفادت قناة القاهرة الإخبارية ، إن الأوساط السياسية في موسكو تتعامل بحذر شديد مع «خطة السلام» التي طرحتها الإدارة الأمريكية، مشيراً إلى أن المزاج العام داخل روسيا لا يَنظر إلى هذه المبادرة بوصفها أساساً واقعياً لتسوية الأزمة. وأوضح حسين مشيك، مراسل قناة القاهرة الإخبارية في روسيا خلال رسالة له على الهواء ، أن الكرملين أعلن قبل ساعات أنه لم يتلقَّ أي إخطار رسمي جديد حول الخطة، لكنه في الوقت ذاته أقرّ بأن موسكو «استلمت بالفعل» المبادرة الأمريكية سابقاً، وذلك وفق ما أكده الرئيس فلاديمير بوتين خلال اجتماعه مع مجلس الأمن الروسي. وأضاف المراسل أن بوتين أشار إلى أن المبادرة نوقشت بين موسكووواشنطن قبل قمة ألاسكا، وأن روسيا يمكن أن تتعامل معها «كمبدأ أولي» للتسوية، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الخطة لا تلبي الأهداف الروسية كاملة. وقال مشيك نقلاً عن مصادر روسية: «الوحيد الذي يقبل خطة ترامب هو ترامب نفسه». اقرأ أيضا|بوتين: خطة ترامب حول أوكرانيا قد تشكل أساسًا لحل نهائي وأكد مشيك أن موسكو ترى أن أي تسوية يجب أن تكون «أوسع من الملف الأوكراني» وتشبه إلى حدٍّ ما «اتفاق يالطا مصغر»، أي تسوية تعيد رسم مناطق النفوذ بين روسيا والولايات المتحدة على المستوى الدولي، وليس فقط في أوكرانيا. وأشار مراسل القاهرة الإخبارية إلى أن التقدم الميداني الروسي في الدونباس وخاركيف يمنح موسكو «ورقة قوة» تمكنها من رفض المبادرات الأمريكية والمماطلة في أي مسار تفاوضي. وأضاف أن ظهور بوتين بالزي العسكري خلال خطاب متلفز أمس كان رسالة واضحة للولايات المتحدة والغرب بأن روسيا «ماضية في عملياتها العسكرية وتحقق أهدافها». واختتم مشيك بأن روسيا لا تغلق باب المفاوضات، لكنها تشترط أن «تستجيب أي مبادرة لمصالحها كاملة»، كما تراهن على أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيرفض مبادرة ترامب، ما يضعه وليس موسكو في مواجهة مباشرة مع واشنطن والدول الأوروبية.