بعد الإقبال الكثيف من أبنائنا فى الخارج، خاصة فى دول الخليج، للإدلاء بأصواتهم فى انتخابات مجلس النواب، يبدأ اليوم ماراثون المرحلة الأولى لانتخابات الداخل فى 14 محافظة يتنافس فيها بالنظام الفردى 1281 مرشحا وقائمة بقطاعى شمال ووسط وجنوب الصعيد وغرب الدلتا. بالتأكيد الانتخابات ساخنة والمنافسات على أشدها خاصة فى محافظات الصعيد والدلتا.. حملات انتخابية ملتهبة وصفحات التواصل الاجتماعى مشتعلة والضرب تحت الحزام يتزايد يوما بعد يوم. بعض المرشحين تعرضوا لمواقف محرجة بعد ان أعرض عنهم الناخبون وقابلوهم بفتور وصل إلى حد الهجوم والحساب على تقصيرهم الشديد فى حق من منحوهم أصواتهم وأوصلوهم إلى مقعد البرلمان. فيديوهات لمرشحين انفض الناس عنهم، حيث كان الاستقبال فاترا لدرجة جعلتهم يتوسلون من اجل الصوت بمهانة، فى اقسى عقاب أتمنى ان يضعه من يكتب لهم النجاح من النواب نصب أعينهم، ويقوموا بأداء واجبهم تجاه دوائرهم الانتخابية على الوجه الأكمل. فى المقابل رأينا حشودا غفيرة ومؤتمرات حاشدة حبا وتأييدا لمرشحين صدقوا مع أبناء دوائرهم، وبذلوا خلال الدورة السابقة جهودا ملموسة وقدموا خدمات حقيقية وكانوا عند حسن الظن وكان كل منهم مثالا حقيقيا للنائب المتاح دائما عند الحاجة.. هؤلاء يحصدون الآن ثمار ما زرعوا. شاهدنا الحالمين الجدد بمقاعد البرلمان يطلقون دعوات لتغيير الوجوه وضخ دماء جديدة، ويستشهدون بما حدث فى قائمة التحالف الوطنى التى شهدت الكثير من المفاجآت وأطاحت بأسماء شخصيات مهمة كان الاقتراب منها هو المستحيل بعينه.. الشباب يريدون الفرصة، والمرأة فى الصورة تزين المشهد الانتخابي. امتزجت السياسة بالفرجة، والهتاف الشعبى بالدراما فى مشاهد تثير الضحك أحيانًا، والدهشة كثيرًا، والحنين إلى وعى انتخابى مفقود غالبا. الشوارع تزينت باللافتات والموائد عامرة بالذبائح وكل ما لذ وطاب، والإنفاق بلا حساب يمكن ان يحدث الفارق، والخوف كل الخوف من بريق المال السياسى الذى يمكن ان يقلب الموازين ويفوز من لا يستحق عن طريق شراء الأصوات فى جنح الليل. الانتخابات ساخنة والدعاية مجانية تجمع بين الكوميديا والدراما والرقص السياسي، والعاقبة للفائزين، ولا عزاء للراحلين الذين التصقوا بالمقاعد ولم يقدموا شيئا لرعاياهم، فحق عليهم القول «اذكروا محاسن من كانوا نوابكم»!!