خلال الأيام القليلة الماضية توالت جرائم قتل الأطفال كالعاصفة السوداء هزت الضمير الجمعي وزلزلة الرأى العام؛ أب يذبح أبناءه وزوجة أب تقتل زوجها وأطفاله ال6، وعاشق يقتل عشيقته وأبنائها الثلاثة انتقامًا منها بدم بارد، مآسي تكتب على الجدران وتروى بالدم وكأن الطفولة صارت الهدف الاسهل لتفريغ حقد من لا يفهم معنى الإنسانية والرحمة، مشاهد صادمة لم يعتدها مجتمعنا تكشف عن سلوكيات خطيرة لابد من مراجعتها ودراستها حتى لا تتحول جرائم قتل الأطفال إلى ظاهرة تهدد أطفالنا، مما جعلنا نتساءل: ما هي سيكلوجية قتلة الأطفال الأبرياء؟ وهل ينمو شرهم مرئيًا على الوجوه أم يختبئ وراء هدوء يسبق جرائمهم؟ هل هم آباء وأمهات انفصلوا عن إنسانيتهم وارتكبوا بدافع الانتقام جرائمهم؟ أم في العمق نفوس مريضة نتيجة فشل أو قهر يحملونه بداخلهم براكين من الغضب والاضطرابات والكراهية؟ وبمرور الوقت تتحول السمات البغيضة التي يحملونها لعنف وغضب يخلق قاتلا يهدد أمن وسلامة أطفالنا، طرحنا الأسئلة على الخبراء والمختصين ما الذي يدور في عقول هؤلاء القتلة وماذا تصور لهم أنفسهم أثناء إقدامهم على قتل طفل لا ذنب له في صراعاتهم أو ضغائنهم مع بعضهم البعض حتى يدفع الثمن في النهاية صغير حياته؟!،ثلاث وقائع شكلت علامات سوداء في ذاكرة الناس نعرضها في البداية. عاشت منطقة فيصل بالجيزة وقع صدمة كبيرة بعد الجريمة البشعة التي راح ضحيتها أم وثلاثة أطفال في عمر الزهور؛ حيث أقدم صاحب محل أدوات بيطرية يقيم بمنطقة فيصل على تسميم الام الهاربة من بيت الزوجية إلى هذا الشخص الذي كانت على علاقة به واصطحبت معها أطفالها الثلاثة وفق اعترافات أدلى بها المتهم؛ أنه وضع مادة سامة في عصير عشيقته بعد خلافات بينهما، ثم نقلها إلى المستشفى وتركها حتى فارقت الحياة، وأضاف أنه اقنع الأطفال بالخروج معه في نزهة وقدم لهم نفس العصير فتوفى طفلان بينما رفض الثالث تناول العصير فألقى به في الترعة، وأشار المتهم أنه عاد بالطفلين المتوفيين وألقى بهما في الشارع وتركهما وذهب دون رحمة ولا شفقة، وباشرت النيابة تحقيقاتها وأصدرت قرارات عاجلة بسرعة تفريغ الكاميرات المراقية المحيطة بمكان الحادث والمناطق التي تردد عليها الجاني بعد ارتكاب جرائمه إلى جانب انتداب الطب الشرعي لتشريح الجثامين وبيان سبب الوفاة وطلب تحريات تكميلية من المباحث حول خلفيات الحادث ودوافعه، بعد أن تخلص المتهم من الام قرر المتهم استكمال جريمته بحق الأطفال الثلاثة، فقدم لهم عصائر ممزوجة بالسم خلال نزهة خارجية. تبلغ لقسم شرطة الهرم بالعثور على جثتي الطفلين امام أحد العقارات بفيصل، كثف فريق البحث جهوده لتحديد الجاني وبعد تتبع دقيق لخيوط الجريمة تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهم الذي أقر تفصيليًا بارتكابه الجريمة بدافع الانتقام من عشيقته المتزوجة بعدما اكتشف خيانتها! مذبحة «دلجا» مأساة أخرى هزت أرجاء قرية «دلجا «بمحافظة المنيا منذ أيام قليلة مضت؛ دست الزوجة ثانية السم في الخبز لتقتل زوجها وأطفاله الستة بينما نجت الزوجة الاولى بأعجوبة وأثارت الجريمة البشعة التي راح ضحيتها 7 اشخاص وعرفت إعلاميًا بقضية أطفال «دلجا» الدهشة، كشفت التحقيقات وقتها أن الام البالغة من العمر 40 عاما وهي الزوجة الاولي للمتوفى وأم الصغار الستة تناولت القليل من الخبز المسموم الذي أرسلته الزوجة الثانية لكنها لم تستطع الاستمرار في أكله بعدما شعرت بمرارة الطعم وعطش شديد، واضافت أمام النيابة أنها خشيت أن يكون الامر مرتبطا بعمل «سفلي»وضعته «ضرتها» في العجين دفعتها للامتناع عن الطعام وهو ما انقذ حياتها وحسب التحريات أن آخر وجبة تناولها الضحايا كانت مكونة من باميه ولحم وأرز وخبز اعد منزليًا وليس طعامًا جاهزًا وبعد تناول الوجبة بدأت أعراض غريبة بالظهور على الأبناء تباعًا من الأصغر سنًا إلى الأكبر قبل أن تتحول إلى حادثة تسمم وانتهت بوفاة الأطفال الستة والأب، امرت النيابة باستخراج جثامين طفلين وفتح التحقيق حول تقصير محتمل من المستشفى إثر شبهات جنائية خاصة بعد تكتم السلطات على النتائج النهائية للتحاليل، نقل والد الأطفال الى مستشفى أسيوط الجامعي وهو يعاني ورغم الجهود الطبية توفى بعد أيام من وفاة ابنته الكبيرة فرح ليصبح الضحية السابعة في القصة، لتسدل محكمة جنايات المنيا، برئاسة المستشار علاء عباس رئيس المحكمة، وعضوية كل من المستشارين حسين نجيده، واحمد مصطفى نصر، وعمرو طاحون، الستار بإحالة أوراق «ه.ا»، المتهمة بقتل الأطفال الستة وزوجها بقرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس، إلى فضيلة المفتي، كانت المحكمة عقدت جلستها الاولى بحضور المتهمة والتى كانت تحمل طفلها الصغير، واستمعت المحكمة الى طلبات الدفاع التى تضمنت مناقشة الطبيب الشرعى وعدد من الطلبات. واقعة الدقهلية وشهدت مدينة «نبروة»بمحافظة الدقهلية جريمة قتل بشعة؛ حيث أقدم أب على قتل ابنائه الثلاثة وطعن زوجته ب18 طعنة وفر هاربًا، ملقيا بنفسه أسفل عجلات قطار بمدينة طلخا ولقي مصرعه، تلقى اللواء مدير أمن الدقهلية بلاغًا إلى مركز نبروة يفيد بقيام أب بإنهاء حياة أولاده بمنطقة شارع المدارس بالدقهلية وعلى الفور انتقل ضباط المباحث إلى مكان البلاغ وبالفحص تبين إنهاء سائق سيارة نقل كبيرة حياة أبنائه الثلاثة عن طريق الخنق، وكشفت المعاينة أن الضحية الأولى تدعى مريم 13 سنة، والثاني معاذ 9سنوات، والثالث محمد 7 سنوات، وتبين إصابة زوجته بطعنات متفرقة بالجسم بعد أن طعنها بسكين و أستدعى سيارة الإسعاف ونقلها الى مستشفى نبروة العام لتلقي العلاج. وأوضح مصدر طبي بالمستشفى؛ أن الزوجة لم تكن تعلم طوال فترة تواجدها في غرفة العمليات والعناية المركزة بما جرى لبقية أفراد أسرتها، وانتحار الزوج عقب ارتكاب الجريمتين، حيث تم التكتم على تفاصيل المأساة لحين استقرار حالتها الصحية. وبعدما استعادت وعيها وبدأت تروي ما حدث لها، أبلغت بحقيقة مقتل أطفالها وانتحار زوجها، لتدخل في حالة انهيار نفسي شديد من هول الصدمة. وأشار المصدر إلى أن المجني عليها مازالت تحت الرعاية الطبية داخل العناية المركزة، وتعاني من آثار الطعنات، مع تحسن بسيط وملحوظ في حالتها الصحية. خبراء الأمن والآن أساتذة الطب النفسي والاجتماع وخبراء الأمن يحللون هذه الحوادث الثلاثة الأخيرة، دكتورة إيناس عبد العزيز خبيرة الامن الرقمي والسلوك النفسي قالت: سيكولوجية القاتل لحظة سقوط الأطفال الأبرياء بين أنيابه هو لا يملك ضميرًا ميتا بقدر ما يملك وعيًا مختلا وهو شخص انفصل عن انسانيته يرى الطفل كرمز لضعفه لا ككائن بريء، للأسف المحتوى العنيف على السوشيال ميديا جعل العنف أمرًا مالوفًا يمهد لولادة نماذج مضطربة، والمأساة أن أغلب القتلة يتحدثون بعد الجريمة بدون دموع وكأنهم يرون فيلما عنيفا، قاتل أطفال فيصل وواقعة مذبحة «دلجا» في المنيا والأب الذى ذبح اطفاله بالدقهلية، كلها وجوه مختلفة لوحش واحد فقد إنسانيته، كيف يجرؤ قاتل على قتل طفل لم يعرف من الحياة سوى البراءة، ففي فيصل ارتبط القاتل بعشيقته المتزوجة ولديها ثلاثة أطفال حين قررت الابتعاد عنه قرر أن يقتلها واطفالها الثلاثة، أبشع جرائم الغدر التي ارتكبها القاتل ترك الجثث ورحل بهدوء وكأنها مهمة لا جريمة، وفي دلجا زوجة تجاوزت حدود العقل وكشفت كيف يمكن أن يتحول الحقد العائلي إلى طوفان يبتلع الأبناء، كما أن مواقع التواصل أسهمت في صناعة نموذج القاتل البارد كل يوم يرى الشباب والأطفال عشرات مشاهد القتل في الألعاب والمسلسلات دون احساس فيعاد برمجة الدماغ على أن العنف طبيعي وحين تتراكم الازمات يصبح القاتل في الوعي الجمعي خيارا متاحا وليس محرمًا والأخطر هو المحتوى التحريضي وصفحات تشجع على الانتقام أو بزعم أن «الموت راحة». وقال اللواء أشرف عبد العزيز الخبير الأمني والاستراتيجي:هؤلاء القتلة يعيشون مراحل من الانهيار قبل الانفجار أولها الإحساس بالعجز ثم الغليان الداخلي ثم الانفصال عن الواقع في لحظة الجريمة لا يرون وجوه أطفالهم بل وجوه قهرهم وبعد التنفيذ اغلبهم يعترف بسهولة لانه لا يدرك حجم ما ارتكب، والقاتل الذي يخطط أخطر من الذي يندفع أو تكون جريمته وليدة اللحظة؛ لانه يعيش الجريمة في خياله قبل التنفيذ لكن في النهاية القانون لا يعرف ندمًا متاخرًا، قاتل الأطفال ليس مجنونا ولا شيطانا بل شخص فقد اتصاله بالرحمة قتل المجتمع ولم يسمع صرخته قبل أن يسمع صرخات ضحاياه، واغلبية القتلة لا يندمون بل يبررون أفعالهم الشنيعة، أتذكر واقعة بل مذبحة في البساتين جرت في عيد الحب 2016؛قررت زوجة أن تشتري هدية بسيطة لزوجها فلم تعلم انها هدية الموت، الزوج امسك بمطواة وذبحها وطفلتيه ظنا أنها تخونه لانها احتفلت بالحب فهي من الوقائع التي لا تنسي من الذاكرة؛ المحكمة قضت بإعدامه لكن الواقعة كشفت مرضًا اجتماعيًا متفشيًا والذكورة المرضية التي تخلط بين السيطرة والكرامة وبين الشك والغيرة القاتلة، الصدمة لم تعد في الجريمة ذاتها بل في برود القتلة وغياب الندم وكأن الدم أصبح وسيلة للانتقام من أقرب الناس. القاتل لايولد مجرمًا بل يتكون في بيئة مريضة بالصمت والتجاهل مضغوط بالهموم محرومًا من الدعم النفسي فتتأتى لحظة الانفجار حين يشعر انه فقط السيطرة فيختار طريق الدم كآخر وسيلة لإثبات وجوده القاتل هنا لا يحتاج فقط عقوبة بل إلى تطهير روحي لأن من يقتل ولده كأنه قتل قلبه ونفسه، الأخطر أن القتلة يرون انفسهم ضحايا مثل التي قتلت زوجها واطفاله الستة تقول «كنت عايزه ارتاح من القهر والظلم». أما اللواء أحمد طاهر خبير الأمني المتخصص في التحليل الجنائي يقول: على مدار سنوات العمل في ميدان البحث الجنائي رأيت وجوه المجرمين على اختلاف جرائمهم لكن أكثر الجرائم التي هزت كياني أب قتل أبناءه أو أم شاركت عشيقها في ذبح أطفالها هي لحظات لاتنسى ولا توصف ولا تحملها الأوراق، الألم فيها يتجاوز حدود الجريمة في كل مرة التقي فيها بقاتل من هذا النوع اشعر انني أمام إنسان فقد صلته بالواقع تمامًا يعيش في عالم مظلم بلاوعي وبلا رحمة، فالجريمة لم تكن وليدة لحظة شيطانية عابرة بل كانت نتيجة تراكم من خيانة وغضب وضياع وتعاطي مخدرات ومشاعر متفجرة لم تجد من يوقفها فانتهت بانفجارها في أضعف من في الحياة، الأبناء أغلب هؤلاء القتلة يبررون افعالهم الدنيئة والإجرامية بجملة واحدة «الظروف كانت أقوي مني»، ضباط البحث الجنائي في مثل هذه القضايا يعيشون صراع لا يقل قسوة عن الجريمة نفسها فهم يواجهون مجرمين يحملون في وجوههم قسوة لا تفسر ويظلون متماسكين يبررون أفعالهم بالكلمات ويستخدمون ذكاءهم النفسي قبل أدواتهم القانونية والاعتراف في هذا النوع من القضايا لا ينتزع بالقوة مع القاتل بل بالهدوء والاحتواء فينهار شيئًا فشيئًا وأثناء تمثيل الجريمة ضابط البحث يقف متماسكًا لكن في داخله يشتعل غضبًا وحزنا وهو يرى كيف تحولت الابوة إلى خنجر يطعن قطعة منه، لكن يظل الضابط ملتزمًا يؤدي واجبه يراقب ويدون ويفكر ويحافظ على ادلة القضية، هذه القضايا ليست جرائم قتل بل معارك إنسانية يخوضها الضابط في صمت وحين يتحقق القصاص يدرك الضابط أن العدالة أخذت مجرها وبعض القضايا لا تنتهي بإغلاق الملف بل تظل محظورة في الذاكرة من وجع لا يمحى، قتلة الأطفال بعد تنفيذ الجريمة يتعاملون ببرود شديد. قال اللواء رأفت الشرقاوي تبين لنا من الواقع الفعلي من خلال التحقيقات والاستجوابات التي تمت في قضايا مماثلة عن قاتل على مدار العمل في جهاز الشرطة لمدة لا تقل عن أربعين عامًا مع هؤلاء القتلة والمتهمين نجد أن هناك عدة أسباب تدفعهم إلى ارتكاب جرائم قتل أطفالهم منها الضائقة المالية التي يمر بها الزوج او الاب أو الشك في سلوك الزوجة الخيانة الزوجية الخلافات الزوجية والرغبة في الانتقام من الشريك ادمان المخدرات والكحوليات الضغوط النفسية الشديدة مثل الامراض العقلية كالفصام والضغوط الاقتصادية التي تؤدي إلى الشعور بالفشل وعجز الاب عن تلبية احتياجات أبنائه ويمكن أن تؤدى المشكلات النفسية الحادة كالهلوس السمعية وفي بعض الحالات قد يلجأ الاشخاص إلى العنف بدافع أفكار خاطئة محاولة إعطاء الأبناء الخلاص عبر الموت وهي فكرة مرتبطة بالاضطرابات النفسية. نفس واجتماع دكتورة سهير صفوت أستاذ علم الاجتماع تفسر هذه الجرائم قائلة: الظروف والملابسات التي تجعل القاتل يُقدم على قتل أسرة قد تكون ظروف ما تُشعره باليأس فيعيش حالة اضطراب نفسي نتيجة فشله في تلبية احتياجات أسرته بالشكل الكافي فبالتالي يقتلهم ويقتل نفسه أو حالة شك في سلوك الأم ونسب الأطفال، كل هذه الضغوط المجتمعية والتي لا يمكن أن تكون سببًا مع انتشار المخدرات مع عدم وجود الوازع الديني وغياب القدوى كل ذلك يؤدي إلى حدوث جرائم متوقعة بالإضافة إلى الصحة النفسية للفرد عدم اعترافه بالمرض النفسي، وكلما زادت الضغوط الاجتماعية يعطينا هذا مؤشر أن السعادة ينخفض فتزداد الأمراض النفسية،أيضًا لا ننسى العزلة الرقمية جعلت الناس تتحدث للشاشات أكثر مما تتحدث لأطفالهم، والقيم تحولت إلى شعارات، وفي المقابل العنف الاسري اصبح لغة التواصل الأولى بين الأفراد في البيوت هذه الجرائم مرأة لمجتمع فقد اتزانه بين الضغوط الاقتصادية والفراغ العاطفي والانفصال الاسري. وتلتقط د.صفاء محمود حموده أستاذ الطب النفسي جامعة الازهر طرف الحديث وتقول:العديد من الأسباب تجعل القاتل يقدم على قتل الأطفال لو القاتل أب أو أم أحيانا تصور لهم عقولهم أن هذا الطفل ملكا لهم يفعلون به مايريدون ليس كيانا مستقلا عنهم وأنه جزء منهم ومن حقهم أن يتحكمون في حياته كما يشاءون وطبعًا هذا تفكير خاطئ ومشوه ونتيجة لذلك تحدث الكثير من الجرائم، بعض القتلة من الشخصيات المضادة للمجتمع يملكون ولا يعرفون الاخلاق ولا الضمير ولا احترام القوانين فبالتالي نجدهم أكثر إقدامًا على ارتكاب الجرائم، يرتكب الأب أو الأم الجريمة ولا يشعر بالذنب ولا يفرق بين طفل أو كبير بل أحيانا يشعر باللذة اثناء ارتكاب الجريمة، هؤلاء الأشخاص يشبهون النصابين لا أحد يستطيع أن يميزهم وهؤلاء القتلة يستترون بطرق مختلفة حتى لا ينفضح أمرهم يحبون إيذاء الآخرين ولديهم عنف في المطلق لا يتعاطفون مع الآخرين بأي شكل والبعض منهم يتعاطى مواد مخدرة تجعلهم أكثر عنفًا مثل «الاستروكس» واكثر إقدامًا على ارتكاب الجريمة ومن الممكن أن تدخلهم المادة المخدرة في ضلالات وهلاوس تجعلهم أكثر اجرامًا؛ فالمجرم في واقعة فيصل كان يخطط ويدبر للجريمة ونفذ أركانها في ثبات انفعالي تام لان هؤلاء الأطفال لا يمثلون له شي واهم شيء لديه الوصول الى أهدافه الانتقامية من الأم، هولاء الأشخاص المضادين للمجتمع يتسببون في إيذاءات نفسية وحياتية اكثر من ارتكاب الجرائم نفسها كل همهم الوصول الي أهدافهم وواقعة «المنيا» الشهيرة أو تعرف بمذبحة «دلجا «المشاعر الشريرة خلقت سحابة قاتمة للدماغ فتوقف التفكير والنتيجة هي قتل أم لستة أطفال ووالدهم دفعة واحدة، هؤلاء القتلة لا ينظرون إلى عواقب جرائمهم، بما يفكرون فيه هو تحقيق رغباتهم وتجد لديهم تبريرات كثيرة لأجرامهم. دكتورة إيمان عبدالله استشاري الصحة النفسية تقول: هؤلاء الذين يقبلون على قتل طفل سواء كان أب أو من الأقارب أو غريب عنه هذا الشخص خلع ثوب الإنسانية شخص سيكوباتي أو سادي هو لا يرى الطفل كائنًا بل يراه وسيلة لكي ينتقم، طاقة الغضب واللذة في سيطرته على هذا الطفل الضعيف، لا يشعرون بالذنب ولا يتعاطفون مع الطفل ودموعه وصراخه، بل تجدهم تحت سيطرة نوبة ذهانية أو هلاوس تجعلهم يفقدون الإحساس بالواقع، لا يرون الطفل بريء بل بالعكس يرونه مصدر تهديد لهم، في النهاية يجب عدم إقحام المرض النفسي في ارتكاب مثل هذه الجرائم كوسيلة للهروب من العقاب، فالمجرم هنا الذي هو أب أو أم يستخدم المرض النفسي «شماعة» للهروب من المسئولية القانونية والعقاب المنتظر الذي غالبًا ما يكون الإعدام شنقًا. اقرأ أيضا: