قنا: أبو المعارف الحفناوي قلوب غابت عنها معالم الرحمة، أمهات تحولت قلوبهن إلى أحجار قاسية، تجردت منهن كل مشاعر الإنسانية، تخلصن من فلذات أكبادهن لأسباب منها خشية الفضيحة ومنها بسبب علاقات غير مشروعة، أو ربما الانتقام من والدهم خوفا من الحصول على حكم بحضانتهم بعد خلافات انتهت بالطلاق. جرائم بشعة، كانت قاسية على كل من يسمع تفاصيلها، تبكي قلوب الغرباء حزنا على ما حدث، يتساءل الجميع، كيف تكون الأم هي مرتكبة جريمة قتل أطفالها؟، كيف طاوعتهن قلوبهن أن يفكرن لمجرد التفكير في أن يتخلصن من فلذات أكبادهن؟ فكيف لأم لا تتحمل أن يصاب طفلها بنزلة برد أو ألم في البطن وخلافه وأم تفكر بطريقة شيطانية للتخلص من أبنائها؟! أفكار شيطانية لأمهات تجردن من مشاعر الإنسانية، تخلصن من أطفالهن بطرق بشعة، حاولن إخفاء معالم الجريمة عليهن، وأبلغن الشرطة بأن سبب الوفاة سقوط أو تسمم، إلا أن يقظة الأمن كشف حيلهن الشيطانية. هنا في سوهاج، تخلصت الأم من أطفالها، انتقاما من طليقها، وفي الغردقة، قتلتهما لعدم قدرتها كتابتهما في السجلات، لزواجها عرفيًا وعدم اعتراف الأب بطفليه التوأم ، وفي قنا تخلصت من طفلتها خشية الفضيحة، وأخرى تخلصت من أطفالها الثلاثة، إرضاءً لعشيقها. كل هذه الجرائم ، كانت غريبة على المجتمع عامة وخاصة المجتمع الصعيدي، مما أثار الرأي العام، وكان له رد فعل غاضب من الجميع، خاصة لأن المجني عليه طفل والمتهم أم. انتقامًا من والدهم في سوهاج، شهد مركز المنشأة، جريمة منزوعة من كل معالم الرحمة، بعد أن أقدمت موظفة في الوحدة المحلية على التخلص من أطفالها الثلاثة، انتقامًا من طليقها والد الأطفال، حتى لا يحصل على حضانتهم. خلافات مستمرة بين الأبوين، استمرت لسنوات، كانت تزيد في معظم الأوقات، وتهدأ أحيانًا خشية الانفصال وأن يتربى الأطفال الأبرياء بعيدًأ عن أحدهما، تدخل البعض لتهدئة الأوضاع بين الطرفين، كانوا ينجحون في إقناعهما أحيانا، وأحيانا أخرى كانوا يفقدون الأمل في أن تستمر الحياة بين الزوجين بهذه الطريقة التي وصلت إلى طريق مسدود. وبالفعل كان الرأي الثاني في فقدان الأمل هو الطريق الذي وصلوا إليه، ولكن كانت هناك خلافات على حضانة الأطفال الثلاثة؛ فالأم ترى أنها هي الأحق في تربيتهم والأب يرى أنها ليست أما كغيرها من الأمهات، ولابد من الحصول على حضانة الأطفال حتى لا يعيشوا مع أم فقدت مشاعر الإنسانية. المشكلات تطورت بين الزوجين، حتى أقدمت الزوجة على رفع قضية خلع على زوجها، وبعد مشادات وخلافات، خشيت عليهما من أن يأخذهم والدهم فتخلصت منهم فماذا حدث؟ تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج إخطارًا من مأمور مركز المنشأة، يفيد بورود بلاغ بإصابة 3 أطفال بحالة إعياء خلال خروجهم للتنزه مع والدتهم. وتبين إصابة كل من ريم ح أ، 8 أعوام، وبسمة ح أ، 7 أعوام، وأمين ح أ، 6 أعوام، مصابين بحالة إعياء شديدة، وتوفيت المصابة الأولى والثانية فور دخولهما المستشفى، فيما لفظ الشقيق الثالث أنفاسه الأخيرة بعد ساعات من دخوله المستشفى. أوضحت والدتهم خلال التحقيقات معها؛ أنه ثناء تواجدهم بدائرة القسم للتنزه وقيام أبنائها بالإسراف في تناول ممنوعات الطعام حلوى وآيس كريم وذلك لوجود تاريخ مرضي مزمن لهم سكر شعروا بحالة إعياء وتوفوا نتيجة ذلك. وكشفت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة والدتهم عن طريق وضع مادة سامة لهم في الطعام، للتخلص منهم عقب رفعها دعوى خلع ضد زوجها ووجود خلافات بينهما على حضانة الأطفال، ما دعاها إلى التخلص منهم، قررت جهات التحقيق حبسها 15 يوما على ذمة التحقيقات. زواج عرفي وشهدت مدينة الغردقة، حادثًا مأساوية أيضًا، بعد أن تخلصت أم من طفلتيها التوأم، بعد أن فشلت فى استخراج شهادات ميلاد لهما، بعد زواجها عرفيًا. قبل 5 أعوام مضت، وتحديدا في 2018 تزوجت فتاة عرفيا بشاب، بعد أن جمعتهما قصة حب، وبعد عام من الزواج، أنجبت الأم طفلتين، لم تستطع استخراج شهادات ميلاد لهما، وبعد 4 أعوام تخلصت منهما. دخلت الأم البالغة من العمر 32 عاما، وتعمل عاملة في إحدى الكافتيريات في 2019 إلى مستشفى الغردقة العام في حالة وضع، وبالفعل وضعت طفلتين توأم، وبسؤالها داخل المستشفى، أخبرت أن والد الطفلتين كانت على علاقة معه، وأنه تزوجها عرفيا، ووعدها بالزواج وتركها وهرب، وحررت محضرا بذلك. وبعد 4 أعوام من الولادة، وبعد محاولات متكررة لإقناع والدهما بالرجوع، وكتابة الأطفال باسمه، فشلت الأم في ذلك، وعقب فشلها في استخراج شهادات ميلاد لهما، تخلصت منهما، وادعت أن سبب الوفاة تسريب غاز، حتى تهرب من العقاب. أبلغت الأم بأن طفلتيها توفيتا نتيجة تسريب الغاز، بعد دخولهما المستشفى العام بالغردقة جثتين، بصحبتها، وكشفت التحريات أنه بالكشف الطبى الظاهرى على الجثتين تبين وجود إصابات خنق فى منطقة الرقبة، مع احتمال وجود شبهة جنائية فى الوفاة. توصلت التحريات إلى أن الأم هي القاتلة، وتخلصت من طفلتيها لعدم قدرتها على تقديم شهادات ميلاد للتوأم منذ ولادتهما، وذلك بسبب زواجها عرفيًا. اقرأ أيضًا : ننشر .. أول مواجهة بين أساتذة الطب النفسى وقاتلة طفلها خوفًا من الفضيحة وفي الوقف شمالي قنا، تخلصت أم من طفلتها، خشية الفضيحة بعد أن ضبط الأهالي عشيقها وهو خارج من المنزل، فحاولت تبرير موقفها، بأن هذا الشاب لص، حاول السرقة، وفور رؤية صغيرتها، تخلص من الطفلة لإسكات صوتها حتى يهرب، إلا أن الشاب اعترف أنه كان على علاقة عاطفية معها وهي التي تخلصت من طفلتها خشية فضحيتها. وأدلت المتهمة باعترافاتها في محضر التحقيقات، قائلة: «قتلتها عشان ميجوزوهاش غصب عنها زيي وعشان ترتاح»، وتابعت :» كانت تربطني علاقة بشاب من نفس قريتي، وأهلي زوجوني من آخر، كنت رافضة ولكنهم أصروا على ذلك، لم أكن متقبلة الفكرة، وأنجبت منه طفل وطفلة، وبعدها لم ينته حبي للشاب الذي كانت تربطني به علاقة، وتطورت إلى مقابلات في منزلي». وأوضحت المتهمة؛ أنها أقبلت على قتل طفلتها حتى لا تلقى مصيرها وإرغامها على الزواج عنوة، ولذلك خنقتها حتى ماتت». وتابعت المتهمة في اعترافاتها؛ أنها ليلة ارتكاب الجريمة كانت مع عشيقها في المنزل، من الثانية عشر صباحا حتى السادسة صباحا، واعترف هو بنفس الاعتراف، وبعدها قتلت طفلتها للتخلص منها، واستغلت ذلك التوقيت بعد أن ضبط الأهالي عشيقها بعد خروجه من المنزل، في محاولة لإخفاء الفضيحة. وعاقبت المحكمة المتهمة بالإعدام شنقا، لارتكابها جريمة التخلص من طفلتها البالغة من العمر 3 أعوام خنقًا بعد أن بيتت النية وعزمت على التخلص منها. كوم البيجا جريمة كوم البيجا بمحافظة قنا، كانت هي الجريمة الأبرز، بعد أن تخلصت الأم من أطفالها الثلاثة، إرضاء لعشيقها، حاولت إيهام الجميع أن الأطفال ماتوا بالسم، إلا أن يقظة الأمن كشفت ملابسات الجريمة، وألقت القبض عليها وعشيقها، وعاقبتهما المحكمة بالإعدام شنقًا. منذ سنوات تزوجت فتاة، لم يتخط عمرها 18 عاما، بموظف في السكة الحديد، يكبرها بست سنوات، ومن متوسطي الدخل، عاشا سويا، وأنجبا 4 أطفال ولدين وبنتين، أكبرهم 9 سنوات، وأصغرهم أمنية سنة وشهرين، الوحيدة التي نجت من الموت. الحياة كانت بين الزوجين بها مشكلات عديدة، بالرغم من طيبة الزوج الذي يعيش على الفطرة، لذلك شك الزوج من كثرة مشكلاتها، بعلاقتها العاطفية بسائق من أقاربها، زادت من حدتها في الآونة الأخيرة، مما زاد من الخلافات بين الزوجين. وقبل وقوع الحادث نشبت مشادات حادة بين الزوجين، فقررت الانتقام منه، فاتفقت مع عشيقها على التخلص منه، حتى لا يفتضح أمرهما، لكن نشبت خلافات بينها وعشيقها على من سينفذ الجريمة، وآلية تنفيذهما. فكرا الاثنان، في التخلص من الزوج عن طريق قتله داخل المنزل، ولكن الزوجة خشيت من ذلك فهداهما تفكيرهما أن يتخلصا منه ومن الأطفال، حتى تصبح الزوجة بمفردها، حتى تهرب مع العاشق ويتزوجان، ولكن اختلفا على التخلص من الطفلة الرضيعة الأخيرة، حتى توصلا إلى اتفاق بأن يتخلصا من الزوج والأطفال الثلاثة ولدان وبنتين، حتى يخلو لهما الجو. وبعد تفكير شيطاني عميق، توصلا إلى وضع سم قاتل، داخل عصير، واعطائه للزوج والأطفال للتخلص منهم، وايهام الأهل والأقارب أن سبب الوفاة تناول عصير فاسد منتهي الصلاحية. وقد اعترف المتهمان بارتكاب الواقعة ومثلا الجريمة، وقررت الجهات المختصة إحالة القضية إلى محكمة الجنايات التي عاقبت المتهمين بإحالة أوراقهما إلى المفتي، ثم الإعدام شنقًا بعد الحصول على موافقة مفتي الجمهورية. الرغبة في الانتقام يقول الدكتور محمود السيد، أستاذ علم النفس والاجتماع، إنه ليس هناك مبرر لارتكاب أي جريمة مهما كان نوعها أو قسوتها، لكن هناك دوافع تؤدي إلى ارتكابها، منها الغضب والوصول إلى طريق مسدود، يجعل مرتكب الجريمة ينفذ جريمته سواء بالتخطيط لها وهذا ما يعرف قانونيًا سبق الإصرار والترصد وخاصة يكون في جرائم الأخذ بالثأر خاصة في محافظات الصعيد، أو ربما يكون في حالات الانتقام، وهذا النوع يكون هناك تأييد وتراجع وتأييد من الشخص نفسه لارتكاب الجريمة، وهناك محاولات يتراجع فيها الشخص ومحاولات أخرى يقوده تفكيره إلى تنفيذ الجريمة مهما كانت عواقبها. ويتابع د.السيد: أن جرائم تخلص الأمهات من أطفالهن، والذي حدث في أكثر من مكان، له مؤشر اجتماعي صعب للغاية، فكيف لأم تعبت وربت أن تتخلص من فلذات أكبادها، ولكن الدوافع المعلنة وفقا للتحريات الأمنية، كانت قهرية نفسيًا جعلت الأم تخطط لتنفيذ جريمتها البشعة التي لا تخطر على بشر وليس لها في الإنسانية من شيء. ويشير أستاذ علم الاجتماع إلى أن العوامل النفسية السيئة التي يمر بها منفذ الجريمة، تقوده لذلك، فنرى الابن يقتل والدته والزوج يتخلص من زوجته، وشخص يتخلص من خصمه مهما كانت درجة القرابة ولكن عندما تتخلص الأم من فلذة أكبادها يكون العامل النفسي وصل لدرجة كبيرة، وأحيانا يكون ذلك لمجرد الوصول إلى أن تشبع رغباتها في الانتقام أو بدافع الشرف في حالات غير مشروعة.