يجمع الرئيس السيسي والملك توت عنخ آمون الكفاح من أجل الاستقرار واستعادة الهدوء والسلام؛ فالملك القادم من عمق التاريخ يسعى إلى إبعاد الإنسان عن التشدد والعنف باجتذابه نحو الحضارة والثقافة وتأمل الفن، وهو ذات النهج الذى يتبناه الرئيس السيسي اليوم من خلال تعظيم قوة مصر الناعمة وعمقها الثقافي. في مشهدٍ أسطوري أبهر العالم، افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي رسميًا المتحف المصري الكبير في احتفاليةٍ دولية وُصفت بأنها «أعظم حدث ثقافي في القرن الحادي والعشرين»، يجسِّد استعادة مصر لريادتها الحضارية ومكانتها كقلبٍ نابضٍ للتراث الإنساني. وقد استحوذت قاعة الملك توت عنخ آمون على اهتمام زعماء العالم، فالملك الذي أعاد لمصر الهدوء والاستقرار بعد عهد إخناتون المضطرب، يعود اليوم فى الجناح الرئيسي للمتحف - الهرم الجديد المجاور لأهرامات الجيزة - كتحيةٍ للملك الذهبي الذى تجاوز حدود التاريخ والجغرافيا، ليصبح رمزًا عالميًا للخلود. اصطحب الرئيس السيسي ضيوف مصر وزعماء العالم في جولة داخل قاعة توت عنخ آمون، التي تمتد على مساحة تقارب 7500 متر مربع، وتضم أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية من مقتنياته الكاملة، تُعرض لأول مرة في مكانٍ واحد منذ اكتشاف مقبرته على يد هوارد كارتر عام 1922 في وادي الملوك. وتجسِّد القاعة رحلة الملك الطفل من وادي الملوك إلى وجدان الإنسانية، عبر عرضٍ متحفي يُعد الأحدث في العالم، مستخدمًا أحدث تقنيات العرض والإضاءة التفاعلية والمؤثرات البصرية التي تنقل الزائر إلى عالمٍ من السحر والخلود. قبل أن يستقر الملك فى وطنه ويحتل مكانه المهيب في المتحف، ارتحل عبر العالم فى جولات ثقافية تُعد من أنجح المعارض الأثرية فى التاريخ الحديث. بدأت رحلات كنوزه فى ستينيات القرن الماضى بمعرض «كنوز توت عنخ آمون» فى لندن عام 1972، الذى جذب أكثر من 1.7 مليون زائر. تلتها جولات فى الولاياتالمتحدة، واليابان، وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، حيث تجاوز عدد زوار معارضه أربعين مليون شخص حول العالم. وذكرت وزارة السياحة والآثار أن عائدات هذه الجولات «ساهمت فى دعم مشروعات الترميم وإنشاء المتحف المصرى الكبير»، مؤكدةً أن الملك وكنوزه الذهبية ثروة لا تقدَّر بثمن، وأنه «دعم وطنه ماديًا خلال رحلته نحو الخلود». كان حفل الافتتاح لوحةً فنية مبهرة امتزج فيها الضوء بالموسيقى والتاريخ، فى عرضٍ ضوئي ثلاثي الأبعاد عند سفح الأهرامات، جسّد رحلة مصر عبر العصور، من فجر التاريخ إلى المستقبل. تألقت الأضواء الذهبية في سماء الجيزة، وترددت موسيقى أوركسترا الفيلهارمونى المصري في تناغمٍ مع مؤثراتٍ بصرية تُبرز عظمة الفن المصرى القديم. وقد كان الحفل عملًا عالميًا متميزًا تصدّت له الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى نجحت باقتدار فى إبهار الحضور بذوقٍ رفيع فى اختيار كل تفاصيل العرض ومفرداته، وما تضمنه من رسائل ثقافية وحضارية رسّخت اللحظة التاريخية فى أذهان الحضور من زعماء العالم. وخلال كلمته، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن السلام هو أساس الحضارة، وأن مصر، التى علّمت الإنسانية معنى الحياة، ما زالت تمدّ العالم برسالة سلامٍ وتعايشٍ وعدلٍ بين الشعوب. لقد حمل افتتاح المتحف رسالة واضحة مفادها أن القوة الحقيقية لمصر تكمن في حضارتها وثقافتها وإنسانيتها، وفى كفاحها الدائم للحفاظ على السلام فى أكثر مناطق العالم اضطرابًا. ويجمع الرئيس السيسي والملك توت عنخ آمون الكفاح من أجل الاستقرار واستعادة الهدوء والسلام؛ فالملك القادم من عمق التاريخ يسعى إلى إبعاد الإنسان عن التشدد والعنف باجتذابه نحو الحضارة والثقافة وتأمل الفن، وهو ذات النهج الذى يتبناه الرئيس السيسي اليوم من خلال تعظيم قوة مصر الناعمة وعمقها الثقافى، المستمد من حضارتها القديمة القائمة على الإنسان والأمن والحياة. إن جناح الملك توت عنخ آمون هو أثمن مقتنيات المتحف المصري الكبير وسفيره الدائم حول العالم، وقد صُمِّم ليكون رحلة في الزمان والمكان تجمع بين الفن والدين والسياسة، وتشكل عنصر الجذب الرئيسي لكل المهتمين بالتاريخ والآثار في شتى القارات. واليوم، يستقر الملك الصغير في قاعته الذهبية عند سفح الأهرامات، في لحظةٍ تعلن فيها مصر أن التاريخ لا يُعرض فقط في المتاحف، بل يُكتب من جديد على أرضها بحروفٍ من نورٍ، وبروحٍ من سلامٍ خالدٍ يليق بحضارةٍ صنعت التاريخ، وما زالت تُلهم العالم.