في مثل هذا اليوم، تحل ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة معالي زايد، إحدى أبرز نجمات الدراما والسينما المصرية في الثمانينيات والتسعينيات، والتي تركت بصمة مميزة في قلوب الجمهور بأدوارها الثرية والمتنوعة، وقدرتها الفائقة على تجسيد الشخصيات ببساطة وصدق. النشأة والبدايات ولدت معالي عبد الله أحمد زايد في 5 نوفمبر عام 1953 في القاهرة، داخل أسرة فنية؛ فوالدتها كانت الفنانة آمال زايد، خالة الفنانة جمالات زايد، مما جعل الفن يجري في عروقها منذ الصغر. درست في كلية الفنون الجميلة، وهو ما انعكس على شخصيتها الهادئة وحسها الفني الراقي، قبل أن تخوض أولى خطواتها نحو النجومية عندما اكتشفها المخرج الكبير رفيق الصبان في أواخر السبعينيات. بدأت مسيرتها الفنية بمسلسل "الليلة الموعودة"، لتتوالى بعدها أعمالها التي أثبتت موهبتها وقدرتها على التنوع بين الأدوار الكوميدية والتراجيدية، في السينما والتلفزيون على حد سواء. أعمال خالدة في ذاكرة الجمهور قدمت معالي زايد مجموعة كبيرة من الأعمال التي لا تنسى، منها: "للحب قصة أخيرة" "البيبي دول" "عباس الأبيض في اليوم الأسود" "الدم والنار" "السيدة الأولى" كما تألقت في السينما من خلال أفلام مثل "كتيبة الإعدام" و"دماء على الأسفلت" و"الورثة"، لتصبح واحدة من أيقونات التمثيل الحقيقي البعيد عن الزيف والادعاء. أزماتها الشخصية رغم النجاح الفني الكبير، إلا أن حياة معالي زايد لم تخل من الصعوبات والأزمات فقد كانت شخصية حساسة تميل إلى العزلة، تبتعد عن الأضواء إلا في الضرورة، وترفض الدخول في دوائر الصخب الفني. عانت من بعض الخلافات في الوسط الفني بسبب تمسكها برأيها واعتزازها بكرامتها، كما مرت بأزمات صحية صعبة في أواخر حياتها. الزواج والأبناء تزوجت معالي زايد مرة واحدة فقط من طبيب، لكن الزواج لم يستمر طويلًا، إذ انفصلت سريعًا وقررت ألا تكرر التجربة مرة أخرى. رزقت بابن وحيد يدعى أحمد، كان يمثل لها السند والدافع في الحياة، وابتعدت تمامًا عن الزواج بعده لتتفرغ للفن ولحياتها الهادئة بعيدًا عن الأضواء. الرحيل الصادم رحلت الفنانة معالي زايد في 10 نوفمبر عام 2014 بعد صراع قصير مع مرض سرطان الرئة، تاركة إرثًا فنيًا ضخمًا من الأعمال الراقية التي ما زالت تعرض وتخلد اسمها. كانت وفاتها صدمة كبيرة لمحبيها وزملائها الذين أجمعوا على أنها كانت فنانة نقية القلب، مخلصة لفنها، ومتواضعة رغم شهرتها.