من المهم والطبيعى على المستويين الوطنى والقومى، أن ينتاب العالم العربى كله بامتداد دوله وشعوبه من المحيط إلى الخليج القلق العميق والأسف الشديد، للتطورات بالغة الخطر التى وصلت إليها الأمور فى السودان الشقيق، فى ظل الصدامات الجارية والحرب المشتعلة بين الحكومة الشرعية والجيش السودانى والمليشيات العسكرية الانفصالية المسماة حاليًا بقوات الدعم السريع الجنجويدش سابقا. ومن الطبيعى فى هذا السياق، أن يكون القلق والاهتمام المصرى تجاه هذه التطورات وتلك الأخطار أكثر وأشد عمقًا، نظرًا لما للسودان الشقيق من مكانة ووضع خاص بالنسبة لمصر الدولة والشعب على مر التاريخ. تلك حقيقة ثابتة وراسخة فى الوجدان الرسمى والشعبى المصرى تجاه الأشقاء فى السودان منذ الأزل، ومع نشأة المجتمعات والشعوب والدول فى هذه المنطقة من العالم. والمؤكد أن هذه الحقيقة تزداد رسوخاً فى كل يوم بحيث أصبحت واقعًا ثابتًا على الأرض، مؤيدًا بثوابت الجغرافيا ومسيرة التاريخ الإنسانى الممتد منذ فجر التاريخ ومولد الحضارة، فى رحاب وادى النيل بشطريه الشمالى والجنوبى. وفى هذا الإطار تأتى الجهود المصرية الداعية للوقف الفورى والدائم للحرب وتوقف عمليات القتال فى إطار عملية سياسية شاملة يقودها السودانيون أنفسهم تتيح الوصول لهدنة إنسانية شاملة ووصول المساعدات الإنسانية وتخفيف المعاناة عن المدنيين. ومن هنا يأتى تأكيد مصر القوى على التمسك بوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية، والرفض الكامل والبات لأى مخططات لتقسيم السودان الشقيق. وانطلاقًا من ذلك .. وفى إطار حرص مصر الثابت على وحدة السودان وسلامة أراضيه يأتى تأكيد وزير الخارجية المصرى د. بدر عبد العاطى على دعم مصر الكامل للشعب السودانى الشقيق والتزامها بمواصلة الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام فى السودان. كما يأتى تأكيد مصر الدائم والواضح على لسان قيادتها السياسية.. على أن أمن السودان واستقراره يعد جزءًا لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة.