في احتفالية عالمية مبهرة غير مسبوقة، شهدت العاصمة المصرية القاهرة مساء اليوم افتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر صرح ثقافي وحضاري في تاريخ مصر الحديث، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من قادة وزعماء العالم، وسط متابعة إعلامية دولية. وتم البث المباشر عواصم عديدة من حول العالم، ومنها: - باريس - سيدني - طوكيو - نيويورك - ريو دي جانيرو يقع المتحف المصري الكبير على مساحة 500 ألف متر مربع بالقرب من أهرامات الجيزة، ويُعدّ المشروع الثقافي الأضخم في القرن الحادي والعشرين، إذ يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تجسّد مسيرة الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر البطلمي. ومن أبرز معالم المتحف البهو العظيم الذي يستقبل الزائرين بتمثال الملك رمسيس الثاني بارتفاع 11 مترًا، والمسلة المعلقة الفريدة من نوعها، إلى جانب الدرج العظيم الذي يعرض تماثيل ملوك مصر القديمة وفق ترتيب زمني دقيق، وقاعة الملك توت عنخ آمون التي تحتضن المجموعة الكاملة للملك الذهبي لأول مرة في التاريخ. كما يضم المتحف المصري الكبير متحف مراكب خوفو التي نُقلت في واحدة من أعقد عمليات النقل الأثري في العالم عام 2021، إضافة إلى مركز ترميم عالمي يُعد الأكبر في الشرق الأوسط، ومتحف للأطفال يقدم تجربة تعليمية تفاعلية تربط الأجيال الجديدة بجذور حضارتهم. وشهدت مراسم الافتتاح عروضًا فنية وضوئية مبهرة استعرضت تاريخ مصر عبر العصور، بمشاركة فرق موسيقية عالمية، في مشهد جمع بين الأصالة والتكنولوجيا الحديثة، ليعكس قدرة مصر على الجمع بين عظمة الماضي وإبداع الحاضر. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته أن افتتاح المتحف يمثل "رسالة فخر من مصر إلى العالم"، مشددًا على أن الحضارة المصرية لا تزال حيّة ومتجددة، وأن مصر الحديثة قادرة على حماية تراثها وتقديمه للعالم برؤية معاصرة تليق بمكانتها التاريخية. ويُنتظر أن يستقبل المتحف في أيامه الأولى عشرات الوفود الرسمية والرئاسية من مختلف الدول، من بينها فرنسا واليابان والصين والإمارات والسعودية، إلى جانب مسؤولي منظمة اليونسكو والمجلس الدولي للمتاحف (ICOM). وبافتتاح المتحف المصري الكبير، تدخل مصر مرحلة جديدة من الحضور الثقافي العالمي، حيث يتحول المتحف إلى بوابة حضارية تروي قصة الإنسانية من جديد، وتجعل من الجيزة ملتقى الماضي والمستقبل في مشهد يُخلّد اسم مصر في ذاكرة العالم. اقرأ أيضًا | أبرز النجوم المشاركين في افتتاح المتحف المصري الكبير