بين أروقةٍ تحاكي عظمة الأهرامات، وبأنفاسٍ تعبق بعبق الفراعنة، يستعد المتحف المصري الكبير لفتح أبوابه أمام العالم في لحظة طال انتظارها. إنه ليس مجرد متحف، بل تجربة حسية وفكرية تُعيد للحياة ملامح حضارةٍ سطّرت اسمها في الخلود، وتجمع بين عراقة الماضي ورؤية المستقبل. «إكسترا نيوز» ترصد الاستعدادات لافتتاح المتحف المصري الكبير في غضون أيام قليلة، 6 أيام تفصلنا .. سيُفتتح المتحف المصري الكبير رسميًا، ليكون أكبر صرح أثري مخصص للحضارة المصرية القديمة في العالم. صُمّم هذا المتحف ليكون تجربةً متكاملة لا تقتصر على العرض، بل تمتد لتروي الحكايات التي شكّلت هوية أمةٍ عمرها آلاف السنين. رحلة عبر الزمان: داخل قاعات العرض، يجد الزائر نفسه في قلب قصةٍ متكاملة تُروى من خلال أكثر من 12 قاعة رئيسية، تبدأ من الدولة القديمة وتصل حتى العصور اليونانية والرومانية، متتبعةً تطور المعتقدات، الملكية، والمجتمع المصري عبر العصور. كنوز الملك الشاب: وفي قلب المتحف، تحتل قاعات توت عنخ آمون مكانةً مميزة، حيث يُقدَّم عرضٌ موضوعي عبر 5 محاور تحكي حياة الملك الشاب: من الهوية والطقوس الجنائزية إلى البعث والحياة اليومية، وصولاً إلى لحظة الاكتشاف المذهلة التي أبهرت العالم. روعة التصميم والعظمة المعمارية: المتحف نفسه تحفة معمارية حديثة تستلهم خطوطها من الأهرامات الخالدة. يبرز في بهوه العظيم مشهدٌ مهيب يضم 10 تماثيل متشابهة للملك سنوسرت الأول، مصطفّة في تناغم بصري يعبّر عن النظام والجلال في العمارة المصرية القديمة. مركز عالمي لحماية التراث: يضم المتحف 19 مختبرًا متخصصًا في مركز الترميم، من بينها مختبرات علمية وترميمية وتوثيقية، تُعنى بالحفاظ على القطع الأثرية وصيانتها وفق أحدث المعايير العالمية، في تأكيدٍ على دور مصر الريادي في حماية تراث الإنسانية. لمحة من الحياة القديمة: ومن بين المعروضات المميزة، تستقبل الزوار 26 قطعة أثرية من مجموعة مسحتي، تُجسّد جوانب من الحياة اليومية والعسكرية في مصر القديمة، ومنها كتيبة الجنود التي تعكس الدور البطولي للمقاتلين في بناء الدولة وحمايتها. المتحف المصري الكبير ليس مجرد وجهة ثقافية، بل نافذة على روح مصر التي لا تزال تنبض بالحياة. إنه وعدٌ بمستقبلٍ يحتفي بالماضي، واحتفالٌ بالحضارة التي ما زالت تُلهم العالم منذ آلاف السنين.