يفتح المتحف المصري الكبير أبوابه للزوار، ليكون شاهداً على حضارة مصر العريقة ورمزاً ثقافياً وتاريخياً يجمع بين عبق الماضي وروعة الحاضر. يقع المتحف عند سفح أهرامات الجيزة، ليجذب الأنظار من جميع أنحاء العالم ويكون بوابة لاستكشاف الآثار المصرية بتصميمه المذهل ومساحته الواسعة التي تضم آلاف القطع الأثرية التي تُعرض لأول مرة في مكان واحد، لذلك يُعد المتحف المصري الكبير وجهة بارزة تستقطب اهتمام الزوار خلال الأيام الحالية، خاصةً مع بدء التشغيل التجريبي للقاعات الرئيسية. يندمج في هذا الصرح الفريد عبق التاريخ المصري القديم بتصاميم حديثة وتقنيات متطورة، مما يجعله محطة لا غنى عنها لعشاق الثقافة والحضارة المصرية. ومع افتتاح البهو العظيم، الدرج العظيم، المسلة المعلقة، والمنطقة التجارية، تتجدد تطلعات الزوار للاستمتاع بتجربة ومع التشغيل التجريبي تتزايد آمال الزوار بأن يكون المتحف تجربة استثنائية تستحق الانتظار. ◄ سافر عبر الزمن وفي رحلة تاريخية ملهمة من خلال برنامجنا «مسافر عبر الزمن» عبر «بوابة أخبار اليوم» الذي أصبح وجهة رئيسية لمحبي التراث والمغامرين، نكشف كافة التفاصيل عن المتحف المصري الكبير.. ومع اقتراب الافتتاح الرسمي، يبرز الدور الكبير لهذا المشروع في دعم السياحة وتحقيق أهداف مصر الطموحة في جذب ملايين الزوار سنوياً. لقد تم تصميم المتحف المصري عندما كان بضع مئات من الناس يشكلون حشدًا. السياحة هي الآن واحدة من الركائز الأساسية للاقتصاد المصري، وتأمل الحكومة هذا العام في استقبال 18 مليون زائر، و30 مليونًا بحلول عام 2030. ◄ معومات عن المتحف يُعد المتحف المصري الكبير واحدًا من أكبر وأهم المتاحف على مستوى العالم. بُني على مساحة شاسعة بالقرب من أهرامات الجيزة، ليصبح ليس مجرد متحف تقليدي، بل صرحًا معماريًا وثقافيًا يستعرض التاريخ المصري بشكل مبتكر. ويضم المتحف أكثر من مائة ألف قطعة أثرية، من بينها مجموعات لا تقدر بثمن مثل كنوز توت عنخ آمون. ◄ التشغيل التجريبي يشمل التشغيل التجريبي الحالي للمتحف البهو العظيم الذي يعد مدخلًا رئيسيًا ومقدمة مهيبة تعكس عظمة الحضارة المصرية، إضافة إلى الدرج العظيم الذي يُعتبر ممرًا فريدًا بين طوابق المتحف، والمسلة المعلقة التي تعد رمزًا هندسيًا رائعًا. إضافة إلى المنطقة التجارية، التي توفر للزوار تجربة متكاملة تشمل التسوق وتناول الطعام والاستمتاع بالأجواء المحيطة بالمتحف. ◄ إقبال الجماهيري يُلاحظ أن الإقبال الكبير على المتحف المصري الكبير خلال الفترة الحالية يعكس شغف الناس بالتاريخ ويعزز من وضع مصر كوجهة سياحية متميزة. فمن خلال هذا الصرح، يتم تعريف الزوار بثقافة مصر القديمة وجمالها، مما يسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي ودعم السياحة الثقافية. ◄ التجربة السياحية يتيح التشغيل التجريبي للمتحف فرصة فريدة لتجربة الخدمات المقدمة واستيعاب توقعات الزوار، إلى جانب التقييم المستمر لهذه التجربة وتحسينها. ويعد هذا الأمر فرصة لتحقيق تجربة متكاملة عند الافتتاح الرسمي، مما يجعل الزائر في رحلة فريدة وممتعة تتجاوز حدود العرض التقليدي للآثار. ◄ آراء الزوار عبّر العديد من الزوار عن إعجابهم بالتصميم الرائع للمتحف وبالمقتنيات النادرة التي يحتويها، وأشادوا بمستوى التنظيم والخدمات المتاحة. كما ينتظر الكثيرون افتتاح باقي المرافق والقاعات بشكل رسمي ليتمتعوا بتجربة شاملة وكاملة لهذا الصرح العظيم. ◄ توقيت الزيارة وأسعار التذاكر يستقب المتحف الزائرين، يوميًا من الساعة 8:30 صباحا حتى 6 مساءً، ويغلق بيع التذاكر في الساعة 4 مساءً. وتختلف أسعار التذاكر بحسب الفئة، حيث تبدأ أسعار الدخول من 200 جنيه مصري للمصريين، و1200 جنيه مصري للعرب أو الجنسيات الأخرى، و600 جنيه مصري للأجانب، وتتوفر خصومات للأطفال والطلاب وكبار السن. ◄ الحضارة المصرية من جانبه، قال الدكتور حسين كمال مدير مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير، إن الحضارة المصرية القديمة من أهم الحضارات، موضحا أن وجود متحف يحاكي الحضارة المصرية يليق بحجم المتحف المصري الكبير هو هدية للعالم، ونوثق من خلاله تاريخ الحضارة المصرية. وأشار إلى أن هناك مساحات عرض متحفي كبيرة مفتوحة منها ميدان المسلة والبهو العظيم والدرج العظيم ومراكب الملك خوفو وقاعات العرض الرئيسية وقاعة الملك توت، فضلا عن أنشطة تجارية وثقافية وهو صرح ثقافي، مفيدا بأن هناك 14 ألف قطعة أثرية في قاعات العرض الرئيسية وعدد كبير من القطع الأثرية يعرض لأول مرة في المتحف المصري الكبير. ◄ الترويج للمتحف وكشف الدكتور حسين كمال في تصريحات خاصة ل «بوابة أخبار اليوم»، عن التشغيل التجريبي ل 12 قاعة رئيسية، تضم أكثر من 14 ألف قطعة تروي تاريخ الحضارة المصرية من عصر ما قبل الأسرات وحتى نهاية العصر اليوناني الروماني، كما أن مساحة المتحف نص مليون متر مربع، تحديدا 491 ألف متر مربع. أضاف خلال اللقاء أن القاعات التي سيبدأ تشغيلها على مقامة على مساحة 18 ألفًا و800 متر مريع، وتم وضع القطع الأثرية بها وفقا للتقسيم التاريخي والتقسيم الموضوعي لتروي موضوعات مختلفة كالبعث والطب والهندسة والزراعة وغيرها. أوضح الدكتور حسين كمال أن التشغيل التجريبي هدفه بجانب الترويج للمتحف والسياحة في مصر فأيضًا الهدف هو خضوع القاعات للدراسة وإدارة المجموعات من الزوار داخل المتحف، لتدارك أية ملاحظات قبل الافتتاح الرسمي. ◄ قرار سياسى ولفت إلى أن فكرة المتحف المصري الكبير بدأت عام 1998، لكن الخطوات التنفيذية بدأت بمركز ترميم الآثار الذي تم بناؤه من 2004 إلى وافتتاحه 2010، ومنذ افتتاح مركز الترميم وهو النواة الأساسية التي يُجمع فيها كل القطع الأثرية وعرضها متحفيا، مشددا على أن المتحف هو أكبر مركز ترميم على مستوى العالم، وهذا المركز مبني على مساحة 32 ألف متر مربع ويغطي كافة أنواع الصيانة أو إعداد قاعات العرض بشكل مناسب لحفظ الآثار. وأضاف كمال، بالنسبة لموعد افتتاح المتحف فهو قرار سياسى، يحتاج إلى دراسة متأنية طبقا للظروف الداخلية والخارجية". وأكد مدير مركز الترميم ب المتحف المصرى الكبير، أنه بالنسبة لأعمال التنفيذ بالمتحف فقط انتهت بنسبة 100%. قال الدكتور حسين كمال مدير مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير، إن المركز تم تأسيسه قبل بناء المتحف ليقوم بدور تجهيز القطع الأثرية وقاعات العرض، للوصول الى نقطة التميز والتي يعلمها جيدا المرممون والاثريون حتى خروج العرض المتحفي المتميز. اقرأ أيضا| حواس يطالب برفع أسعار تذاكر زيارة السائحين للمتاحف وإلزامهم بالدفع بالدولار واستكمل قائلا : مركز الترميم قبل وبعد الافتتاح له أهمية خاصة في الترويج للمتحف المصرى الكبير ، لافتا إلى أن نشر قرابة 160 بحثا علميا عن أنشطة المركز للحفاظ على التراث الثقافي، ونسعى أن يكون مركز ترميم المتحف المصري الكبير لدراسة المصريات ، وكمركز بحثي وتدريبي بالإضافة الى تقديم الدعم الفني . ◄ البهو الرئيسي وتجمع قاعات العرض الرئيسية بين روعة القطع الأثرية الفردية والسرد التاريخي الأوسع، مما يتيح للزوار استكشاف التراث المصري بطرق متعددة، سواء عبر الترتيب الزمني، أو من خلال موضوعات محددة، أو بأسلوب مخصص يتناسب مع اهتماماتهم الخاصة. ويضم البهو الرئيسى تماثيل أثرية مهيبة كتمثال الملك رمسيس الثاني وعمود النصر للملك مرنبتاح، وغيرها من الكنوز التي تربط تاريخ مصر بحاضرها ويضيف الدرج العظيم إلى فخامة المتحف، حيث يعرض أكثر من 60 تمثالاً ملكياً وغيرها من التحف الفريدة، مما يعزز تجربة الزوار خلال اكتشافهم لتراث مصر القديمة. تجدر الإشارة إلى أن قاعة عرض توت عنخ آمون ستظل مغلقة حتى الافتتاح الرسمي. لكن ما لما يعرفه الكثير أن مازال المتحف لديه العديد من الكنوز الأثرية التي لم يتم الكشف عنها ولعل أبرزها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، حيث تم تخصيص قاعتين رئيسيتين تحوي مجموعة الملك الشاب وستعرض كاملة لأول مرة منذ اكتشافها، ووضعها في المخازن لعدم وجود مكان مناسب للعرض. ◄ تثبيث القطع الأثرية كما كشف الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار ب المتحف المصري الكبير إن الأعمال بقاعات الملك توت عنخ آمون، منتهية منذ فترة طويلة وجاهزة للافتتاح الرسمي؛ حيث تم تثبيث كافة القطع الأثرية لكنوز الملك ولم يتبق سوى مجموعة بسيطة وعددها 220 قطعة فقط موجودة في المتحف المصري بالتحرير من بينها القناع الذهبي وكرسي العرش، و10 قطع موجودة في متحف شرم الشيخ، و11 قطعة موجودة في متحف الغردقة، وجميعها سيتم جلبها ونقلها للمتحف المصري الكبير قبل موعد الافتتاح الرسمي بوقت كاف فهي لا تحتاج إلى ترميم ولكنها في حالة جيدة، حيث تم وضع جدول زمني لنقلها لتنضم إلى باقي مجموعة الملك قبل الافتتاح الرسمي، لتعرض كافة كنوز الملك توت عنخ آمون ومجموعته الكاملة لأول مرة وعددها أكثر من 5300 قطعة. ويضم المتحف المصري الكبير كذلك، متحف مراكب الملك خوفو، وكشف مدير عام الترميم ونقل الآثار عن أنه سيكون من أفضل المتاحف النوعية داخل المتحف المصري الكبير فلأول مرة سيتم عرض مركبي الملك خوفو، كاشفًا عن الانتهاء من تركيب وتأهيل المركب الأولى بنسبة 100 ويتم حاليًا وضع بعض اللمسات النهائية الخاصة بالتعقيم وغيرها. وبالنسبة للمركب الثانية فقد تم الانتهاء من رفعها بالكامل من منطقة الأهرامات ونقلها إلى المتحف المصري الكبير، ويتم حاليًا العمل على التجميع المبدئي للمركب الثانية، وسيتم لاول مرة عرض المركبين داخل متحف واحد، وفي تجربة فريدة من نوعها داخل متحف مراكب الملك خوفو وهي أن الزائر سيرى المركب الأولى وهي كاملة ومجمعة ومعروضة، ويرى الثانية وهي يتم تجميعها وترميمها من قبل المرممين وستكون تجربة شيقة ورائعة، وهو مشروع مشترك بين مصر واليابان. ◄ الأجيال القادمة يقف المتحف المصري الكبير شاهداً على عظمة الحضارة المصرية واهتمام مصر بحفظ تاريخها وعرضه للعالم بأفضل شكل. ومع رؤية واضحة لمستقبل السياحة، يعد المتحف بتقديم تجربة فريدة من نوعها تربط بين الماضي والحاضر وتلبي تطلعات الزوار من كافة الأعمار والثقافات. لذلك يُعد المتحف المصري الكبير خطوة مهمة نحو تعزيز الهوية الثقافية لمصر والحفاظ على تراثها الغني، وبفضل الاهتمام المتزايد والإقبال الجماهيري الحالي، يبدو المستقبل واعدًا لهذا المشروع، مما يعزز من مكانته كوجهة سياحية بارزة في المنطقة والعالم