على مدار السنوات الماضية، سطّر رجال الشرطة المصرية صفحات من البطولة والفداء، وقدّموا أرواحهم قربانًا من أجل أن يبقى الوطن آمنًا مستقرًا. لم يتراجعوا يومًا أمام خطر، ولم يترددوا لحظة في مواجهة الموت من أجل مصر، فكانت تضحياتهم هي الثمن الغالي الذي دفعوه لحماية أرواح الملايين من أبنائها. وفي السطور التالية نستعرض بعض الصفحات المضيئة من تاريخ أحد أقوى الأجهزة الامنية على مستوى العالم بشهادة رئيس أكبر دولة في العالم. وفي مقدمة هؤلاء الأبطال، يبرز اسم الشهيد النقيب محمد محمود سعد، ابن قرية دنفيق بمركز نقادة جنوب محافظة قنا، الذي استُشهد أثناء تأدية واجبه الوطني مما يؤكد أن هؤلاء هم الأبطال الذين كتبوا بأرواحهم أنبل قصص الشرف، وتركوا للأجيال القادمة دروسًا في الإخلاص والانتماء خلال هذا التحقيق نرصد أبرز شهداء الشرطة الذين سطروا أسماءهم فى تاريخ البطولات النقيب محمد محمود سعد، ابن قرية دنفيق بمركز نقادة جنوب محافظة قنا، اسم يضاف إلى سجل الأبطال من شهداء الشرطة المصرية الذين قدّموا أرواحهم فداءً للوطن. فقد استُشهد الضابط الشاب أثناء تأدية واجبه الوطني بالعاصمة القاهرة، إثر حادث سير أثناء العمل، ليترجل بطل جديد من صفوف رجال الشرطة الذين لا يترددون في تقديم حياتهم من أجل أمن مصر واستقرارها. كان الشهيد مثالًا للانضباط والتفاني، عرفه زملاؤه بدماثة خلقه وإخلاصه في أداء مهامه، فكتب نهايته بشرف كما عاش حياته في خدمة الوطن. وبرحيله، فقدت وزارة الداخلية أحد رجالها الأوفياء، فيما شيّع أهالي قريته جثمانه في جنازة مهيبة تليق ببطلٍ عاش من أجل الواجب، ورحل وهو يؤديه بكل صدقٍ وإيمان. في مشهد مهيب يملؤه الحزن والفخر، شيّع الآلاف من أبناء قرية دنفيق التابعة لمركز نقادة جنوب محافظة قنا، جثمان الشهيد النقيب محمد محمود سعد، أحد أبناء القرية الأبرار، والذي لقي ربه أثناء تأدية واجبه بالقاهرة إثر تعرضه لحادث سير أثناء عمله. انطلقت الجنازة من أمام مسجد القرية، وسط حالة من الحزن التي خيّمت على الأهالي وزملاء الشهيد وأسرته، بينما علت الهتافات التي تمجّد بطولات رجال الشرطة ودورهم في حماية الوطن، مرددين: «الشهيد حبيب الله.. لا إله إلا الله». وشارك في مراسم التشييع اللواء مدير أمن قنا وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية بالمحافظة، بالإضافة إلى عُمد ومشايخ القرى المجاورة، الذين حرصوا على تقديم واجب العزاء ومساندة أسرة الشهيد في مصابهم الجلل. وقد أُقيمت جنازة عسكرية تقديرًا لما قدمه الشهيد من إخلاص وتفانٍ في أداء واجبه الوطني، حيث حمل زملاؤه الجثمان ملفوفًا بعلم مصر، في مشهد يجسد معاني الوفاء والانتماء. وكانت الأجهزة الأمنية في محافظة القاهرة قد تلقت إخطارًا يفيد بإصابة ضابط شرطة في حادث سير أثناء تأدية مهامه، حيث فارق الحياة في الحال، واتخذت الإجراءات القانونية اللازمة، ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه بقرية دنفيق لتشييعه إلى مثواه الأخير. وعبّر أهالي القرية عن حزنهم الشديد لفقدان أحد أبنائها المخلصين، مشيرين إلى أن الشهيد كان يتمتع بسمعة طيبة وأخلاق رفيعة، وكان مثالًا للانضباط والاحترام بين زملائه وأهل بلدته. وأكد المشاركون في الجنازة أن رحيل الشهيد محمد محمود سعد هو خسارة كبيرة، إلا أن ذكراه ستبقى خالدة في قلوب كل من عرفه، داعين الله أن يتقبله في الشهداء، وأن يلهم أسرته الصبر والسلوان. اللواء نبيل فراج.. بطل تطهير كرداسة من بين هؤلاء الأبطال يبرز اسم اللواء نبيل فراج، أحد أبرز شهداء الشرطة، الذي مضى على استشهاده أحد عشر عامًا، بعدما سطّر بدمائه ملحمة في عملية تطهير كرداسة عام 2013 عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة. كان الشهيد يشغل منصب مساعد مدير أمن الجيزة، وقاد بنفسه قوات الشرطة في مداهمة العناصر الإرهابية المتحصنة بمنطقة كرداسة، والتي ارتكبت واحدة من أبشع الجرائم ضد رجال الشرطة فيما عُرف ب«مذبحة كرداسة». وخلال الاشتباكات التي شاركت فيها القوات المسلحة بأربع مروحيات لتغطية العملية، أصيب اللواء نبيل فراج بطلق ناري أودى بحياته، ليسطر بدمه صفحة من أنبل صفحات التضحية. وقد أُلقي القبض على المتورطين في الحادث، وأُحيلوا للمحاكمة، وصدر بحق بعضهم أحكام بالإعدام والمؤبد، في قصاص طال انتظاره. ترك الشهيد وراءه زوجة وثلاثة أبناء يسيرون على دربه في حب الوطن، فيما حرصت الدولة على تكريم أسرته تقديرًا لعطائه وتاريخه المشرف. المقدم محمد مبروك.. كشف تخابر الجماعة الإرهابية ويظل المقدم محمد مبروك السيد اسمًا خالدًا في سجل الشرف، فقد كان أحد ضباط قطاع الأمن الوطني المكلفين بملف جماعة الإخوان الإرهابية وقضية التخابر الشهيرة التي تورط فيها الرئيس المعزول محمد مرسي وعدد من قيادات الجماعة. وُلد الشهيد عام 1974، وعُرف بتفانيه وإخلاصه في العمل. وفى 17 نوفمبر 2013، استشهد أمام منزله بمدينة نصر بعدما أطلق عليه إرهابيون النار من سيارة يستقلها ملثمون، فأردوه شهيدًا في الحال ب12 طلقة غادرة. كان مبروك من أبرز من أدلوا بأقوالهم في قضايا التخابر وهروب قيادات الجماعة من سجن وادي النطرون، كما شارك في ملاحقة قادة التنظيم بعد ثورة 30 يونيو، وعلى رأسهم محمد بديع وخيرت الشاطر. وقد أعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس» مسؤوليتها عن اغتياله، ليخلّد التاريخ اسمه كأحد أبرز من تصدوا لمؤامرات الإرهاب ضد مصر. العميد وائل طاحون.. استُشهد ب45 رصاصة في صباح يوم 22 أبريل 2015، خرج البطل العميد وائل طاحون من منزله بمنطقة عين شمس متجهًا إلى عمله في قطاع الأمن العام، غير مدرك أن الغدر يترصده على بعد أمتار من بيته. اعترضه ستة إرهابيين يستقلون دراجات نارية، وأمطروه هو ومجنده إبراهيم المنشاوي بوابل من الرصاص، ليسقط العميد طاحون شهيدًا بعد أن اخترقت جسده 45 رصاصة. كان الشهيد من أكفأ ضباط الشرطة، تخرّج في كلية الشرطة عام 1988، وشارك في العديد من العمليات الناجحة ضد الجماعات الإرهابية، منها ضبط عناصر تنظيمي أجناد مصر وأنصار بيت المقدس، كما تمكن قبل استشهاده بثلاثة أشهر فقط من تفكيك خلية إخوانية خطيرة بالمطرية. واليوم، يواصل نجله مسيرة والده داخل أكاديمية الشرطة، ليُكمل ما بدأه والده من إخلاص وتفانٍ في حماية الوطن. النقيب إسلام مشهور.. بطل معركة الواحات في 20 أكتوبر 2017، وقعت واحدة من أعنف المعارك بين رجال الشرطة والعناصر الإرهابية في منطقة الواحات البحرية، حين وردت معلومات لقطاع الأمن الوطني عن تمركز مجموعة إرهابية تتبع تنظيم القاعدة في الكيلو 135 بطريق الواحات. تحركت القوات لمداهمة البؤرة، لتندلع معركة دامية استشهد فيها النقيب إسلام مشهور و15 من زملائه، بعدما قاوموا حتى اللحظة الأخيرة. ذاع صيت الشهيد بعد تخليد اسمه في الحلقة 24 من مسلسل الاختيار 2، كما أطلقت محافظة القاهرة اسمه على مدرسة زهرة المدائن التجريبية لغات تقديرًا لتضحيته، وحضر حفل التكريم أفراد أسرته وعدد من زملائه بقطاع الأمن المركزي، مؤكدين أن إسلام كان يحلم بالعمل في سيناء ليكمل درب الشهداء. العقيد أحمد فايز.. صائد الخلايا الإرهابية من بين شهداء معركة الواحات أيضًا، يبرز اسم العقيد أحمد فايز، أحد أكفأ ضباط الأمن الوطني، والذي عُرف بلقب «صائد الخلايا الإرهابية». استشهد خلال مواجهات أكتوبر 2017 بعد أن شارك في القضاء على نحو 15 إرهابيًا، وكان مسئولًا عن ملف التطرف الديني بقطاع الأمن الوطني بالجيزة. خلّدت تحرياته أسماءه ضمن القضايا الكبرى، أبرزها قضية خلية الصواريخ التي كان فيها شاهد الإثبات الأول، وضبط 36 متهمًا، صدر ضد أغلبهم أحكام بالسجن المؤبد كما شارك في قضية جند الشام، وأسهم في القبض على عناصرها المسئولة عن زرع المفرقعات واستهداف رجال الجيش والشرطة. كان الشهيد نموذجًا للضابط المثالي في الدقة والانضباط، لم يعرف الراحة يومًا حتى لقي ربه في ميدان الشرف. المقدم محمد الحوفى.. بطل معركة الأميرية وفي ابريل 2020، خاض رجال الشرطة معركة أخرى لا تقل شراسة، حين داهمت القوات بؤرة إرهابية خطيرة في منطقة الأميرية بالقاهرة. استمرت الاشتباكات ساعات طويلة، انتهت بالقضاء على سبعة إرهابيين، فيما ارتقى المقدم محمد فوزي الحوفي شهيدًا بعد أن أصيب بطلقات نارية أثناء المواجهة. كان الشهيد من أبناء محافظة البحيرة، وتخرّج في كلية الشرطة عام 2004، وعمل بعدة قطاعات قبل التحاقه بقطاع الأمن الوطني، حيث تولّى ملفات التطرف وملاحقة العناصر الإرهابية. عرفه زملاؤه بالكفاءة والإخلاص، وشارك في عدد من المأموريات الناجحة التي أسهمت في تفكيك أوكار الإرهاب، حتى كتب اسمه بدمائه في سجل الخالدين. اقرأ أيضا: وزير الداخلية: كل التحية لأرواح شهداء الجيش والشرطة.. وشكرًا لمؤسسات الدولة