شهداء الشرطة المصرية l تاريخ من التضحيات والبطولات فى حماية الوطن

مع حلول 25 يناير من كل عام نحتفل بعيد الشرطة والذى يوافق ذكرى معركة الاسماعيلية التى واجهت فيها الشرطة بأسلحتها الخفيفة جحافل الاحتلال البريطانى وقدمت شهداء للوطن وهى مناسبة تذكرنا دائمًا بأبطال وشهداء قدموا حياتهم ثمنًا للدفاع عن الوطن وتظل مواقفهم وبطولاتهم تتحدث عنهم دومًا فهم نماذج للوطنية والتضحية وسطروا أروع ملاحم البطولة والفداء في سبيل حماية الوطن من الإرهاب والمخاطر كما سطرت الشرطة أروع البطولات بعد يناير 2011 وبعد ثورة 30 يونيو كانوا فى مواجهة الإرهاب والجماعات المتطرفة وفى السطور القادمة نقدم أبرز البطولات لرجال الشرطة الذين كتبوا أسماءهم بحروف من نور وخلدوا ذكراهم على حائط التاريخ دفاعًا عن أمن الوطن.
خلال السنوات ال10 الماضية بلغ عدد شهداء الشرطة في مصر 5410 شهيدا حسب تقرير صادر عن المجلس القومي لرعاية أسر الشهداء والمصابين للفترة منذ اندلاع ثورة 25 يناير وما تبعها من أحداث ومرورًا بثورة 30 يونيو وحتى عام 2020.
تحتفل الدولة المصرية بالذكرى رقم 73 لعيد الشرطة الذي يتزامن مع 25 يناير من كل عام وتعمل وزارة الداخلية على تكريم أبطالها الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن في مهمة الحفاظ على الأمن ومحاربة الإرهاب الأسود كما سطرت الشرطة المصرية بعد ثورة 30 يونيو مشوارًا طويلا من البطولات والتضحيات فى مواجهة الإرهاب الأسود وظهرت أبرز تلك البطولات لرجال الشرطة التى أثبتت قدرتها على الصمود والتحدي الذى أظهر الإمكانيات والقدرات الكبيرة لرجال الشرطة فى مواجهة قوى الشر بعد فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة المسلحين وحسم تلك المواجهات.
بطل تطهير كرداسة
واحد من الرجال الأوفياء والذى سطر اسمه بأحرف من نور كان اللواء نبيل فراج بطل تطهير كرداسة والذى مرت على ذكراه العطرة 11 عامًا ضمن قوائم الشرف وهو الحدث الأشهر فى ذلك الوقت عام 2013 عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين ومداهمة الإرهابيين بمنطقة كرداسة أثناء تطهيرها من العناصر الإرهابية وارتكاب مذبحة كرداسة التى لا تنسى من التاريخ الأسود للجماعة الارهابية ليسقط شهيدًا تاركًا خلفه زوجته و3 من أبنائه يستكملون مسيرة كفاح والدهم فى الوقت التى تحرص الدولة ومؤسساتها على تكريم أسرة الشهيد فى كل المحافل والعمل على تلبية متطلباتهم ورعايتهم باستمرار واللواء نبيل فراج عرف وقتها بكفاءته فى العمل وتفانيه فى العمل وكان محبا لزملائه وكل من تعامل معه عن قرب، استشهد اللواء نبيل فراج وكان مساعد مدير أمن الجيزة متأثرا بإصابته بطلق نارى خلال عملية تطهير منطقة كرداسة من البؤر الإرهابية وكانت قوات الشرطة اقتحمت كرداسة لتطهيرها من الإرهابيين وكانت تدور اشتباكات بين 4 مروحيات تابعة للقوات المسلحة وقوات الأمن من ناحية وإرهابيين يحتمون بإحدى المدارس بمنطقة كرداسة وتبادلت عناصر إرهابية إطلاق النار مع قوات الجيش والشرطة بعد أن دخلت القوات إلى المدينة مما أسفر عن إصابة ضابط شرطة وتمكنت أجهزة الأمن من ملاحقة المتهمين بقتل اللواء نبيل فراج وضبطهم وأحيلوا فى أول مارس 2014 للمحاكمة وفى 30 يوليو 2016 قضت المحكمة بإحالة أوراق 13 متهمًا منهم لمفتى الجمهورية لإبداء الرأى وحددت جلسة 24 سبتمبر للحكم وفى 10 يناير 2018 أيدت محكمة النقض حكم الإعدام ضد 3 متهمين وصدر حكم بالسجن المؤبد ل4 آخرين والمشدد 10 سنوات ل5 متهمين آخرين وكان تنفيذ حكم الإعدام بحق المتهمين قد أثلج صدورهم.
موثق جرائم الإرهابية
البطل الذى كشف عن تخابر وتآمر قيادات جماعة الإخوان الإرهابية فى فترة حكمهم وقبلها، والذى حفر اسمه بين الكثير من شهداء الشرطة الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن أمن واستقرار الوطن إنه المقدم محمد مبروك السيد والذى ولد في عام 1974 كان ضابط شرطة عمل لدى قطاع الأمن الوطني وكان الضابط المسئول عن ملف جماعة الإخوان الارهابية وعن ملف قضية التخابر التي اتهم فيها مسئولون سابقون وقيادات من ضمنهم الرئيس المعزول محمد مرسى واستشهد مبروك امام منزله في مدينة نصر بعد أن أطلق عليه الإرهابيون 12 طلقة وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية مسئوليتها عن الحادث فى 17 من نوفمبر 2013 كان يوم استشهاد المقدم محمد مبروك حينما فتح أشخاص ملثمون الأعيرة النارية عليه لحظة خروجه من منزله متجها إلى عمله فاستشهد فى الحال وكان الراحل مشرفًا على قضايا أمنية مهمة للغاية ومنها قيامه بالإدلاء بأقواله أمام نيابة أمن الدولة بقضية تخابر قيادات الجماعة الإرهابية مع دول أجنبية إضافة إلى إشرافه على تحريات هروب المعزول محمد مرسى وجماعته من سجن وادى النطرون وكان له دور كبير فى القبض على قيادات جماعة الإخوان الإرهابية بعد ثورة 30 يونيو ويتقدمهم محمد بديع مرشد الجماعة ونائبه خيرت الشاطر.
استشهد ب 45 رصاصة
فى الساعات الأولى من صباح يوم 22 من ابريل عام 2015 ودع العقيد وائل طاحون مفتش الأمن العام أسرته وغادر منزله بمنطقة عين شمس ليذهب إلى عمله في قطاع مصلحة الأمن العام بالعباسية ليفاجأ ب 6 أشخاص يستقلون دراجات نارية حاملين السلاح وفي انتظار البطل وائل طاحون متأهبين لتنفيذ مخططهم على بعد 100 متر من سيارته وعندما خرج من منزله واستقل سيارته بصحبة المجند ابراهيم محمد المنشاوي، اخترقت رصاصات الغدر جسدي الشهيدين وهو ما اسفر عن استشهاده ب45 رصاصة فى جسده الطاهر ولم يتوقف عطاء عائلة الراحل عند هذا الحد ليلتحق نجل الشهيد وائل طاحون بأكاديمة الشرطة ويستكمل مسيرة والده الشهيد البطل العميد وائل طاحون الذى تخرج فى كلية الشرطة عام 1988 وقضى مسيرة مليئة بالبطولات فى محاربة الجريمة كما ضبط عددا من عناصر الخلايا الإرهابية منها أجناد مصر وأنصار بيت المقدس وقبل استشهاده ب3 أشهر تمكن من ضبط خلية إخوانية فى المطرية ورغم رحيله إلا أنه ترك سيرة طيبة فى نفوس الجميع وكل من تعامل معه عن قرب.
بطل معركة الواحات
النقيب اسلام مشهور استشهد فى اشتباكات مع عناصر مسلحة بمنطقة الواحات مع 15 من رجال الشرطة خلال مواجهات مسلحة مع إرهابيين ففى يوم 20 من أكتوبر 2017 وردت معلومات إلى قطاع الأمن الوطنى تفيد بتمركز عناصر إرهابية مسلحة تتبع تنظيم القاعدة فى منطقة صحراوية فى الكيلو 135 على طريق الواحات البحرية وقام رجال الشرطة بالتجهيز والإعداد لمداهمة تلك البؤرة الإجرامية ونشبت معركة دموية بين الأمن والإرهابيين أسفرت عن استشهاد البطل النقيب إسلام مشهور و15 آخرين من قوات الشرطة وذكر اسم النقيب اسلام مشهور في الحلقة 24 من مسلسل الاختيار 2 وكانت رغبته العمل في سيناء و أطلقت محافظة القاهرة اسم الشهيد إسلام مشهور على مدرسة زهرة المدائن التجريبية لغات التابعة لإدارة النزهة التعليمية وحضر الفعاليات أسرة الشهيد وعدد من زملائه بقطاع الأمن المركزي.
صائد الخلايا الارهابية
العقيد احمد فايز كان واحدًا من الضباط الأكفاء .. عرف بالبطل حتى قبل استشهاده في معركة من أصعب المعارك التي خاضها رجال الشرطة ضد الإرهاب والإرهابيين ولقب بصائد الخلايا الإرهابية فنالت منه رصاصات الغدر في معركة الواحات بالجيزة التي استطاع رجال الشرطة القضاء على نحو 15 إرهابيا في أكتوبر 2017 وكان من بين شهدائها العقيد احمد فايز وهو مسئول ملف التطرف الدينى بقطاع الأمن الوطنى بالجيزة خلال فترة عمله بقطاع الأمن الوطني كان له بصمات واضحة حيث أجرى تحريات في إحدى القضايا الخاصة بخلية إرهابية يتزعهمالارهابىهشام عشماوي ومن خلال تحرياته في القضية كان له دورا واضحا في القبض على العديد من أعضاء الخلية التي عرفت بخلية الصواريخ حيث كان شاهد الإثبات الأول في القضية وقد أجرى تحرياته بها كما أنه كان مسئولا عن ضبط المتهمين البالغ عددهم 36 متهما وذلك في القضية رقم 396 جنايات أمن الدولة والتي قضت المحكمة بمعاقبة 22 منهم بالسجن المؤبد، وب3 سنوات ل6 آخرين وبراءة 8 متهمين لاتهامهم بتشكيل خلية إرهابية لاستهداف المنشآت الحيوية ورجال الجيش والشرطة عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة اما في قضية جند الشام فتولى الشهيد العقيد احمد فايز جمع التحريات وشارك في القبض على المتهم أحمد عبدالوهاب وقضت المحكمة بمعاقبته حضوريا بالسجن 10 سنوات والمؤبد غيابيًا للمتهم للثاني على محمد سمير لإدانتهما باستهداف رجال الشرطة والجيش عن طريق زرع المفرقعات بأماكن تمركزهم.
واجه الإرهابيين فى الأميرية
فى منتصف ابريل 2020 كان المقدم محمد فوزى الحوفى على موعد مع نهاية غير متوقعة واللحظات الأخيرة فى حياته كانت بشوارع الأميرية وهو يؤدى واجبه الوطنى تجاه الوطن فى اللحظة الحاسمة كانت قوات الشرطة قد حاصرت بؤرة إرهابية بمنطقة الأميرية وجرى تبادل إطلاق النار مع العناصر الإرهابية لعدة ساعات قبل أن تتمكن الشرطة من القضاء على 7 إرهابيين فيما أسفر التعامل عن استشهاد الضابط محمد الحوفى وإصابة ضابط آخر.
ولد الضابط محمد الحوفى بمحافظة البحيرة وتخرج فى كلية الشرطة عام 2004 وعمل بعدة قطاعات بوزارة الداخلية قبل أن يلتحق بقطاع الأمن الوطنى كواحد من الضباط المتخصصين فى ملف التطرف ومكافحة الإرهاب وشارك فى عدة مأموريات ناجحة لاستهداف أوكار الإرهابيين وأحد أكفا ضباط قطاع الأمن الوطني وكانت مهمته ملاحقة العناصر الإرهابية وتنفيذ تكليفات وقرارات النيابة بالضبط والإحضار
اقرأ أيضا: محافظ سوهاج يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة