أكد د. حسن الشافعى عضو هيئة كبار العلماء أن الأمة الواحدة والعقيدة الجامعة والصف الموحد من بركات العقيدة الإسلامية. وأوضح أن التوحيد ليس فقط إقرارًا عقليًّا، بل هو توحيد للقلب والروح والصف والأمة. وشدد على أن التكفير هو بداية استحلال الدماء، وأنه لا يقوم على منهج قويم، بل على تطرف وتشدد يبرأ منه الإسلام. وبيَّن أن دعوة الوسطية هى الدعوة الحقيقية لجمع شمل الأمة. وأكد أن الوسطية التى دعا إليها الأئمة الكبار كالأشعرى والماتريدى أنقذت الأمة قديمًا وتنقذها اليوم ومستقبلًا. اقرأ أيضًا| بمرسومًا ملكيًا.. تعيين الشيخ صالح الفوزان مفتيًا عامًا للسعودية جاء ذلك خلال الندوة التى عقدتها أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة بالتعاون مع مركز الإمام الأشعرى، بعنوان: «آفاق تجديد الفكر العقدى الإسلامى فى مواجهة تحديات العصر»، بحضور د.حسن الصغير، رئيس أكاديمية الأزهر، ود. رضا الدقيقي، أستاذ العقيدة المساعد بكلية أصول الدين بطنطا. وشدد الشافعى على أن التجديد فى الدين لا يكون فى العقائد والعبادات، بل فى الوسائل الاستدلالية، من خلال إحياء التراث الإسلامى وتكامله مع العلوم الحديثة، مع العمل على إنشاء علوم جديدة تلائم تحديات العصر. وأشار إلى أن الأزهر الشريف يؤدى رسالته فى جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم، مشيدا بجهود الإمام الأكبر شيخ الأزهر فى جمع الشمل الإسلامى من خلال المؤتمرات الدولية وفى مقدمته مؤتمر الحوار الإسلامى الإسلامى الذى استضافت مملكة البحرين نسخته الأولى. وأكد د. حسن الصغير رئيس أكاديمية الأزهر أننا أحوج ما نكون اليوم إلى أن نجتمع على كلمة سواء، لأننا أهل قبلة واحدة. وشدد على ضرورة التوقف عن الخلافات والانقسامات من أجل لمّ الشمل وتنمية الفكر ومواكبة تحديات العصر، مضيفا أن العقيدة الإسلامية لا تحتمل التجزئة أو الخلاف، لأنها تقوم على أصل الإيمان بالله ووحدة الأمة تحت راية الإسلام. وأوضح أن التجديد الحقيقى ليس فى الثوابت أو العقائد، بل فى الفكر والأسلوب الذى يُقدَّم به الدين للناس بما يتناسب مع واقعهم وتطورهم المعرفى. وأشار إلى أن الأزهر يضطلع بدور ريادى فى إعداد الأئمة والدعاة الذين يحملون هذا الفكر الوسطى المتجدد، القادر على التعامل مع الشباب بلغة عصرية تجمع ولا تفرّق، وتواجه الفكر المتطرف بالحجة والعلم والمنهج القويم. اقرأ أيضًا| مفتي الجمهورية يهنئ الشيخ «صالح الفوزان» بتعيينه مفتيًا عامًا للمملكة وأوضح د. رضا الدقيقي، أن العقيدة الإسلامية هى أساس الائتلاف بين المسلمين، مشيرًا إلى أن علم الكلام نشأ لحماية العقيدة من الشبهات التى واجهتها الأمة عبر تاريخها الطويل، مبينا أن دعوة الأزهر للوحدة والائتلاف تنطلق من مفهوم عقدى أصيل، بعيد عن التكفير والإقصاء. وأضاف أن العقيدة الإسلامية لا يمكن أن تكون سببًا فى الفرقة أو النزاع، بل فى تحقيق الأخوة الإيمانية، مستشهدًا ب وثيقة المدينة التى جمعت بين الطوائف المختلفة على وحدة الهدف والمصير، داعيا إلى تجديد الخطاب العقدى بما يقرب بين المذاهب الإسلامية، وإلى إعداد مقررات تعليمية مشتركة تُبنى على المشتركات بين المذاهب، تحقيقًا لوحدة الصف الإسلامي.