فى لحظة فارقة ينتظرها العالم بأسره، تستعد مصر خلال أيام قلائل لافتتاح المتحف المصرى الكبير، أضخم متحف للآثار فى العالم، فى حدث يعد التتويج الأمثل لمسيرة طويلة من العمل والإنجاز. ويأتى الافتتاح بالتزامن مع أجواء الاستعداد لانتخابات مجلس النواب 2025، ليعكس صورة وطن يسير بخطى واثقة نحو مستقبل أفضل. المتحف الذى يطل على أهرام الجيزة، سيصبح وجهة عالمية مشرفة تجمع بين عبق التاريخ المصرى القديم، وروح الحاضر، والمستقبل. من المتوقع أن يكون المتحف المصرى الكبير، نقطة تحول كبرى فى حركة السياحة العالمية نحو مصر، حيث إنه من المأمول أن يستقطب المتحف ملايين الزوار سنويًا، ويضخ مليارات الدولارات من العملة الدولارية فى الاقتصاد الوطنى. ولا يقتصر الافتتاح على كونه حدثًا ثقافيًا فحسب -، بل يحمل رسالة سياسية، وإنسانية عميقة، تؤكد أن مصر برغم ما تشهده المنطقة من توترات، وصراعات، وعلى رأسها ما يحدث فى غزة، لا تزال قادرة على تحقيق التوازن بين دورها الإقليمى، ومسئوليتها فى حفظ السلام، ومسيرتها التنموية، والاقتصادية فى الداخل. إن نجاح القاهرة مؤخرا فى التوسط لوقف إطلاق النار، وإعادة التهدئة فى قطاع غزة، ثم إعلان افتتاح هذا المشروع الحضارى الضخم، تعكس قوة الدولة المصرية، واستقرارها، وقدرتها على الجمع بين السياسة الهادئة، والبناء المستدام. إن افتتاح المتحف المصرى الكبير، ليس مجرد حدث أثرى، بل هو إعلان للعالم أن مصر آمنة، مستقرة، ومنفتحة على الجميع، تحتضن الماضى العريق، وتخطو بثقة نحو المستقبل .. ومن قلب الجيزة، حيث تتجاور الأهرام مع أعظم متحف عرفه التاريخ، تجدد مصر رسالتها الأبدية «هنا تبدأ الحضارة .. وهنا تستمر».